مصلحة الشعوب والأوطان تنطلق من التوجه القرآني
عمران نت/ 24 ديسمبر 2017م
من هدى القرآن
لم يكتفوا بالتأثير الإعلامي، على أن عناوين كثيرة تغيب من الساحة هي ضدهم, مشاعر معينه تغيب من النفوس هي ضدهم, تمسح كلها, وتنتهي كلها, ثم لم يقفوا عند حد, لم يقفوا عند حد إلى درجة أن يستخدموا جانب الترهيب لمن هو قد لا ينفع فيه جانب التثقيف، يمسحون نفسيتك، جانب الترهيب, ويكلفوا الدولة في كل بلد عربي تضرب المسلمين, تقوم هي بالدور بدلاً عنهم!.
ألم يحاولوا في عرفات بعد ما ضربت فلسطين, وبعد ما ضربت طائرته, والدبابات حول بيته؟ إنه لماذا لا يمسك الناشطين – كما يسمونهم – الناشطين من حركة حماس ومن منظمة الجهاد وغيرها؟ هم يريدون أن يصلوا بالناس, بأي زعيم عربي إلى أن يصبح فعلاً جندي صراحة, صراحة يخدمهم, يضربون دوائر الأمن الفلسطينية, يضربون مراكز الدولة هذه الفلسطينية التي ما زالت دولة وهمية, يقولون: لماذا؟ لأن واجبك أنت إنك تمنع الناشطين, لا أحد يزعج إسرائيل!!.
تتحول أنت إلى شرطي, إلى شرطي تخدم إسرائيل, وتحافظ على أمن إسرائيل, وإلا سنضربك. يقول: حاضر! ويعلن بأن تتوقف العمليات, يتوقف إطلاق النار, يتوقف استخدام أسلحة ضد إسرائيل. أعلن هكذا عرفات! لا يعد أحد يعمل شيء خلاص!!.
بعد ما حصلت الحادثة هذه, حادثة قتل حوالي 25 يهودي وحصل ضرب من جانب إسرائيل داخل فلسطين يتجه عرفات لأخذ الشباب الناشطين من حماس والجهاد وغيرها إلى السجون بأعداد كبيرة, هذا يعني بأن هؤلاء لا يتوقفون عند حد إطلاقاً, بل سيصلون بالناس – وهي طريقة شيطانية ذكر الله بأنها أسلوب من أساليب الشيطان في القرآن الكريم – أن يصلوا بالناس إلى درجة أن يظلمونا ويهينونا ويسحقونا ومع ذلك نتولاهم ونحبهم ونؤيدهم ونصفق لهم!.
يعني ما يريدون أنهم يظلمونك ويسحبونك ثم تعتبر نفسك مظلوماً؛ لأن هذه مشاعر خطيرة عليهم, عندما تعتقد نفسك مظلوماً تعتقد نفسك مسحوقاً, تعتقد نفسك مهاناً أن هذا حالة نفسية في يوم من الأيام تتفجر في ظرف من الظروف يكون لتفجرها أثر كبير ضدهم, لا, نريد أن نظلم الناس وليصلوا إلى أحط مستوى وهم لا زالوا يشعرون بأن الموقف الذي هم عليه هو الموقف الإيجابي للحفاظ على الوطن, أو تحت أي عنوان آخر.
لهذا حكى الله عمّن يتولى اليهود والنصارى أنهم يطلقون عناوين تشعر بأن المسألة إنما هي تدارك لخطورات معينة, والمسألة حفاظ على مصلحة الوطن , والمسألة هي كذا وكذا {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}.
هم لا يقولون لك: أصدقاءنا ولازم نوقف معهم, يقولون للناس: نخشى أن تصيبنا دائرة, نحن فقط من أجلكم, وحفاظاً على مصالحكم, والواقع ليس ذلك, والواقع ليس ذلك, ما يمكن أن يكون هذا الموقف صحيحاً إطلاقاً أن يتحول زعماء العرب إلى مدراء أقسام شرطة للحفاظ على مصالح أمريكا وإسرائيل وإسكات من يتكلم ضدها.
هل في هذا مصلحة للشعوب؟ لا يمكن, لا يمكن أن يكون فيها مصلحة للشعوب, المصلحة للشعوب الإسلامية هو التوجه القرآني في النظرة نحو هؤلاء اليهود والنصارى, نظرة العداء, نظرة إعداد القوة, نظرة الجهاد, نظرة الشعور بأنهم يسعون في الأرض فساداً, وأنهم لا يريدون لنا أي خير, وأنهم يودون أن نكون كفاراً, يودون لو يضلونا, يودون لو يسحقونا وينهونا من على الأرض بكلها.
{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} يعني يستجيبوا بسرعة, قالوا: أمريكا تتزعم الحلف العالمي لماذا؟ لمحاربة الإرهاب, بسرعة وافقوا دون قيد أو شرط!.
ما هم سارعوا؟ يسارعون فيهم, فيهم, مثل ما تقول: حب في الله, بغض في الله من منطلق ولاء, يسارعون فيهم, يسارعون إلى ما فيه خدمتهم, إلى ما فيه مصالحهم, ليحظى بالولاء لديهم, ليحظى بالمكانة لديهم, يحظى بأي شيء.
المسارعة فيهم كما يقول: يحب في الله, يحبك في الله, يحبك لا لأي شيء آخر, مصلحة معينة, إنما من أجل الله, وأنت تحبه في الله, مثل يسارعون فيهم, يقولون للناس, وكلمة يقولون: أي شيء يتفوهون به, ما قال يسارعون فيهم يخشون فتكون المسألة حقيقة مشاعر داخلية لديهم أنهم يخشون حقيقة على الناس ومصالح الناس, يقولون: يتفوهون بما يغطي على تعاملهم الحقيقي مع هؤلاء, نخشى أن تصيبنا دائرة, {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
فهنا تتجلى الحقائق {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ}(المائدة53) من أجل الحفاظ على مصالحكم من أجلكم {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ} تتجلى المواقف أن الأشياء ما كانت لهذه, وفعلاً الزمن والأحداث من يراقب الأحداث كل حدث يكشف أحداثاً سابقة, ولو أحداث قبل عشر سنين أو نحوها.. ترى كيف يتجلى أشياء تبين لك نفسية هذا أو هذا من خلال الأحداث المتتابعة, لأنه كلما أضمر الإنسان كلما سيأتي بعد فترة أحداث تبينه, أحداث تشهد على واقعه.
فأن نصل إلى هذه الدرجة أحياناً تحصل أحداث في أي بلد إسلامي نحن قد نجمع بين حالتين: أرتاح لأنه ضرب هؤلاء؛ هم أعداء, حقيقة هم أعداء, وهم عملاء وهم من يشوهون صورة الإسلام لكن المسألة من حيث المبدأ خطيرة على الجميع, أليست خطيرة على الجميع؟
عندما اتجهت أمريكا تحت عنوان: متجهة لضرب طالبان, ألم يخش الناس على إيران, وخشيوا على حزب الله؟ صحيح؟ لأن هذا العنوان المفتوح عنوان مفتوح، يبيح لأمريكا تعمل ما تريد بشرعية دولية، وبمعونة دولية عالمية بحيث إذا أطلقوا صاروخاً يسجل على كل دول العالم, ما تخسر أمريكا, ما يلحقها إلا مثل ما يلحق غارم, كما تقول القبيلة: ريالهم واحد, ما يلحقها إلا مثلما يلحق غيرها من التكلفة!.
هكذا يريدون يحققون أهدافهم ولا يخسرون دولاراً واحداً إلا مثلما يخسر الآخرون, مثلما قال لنا واحد فلسطيني في الخرطوم قال: قال لهم في السجن يهودي في إسرائيل قال: عندكم أننا نخسر على أي سجين منكم؟ لو أننا نخسر على أي سجين منكم لما مسكنا أحد, لكننا نربح من وراكم, نربح أيضاً, لأن كل سجين يُعطى من منظمة الأمم المتحدة, من قسم فيها, أو هيئة مختصة مبالغ نصرف عليه منها ونوفر أيضاً.
هم أيضاً يستفيدون, وهذه هي فكرتهم الخطيرة, فكرتهم الخطيرة, هم أوعى بكثير, وأفهم بكثير في هذا الجانب مننا, لاحظوا نحن على مستوانا الشخصي إذا هناك واحد زعل من واحد وقد جمع له في الشمطة مائة وخمسين ألف أو أكثر يقول: [والله لَقَرِّح ما معي في رأسه لو أَوَفِّيْ بالجنبية] أليسوا يقولون هكذا؟ ودق أبوها, وعند الحاكم [با نتخابر من خمسين، أنا خمسين وأنت خمسين، با نتخابر من خمسين ألف, من عشرين ألف من..]!.
هذه العقلية غير موجودة, يريدون أن يضربوا بأقل تكلفة مادية, أو بشرية, حتى لاحظ عندما ذهبوا إلى أفغانستان هل كان واحد يتوقع بأنهم سينزلون آلاف الجنود مائة وخمسين, مائتين, أربع مائة؟ أعداد قليلة, معتمدين على آلياتهم الكثيرة, ويدهفوا بالمعارضة الشمالية, المعارضة الشمالية, أفغاني في أفغاني, وفي الأخير سيضربون يمني في يمني، وسعودي في سعودي، ومصري في مصري, وهكذا.
مخططاتهم رهيبة, وأصبحت الأشياء كلها تتهيأ لهم بشكل عجيب؛ لأنه فسدت النفوس, فسد زعماء وشعوب حقيقة, أصبحنا كلنا فاسدين, لا نحمل أي وعي, لا نحمل أي اهتمام بالقضية هذه, لا نفكر في أي حل فيها, وأصبحنا كلنا نتلقى في نفوسنا, في تهيئة نفسياتنا من الفساد الثقافي والإعلامي والأخلاقي ما يهيئ لليهود أن يحققوا أهدافاً أخرى أكثر مما وصلوا إليه, أكثر مما وصلوا إليه حقيقة.
تجد أبرز شيء في هذه المسألة والإنسان يتابع التلفزيون, ويتابع الرادي, يتابع الأحداث أن تفهم بأن أي موقف تتبناه أمريكا أو إسرائيل أو اليهود أن تجعل نفسك من داخل ضده وإن رأيتهم يضربون شخصاً يعجبك تحت عنوان مفتوح, الخطورة هنا: مقاومة الإرهاب, قالوا: ما هو الإرهاب يطلب منهم الزعماء فَسِّروا لنا الإرهاب! أصبحت أمريكا تملك حتى تفسير المصطلحات! أليست كلمة إرهاب كلمة عربية؟ يريدون أن يفسرها بوش الإنجليزي الذي لغته إنجليزية! الإرهاب في اللغة كذا, كذا..
عارفين ماذا يعني إرهاب, هم فاهمون ماذا يعني إرهاب: أنه أي مصالح أمريكية أي غرض أمريكي يتعارض معه أي نشاط يمس بأهداف أمريكا ومصالح أمريكا يعتبر إرهاباً. ومعلوم بأنه في عقائدنا ما يتجه نحو أمريكا, نحو اليهود والنصارى هو يسمى في مصطلحنا في غالبه, يسمى الجهاد, تحت عنوان جهاد، فالجهاد في الإسلام هو نفس الإرهاب الذي أمريكا تريد أن تقود العالم كله لمقاومته, الجهاد بالسيف, الجهاد بالكلمة, الجهاد بالموقف, هذا كله, تجند كل إمكانياتها تحت مسمى أن هذا هو إرهاب.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
برنامج رجال الله اليومي.
السيد حسين بدر الدين الحوثي. رضوان الله عليه
الموالاة والمعاداة صـ7ـ9.