يجب أن يصبح الدين أخلاق وعمل ومواقف في واقع الحياة، يطبق، يصبح بالشكل الذي ينشد إليه الآخرون
عمران نت/ 27 ديسمبر 2017م
من هدى القرآن
عندما نتحرك في سبيل الله كمجاهدين نقدم أنفسنا نموذج أمام المجتمع، يرانا فيما نحن عليه من تطبيق للدين فيرانا بالشكل الذي يجذبه إلى هذا الدين، يرى في تطبيقنا للدين؛ لأن الدين عندما يصبح في واقع الحياة يطبق يعمل به، يصبح الدين أخلاق وعمل ومواقف في واقع الحياة، يطبق، يصبح بالشكل الذي ينشد إليه الآخرون، لا يرى الناس عظمة الدين قبل أن يطبق، ولا يدركونها بالقدر التي هي عليه قبل أن يطبق.
لكن عندما يصبح الدين يطبق في واقع الحياة يعمل به في واقع الحياة، يصبح أمام الناس واقعاً يعيشونه، يرون عظمته، يرون جماله، يرون ويدركون أهميته، ما يتركه هذا الدين؛ لأن هذا الدين عندما يطبق يترك أثراً عظيماً في واقع حياة الناس، يصلح، يصلح حياة الناس؛ ويبني حياة الناس بناء عظيماً، فيدرك الناس أهمية هذا الدين، عندما يطبق عندما يعمل به.
فلذلك من المهام الأساسية لأمة تتحرك؛ لأن تجاهد أن تقدم نفسها نموذجاً فعلاً. نقدم أنفسنا أمام الآخرين نموذج وقدوة، ونقدم أنفسنا بالشكل الذي يشهد، يشهد على عظمة هذا الدين (في التعامل فيما بينهم) هذه نقطة، نقطة أساسية من ضمن مهامنا ويجب أن نلحظها كمجاهدين (التعامل فيما بينهم) في صدقهم مع بعضهم بعض في إخائهم، في تآلفهم، في قوتهم في منطقهم، في حكمتهم، عندما نلحظ هذه المفردات الهامة التعامل فيما بيننا، هذا جزء.
يعني: أن يكون هذا التعامل قائم على أساس دين الله، أن نتعامل فيما بيننا كما وجه الله جل شأنه، كما أراد الله كما أمر الله؛ لأن الجهاد في سبيل الله مسيرة ترتبط بالله، تجعلنا نرتبط بالله جل شأنه في واقع حياتنا، يبعدنا أن نكون أناس يتحركون في أمورهم أو شئونهم على أساس أهواء أنفسهم. لا. تكون القضية في أساسها مبنية على هذا الأساس، على أساس ما يريده الله، على أساس دين الله، على أساس توجيهات الله؛ فيكون هكذا التعامل فيما بينهم قائم على أساس توجيهات الله صدق وإخاء وتآلف، ثم في جوانب أخرى القوة أمام العدو، كذلك منطقهم المنطق الحكيم، القول السديد على أساس تقوى الله سبحانه وتعالى كذلك في حكمتهم، إذاً نلحظ أن الجهاد في سبيل الله بمعنى العمل لإقامة دين الله العمل لإقامة دين الله العمل لإقامة دين الله. في المواجهة العسكرية جزء، العمل لإقامة دين الله في التعامل فيما بيننا جزء، كيف نتعامل على أساس دين الله ثم في بقية الجوانب كيف يكون العمل على أساس دين الله؟
العمل لإقامة دين الله هذا هو الجهاد في سبيله، يشمل الكلمة، ويشمل القلم، ويشمل أشياء كثيرة جداً، ويشمل السلاح بمختلف أنواعه.
فالجهاد هو هذه القائمة الواسعة تتحرك فيها، لا تنظر إلى مجال دون مجال، لا تنظر إلى مجال الكلمة وتنسى موضوع إعداد القوة قوة السلاح؛ لأنك ستخسر، كلمتك تتبخر في الأخير، لا تركز فقط على موضوع إعداد السلاح دون أن تعرف القضايا الأخرى التي يجب أن تعدها، القضايا النفسية، والمعنوية، والتربوية والثقافية…إلى آخره. هذا هو الجهاد في سبيل الله.
إذاً عندما نلحظ هذا الكلام في ختام التعريف القضايا الأخرى التي يجب أن تعدها القضايا النفسية، والمعنوية والتربوية، والثقافية إلى آخره، جوانب واسعة، يجب أن تلحظ في مسألة الجهاد في سبيل الله وهنا نلحظ جانب القوة المعنوية، القوة المعنوية هي شيء أساسي في ميدان المواجهة، وهي حتى أهم وأكثر أهمية من القوة المادية من قوة السلاح العسكري. مثلاً: – القوة المعنوية التي تكون في النفس، و القلب، و المشاعر، وتجعل الإنسان يثبت، ويواجه الشدائد مهما كانت.
إذا لم يكن عند الإنسان اهتمام بالقوة المعنوية في داخل نفسه، في مشاعره، في قلبه، فهو في الأخير من سينهزم مهما كانت إمكانياته العسكرية، حتى لو كان يحمل مدفع، او كان داخل دبابة، أو كان سلاحه العسكري المادي كيفما كان، والقوة المعنوية يصنعها الإيمان بالله. وهذا الدرس كل الكلام السابق هو مدخل إلى هذا الموضوع جانب الإيمان بالله؛ لأن الإيمان شيء أساسي، وقاعدة أساسية نتحرك من خلالها كمجاهدين في سبيل الله.
عندما ينتمي الانسان إلى الجهاد في سبيل الله انتماء بعيداً عن الإيمان بالله، انتماء منشؤه مجرد تحمس، أو رابعة هكذا، يريد أن يتحرك مع الآخرين، لا على أساس وعي، ولا يربط هذا التحرك إيمان بالله جل وعلا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(مفهوم الجهاد في سبيل الله)
القاها السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.