أوقفوا هذا النزيف العربي أولًا
عمران نت/ 26 ديسمبر 2017م
بقلم/ محمد خضر الزبيدي
هذه الفوضى العارمةُ والضياعُ اللامحدود الذي تعيشُه أمتنا العربية أما آن له أن ينتهي. هل افتقرنا للحكمة والحكماء حتى نصبحَ أمة مستلبة منهوبة ومغتصبة لهذا الحد الذي لا يسر صديقًا ولا يغيظ عدوًا وأَصْبَحنا فرقاء ممزقين ومتقاتلين ومتخلفين وكأننا مجموعات من الأنعام بل أضل سبيلًا؟ هل صحيح أنه انطفأ نور الله من بين أيدينا حتى اختلط الحابل بالنابل؟.
إن أوجاعَنا محددة واضحة لكل ذي بصيرة ويأتي على رأسها هذه الهزة الأرْضيّة القاتلة التي تجتاح الخليج العربي آخر القلاع التي صمدت أَمَام الاعاصير الشرسة التي أحرقت الأخضر واليابس ومن المحيط حتى الخليج الأمر الذي جعل بعضًا منا يجد في عدونا الأول (الكيان الصهيوني) القلعة التي يحتمي بها من عدوانية أخيه وإذا بأقوى قلاعنا وحصوننا تنهار على من فيها من بشر وحجر.
كلا ثم كلا أيها السادة لن يغفر الله لكم والتأريخ لن يرحمكم إن لم تضعوا حَدًّا لهذا الانهيار.
وأما هذا النزيف القاتل الذي نراه في سوريا والعراق وليبيا ثم مصر والسودان وَاليمن فإنه لعنة الله والتأريخ التي ستلاحقنا بلعناتها أن لم نضع حدًّا لهذا العبث الصبياني والذي يشل قدرة الأُمَّـة ويفتك بإمْكَاناتها الجبارة.
بالأمس القريب بلغت السخرية والتحدي برئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن يعلن بكل وقاحة وصلف أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة الكيان الصهيوني، الأمر الذي جعل الأمتين العربية والإسْلَامية توجهان له وللكيان الصهيوني صفعة جعلته يفقد توازنه.
جميلٌ هذا الذي تم ولكن الأجمل منه أن تتوسع دوائر اليقظة حتى نَرى أمتنا وقد شفيت من جميع آلامها.
إننا نوجه نداءنا لكل القادة من عرب ومسلمين ومسيحيين، أن يضعوا حدًا لهذا السرطان الخبيث، ونحن عليه قادرون، كما أننا نناشد قادة الفكر وأركان علم السياسة والاجتمَاع أن يأخذوا دورهم بتوجيه خطوات الأجيال لكل ما هو أفضل.
نحن أمة من حقها أن تكونَ في طليعة الأُمَــم والشعوب إنْ أحسن أبناؤها العمل؛ (وقل اعملوا فسَيَرَى اللهُ عملَكم ورسولُه والمؤمنون).