تخوّف لدى كيان العدو من تداعيات العملية البطولية في القدس المحتلة
عمران / عمران نت
ركّزت الصحف العبرية الصادرة اليوم على العملية التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين من بلدة قباطيا في القدس، أمس، والتي أسفرت عن مقتل شرطية من حرس الحدود، واصابة أخرى بجراح متوسطة، ومقتل الشبان الثلاثة بنيران قوات الجيش.
وبحسب التقارير العبرية، فإن الشبان الثلاثة وصلوا الى القدس من الضفة الغربية وفي حوزتهم بنادق وسكاكين وعبوات ناسفة، وخططوا لتنفيذ عملية في مكان مزدحم في القدس، وقد لاحظت قوة من حرس الحدود اثنان منهم يجلسان على مقعد، فتقدمت منهما وطلبت ابراز بطاقات الهوية. واستجاب أحدهم للطلب واخرج بطاقة هويته، بينما سارع الثاني الى استلال سلاحه واطلاق النار على الشرطيتين، وعلى الفور ردت القوة بإطلاق النار عليهما وقتلتهما. وفي هذه الأثناء وصل الثالث الى الساحة واطلق النار على القوة، فردت بأطلاق النار وقتله.
وفي أعقاب العملية عقد رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو اجتماعاً أمنياً طارئاً بمشاركة وزير الحرب موشيه يعلون ومفتش عام الشرطة روني الشيخ، ووزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، والمستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت.
الى ذلك، قال مسؤول صهيوني رفيع إن الجيش قام بتطويق بلدة قباطيا، في محافظة جنين، التي خرج منها الثلاثة، ونفذ اعتقالات، وعزز قواته في الضفة.
وأضاف المسؤول إنه “تقرر في ختام الاجتماع فحص عدة تدابير، من بينها الفصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، لكنه لم يتقرر بعد ما اذا سيتم تنفيذ ذلك، كما أمر نتنياهو بفحص سحب تصاريح العمل في “إسرائيل” من اقارب الشبان الثلاثة”. وأفادت مصادر فلسطينية افادت أن الشبان الثلاثة هم “احمد ابو الرب ومحمد كميل واحمد زكارنة، وتتراوح اعمارهم بين 20 و21 عاما، وجميعهم من قباطيا”. وتبين ان “احدهم كان ممنوعا من دخول “اسرائيل” لأسباب امنية. ولا يعرف ما اذا كانوا ينتمون الى تنظيم معين”.
يذكر أن “الشرطة الصهيونية أعلنت أنها عثرت في مكان العملية على عدة بنادق من نوع “كارلو”، يتم انتاجها في شمال الضفة، وتقدر الاجهزة الأمنية الصهيونية، أن الثلاثة وصلوا الى القدس وهم يحملون السلاح، ويجري حاليا التحقيق لمعرفة كيف تمكنوا من ادخال السلاح من الضفة، وما اذا تلقوا مساعدة من أحد”.
وقال نائب قائد شرطة لواء القدس ابشالوم بيلد، إنه “تم كما يبدو التخطيط مسبقا لهذه العملية، وانها تشير الى حدوث ارتقاء في العمليات”.
الى ذلك، اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل أن عملية اطلاق النار والطعن التي وقعت أمس في القدس، هي احدى المحاولات الأولى خلال موجة العمليات الاخيرة، للشبان الفلسطينيين، لتنفيذ خطة معقدة نسبيا في المواجهة الحالية وسيكون لها تداعيات كبيرة .
وبحسب هرئيل فإن “ما يميز هذه العملية عن سابقاتها هو عدد المشاركين فيها ومستوى التخطيط المسبق الذي تطلبه تنفيذ هذه العملية. إذ لاول مرة ينفذ العمليةخلية مؤلفة من ثلاثة شبان وليس شاب منفرد، فضلا عن استخدام الثلاثة للسلاح وقطعهم مسافة طويلة من شمال الضفة الى القدس وتجاوز الجدار الفاصل من دون أن يكشفهم أحد”.
وشدد هرئيل على “القول أنه بالرغم من عدم انتماء الشبان الثلاثة الى تنظيم معين، الا ان تنفيذ العملية يدلل على جرأة عالية من قبل الشبان واستخلاص للعبر من تجارب عمليات سابقة. ان السلاح الناري، واختيار الخروج كخلية لتنفيذ العملية، هدف الى التسبب باكبر عدد من الإصابات، مقارنة بعمليات الطعن التي يتم احباط بعضها من قبل قوات الأمن وتنتهي بإصابات قليلة في الجانب الاسرائيلي”.
هرئيل اعتبر ان “هناك الكثير من العمل الذي يتوجب على الشاباك فعله والإجابة على العديد من الاسئلة، من فحص مسار وصول الثلاثة الى القدس وتجاوز شبكة الحراسة حول الجدار الفاصل الى تأمين السلاح ونقله او الحصول عليه في القدس وصولا الى تنفيذ كل التحضيرات اللازمة للعملية من دون أن يتم اكتشافهم من قبل الشاباك”.
واعترف هرئيل بأن “”إسرائيل” تجد منذ عدة اشهر، صعوبة في صياغة طريقة تسمح لها بالاعتراض المسبق “للمخرب” المنفرد، الذي يترك على الأغلب رسالة غامضة على صفحته في الفيسبوك، قبل خروجه حاملا سكين المطبخ. هذه المرة، المهاجمون هم خلية شبه منظمة قد تكون تركت من خلفها دلائل يمكنها ان تدل على نواياها”.
وخلص هرئيل الى أن “عودة العمليات الى القدس، بعد عدة اسابيع من الهدوء النسبي، والتوجه العام نحو تخفيض العنف في المدينة منذ كانون الأول الماضي، سيحتم على الشرطة مواصلة الاحتفاظ بقوات معززة في المدينة وخاصة على خطوط التماس وفي شرقي المدينة. ومع ذلك، ورغم الرد العاجل للشرطة، يطرح السؤال حول الحكمة في ارسال شرطيتين متدربتين، التحقتا بحرس الحدود قبل شهرين فقط، ولم تنهيا التدريبات بعد، الى منطقة باب العامود بالقدس التي وقعت فيها تسع عمليات خلال الأشهر الأخيرة. عموما يمتنع الجيش عن ارسال المجندين الجدد الى مثل هذه المناطق، في هذه المرحلة المبكرة من التدريب. الان، كما يبدو سيضطر حرس الحدود الى اعادة فحص سياسته في هذا الشأن”.