اليوم وليس بعد اليوم…
عمران نت/ 17 ديسمبر 2017م
بقلم/ محمد الوشلي
شهدنا وشهد الجميع منذ عقود من الزمن بعد ثورة الخميني تكرار أمريكا واسرائيل والعزف على الاسطوانة المشروخة على تخويف العالم العربي وانفسهم من إيران وأن إيران تسعى لابتلاع المنطقة وتحويل إيران كعدو للعرب بدلا من إسرائيل
وهذا انعكس على الأنظمة العربية فسعت الى تقديم الولاءات لأمريكا وإسرائيل من خلال مقاطعة إيران وهو كذلك بالنسبة للدول الشرقية والغربية إلا من رحم الله ولا يزال موقفهم سلبي مع إيران وقضايا المنطقة وعلى رأسها فلسطين وما عداوتهم لإيران إلا لوقوف إيران مع فلسطين
الجميع يعلم بأن إيران بنت نفسها كقوة عظمى بعد أن كانت لعقود تحت رحمة أمريكا والغرب وكان آنذاك تعتبر إيران في الحضن العالمي وحليف أساسي وإلى أن جاءت الثورة بقيادة الإمام الخميني والتي واجهت عشر سنوات حرب كبرى عن طريق دول عربية ومدعومة امريكيا وعالميا بقيادة صدام وبذرائع كاذبة == كما تواجهه اليمن اليوم نفس الطريقة == وأن إيران ومنذ ذلك اليوم إلى اللحظة تشهد حصارا عربيا وعالميا ولا تستطيع إيران حتى تصدير البيسكويت التي تنتجه إلى أي دولة وتحارب في أي علاقات قد تقيمها وحتى العراق حوصر ولم يراعى لصدام الجميل الذي عمله معهم في النهاية ورطوه بدخول الكويت ومن ثم ظاهروا العرب عليه ومن ثم حاصروه ومن ثم قتلوه وكلما ظهر أي حركة أونظام تحرري لا يخضع لأمريكا وإسرائيل يتهم بأنه إيراني ويعمل لصالح ايران وضمن تمدد ايران وهكذا..
فمثلا حزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله والذي هزم وكسر القوة الأسطورية التي صنع منها العالم قوة لا تقهر وانهزم من حزب الله وكان هذا الإنتصار الذي أعاد للأمة الثقة والأمل بأن النصر حليف الحق وكم بقي الفارق بين خطاب السيد حسن مقارنة مع اي زعيم او ملك عربي وبعد أن كان الاسلام قد هزموه سنيا في أفغانستان وغيرها من الدول والذي ولد اليأس والانبطاح لدى الشعوب..
اليوم اليمن والعراق وسوريا وكل دول العالم العربي تشهد حروبا وتوترا كبيرا ويعتبر في منظور أمريكا وإسرائيل خطر لابد من القضاء عليهم ..
الانظمة العربية وغيرها اليوم تعمل على تسخير كل مقوماتها لصالح امريكا ولحماية إسرائيل وأشغال الأمة بالقتال فيما بينهم وليس هذا فقط بل إعلان الحرب على محور المقاومة وكل من يعادي أمريكا وإسرائيل وبدل أن كان مع العرب مشكلة القدس مع إسرائيل بات اليوم معهم مشكلة جديدة وهي مكة وهذا فعلا ما سيظهر قريبا وما تؤكده المعطيات..
عموما انا هنا لست بصدد سرد الاحداث وتحليلها فهي واضحة جدا ولكن رسالتي اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم:-
العدو يسعى لخلق قناعات وارباكات في المنطقة بعيدا عن ما يخطط له ؛ اليوم بدلا من أن يقف محور المقاومة امام العالم مكتفيا بالتبريرات والردود أو التنديدات أو يركن إلى طمأنة من هنا أو هناك ؛ نقول لكم إنها المخادعة إنه المكر والخبث اليهودي إنه أسلوب من أساليب التتويه والتضليل حتى يكمل مخططه وترتيب أوراقه…
اليوم أنتم جميعا مدعوون إلى التوافق على رؤية وخطة إستراتيجية موحدة تقضي الى تشكيل قوة موحدة من خلال توحيد العمل ضد هدف واحد وفي كافة المجالات عسكريا وامنيا وثقافيا واقتصاديا وإعلاميا والقواسم المشتركة والأسس متوافق عليها ..
الزعماء والملوك هم من خضعوا واما الشعوب فهناك مكونات وحركات وتكتلات حرة متواجدة بكل بلد عربي وغربي وتحتاج فقط إلى القيادة الموحدة وحينها هي ستنتفض وتتحرك فالعدو واحد..
العدو الأمريكي والاسرائيلي يعمل على هذا الأسلوب بكل قوته :- تحشيد القوات والإمكانات والولاءات ويرتب أوراقه وموعده النهائي هو إلى نهاية العام ليحدد بعد نهاية العام موقفه وحينها لن يبقى إلا خطين حق وباطل وعلى نطاق إقليمي وقد تكون عالمية وهذا يعتمد على النتائج والمتغيرات إلى نهاية العام ؛ وما أسلوبه في الهجوم والاتهامات إلا تغطية عن مخططاته وصرف النظر عن ما يعمله وسيعمله بحق القدس والمنطقة وصرف النظر إلى ملفات أخرى وحرف البوصلة إلى المقاومة كعدو فلا تنتظروا واعملوا أنكم ونحن المستهدفون واعلموا بانه لو بقي الحال هكذا وبقي الجميع في مواجهة أحادية فبالتأكيد سيكون التكلفة اكبر والتضحية كبيرة وقد يسقط البعض ولو كان ذا قوة .. اليوم وقبل اليوم ندعوا القيادات إلى التوحد والتحرك الجاد والمكشوف فليس هناك ما يخزي وبدلا من التبريرات والتهرب والذي هو أحد أهداف العدو في أن يبقى الجميع متفرق ومتمزق وينتظر بأن يقصف أو يعتدى عليه ويبقى متفرج حتى يقضى على الآخر ثم يأتي دوره وحتما سيأتي وكما كان موقفك سلبيا والعالم سلبيا أمام أي معتدى عليه سيكون الموقف معك سلبيا من الجميع… وكما ان له أيضا تحرك في خلق فكرة وتصور وقناعة لدى شعوب المنطقة بأن أسباب المشاكل والحروب هو وقوفنا ضد أمريكا أو مع حزب الله وبإختصار ضد إسرائيل. … إذا من الحكمة أن نتخلى عن هذا ونبقى سياسيون ندعم من تحت الطاولة ونجنب شعبنا الدمار هذا هو ما يسعون لإقناع الشعوب فيه وما هي إلا خطوة للتمزيق .. والتنازلات.. اذا ايران تتخلى عن حزب الله اذا ايران تصمت ليتوسع الأمريكي والاسرائيلي اذا انت يا حزب الله اترك شعار الموت لامريكا وهكذا اليمن استسلم.. لا تركنوا إلى الآخرين ولو كان قريب فهو في الأخير عدو الله ويعني عدوك انت..
أخيرا تأكدوا بأن التحرك المتوحد هذا سيكون له تأثير كبير على المنطقة والعدو وسيفشل تحالفاته ويشجع الحركات وغيرهم إلى إتخاذ مواقف والظهور وإن ما يضعفهم ويخيفهم هو المواقف الأحادية
اليمن والعراق وسوريا وإيران وكل دول المناهضة لإسرائيل اليوم إلى إعلان تحالف وفق إستراتيجية موحدة وبقيادة واحدة وضد عدو واحد
رسالة أخيرة :- لمن يتشدق بأن إيران تزود اليمنيون بالصواريخ تأكدوا بأنها يمنية وانكم وهم لم تمتلكوها بعد .. ولو كان اليمنيون كذلك لكانوا طلبوا دفاع جوي ..
لكن اعتمادنا على الله وغروركم وكبركم يمنعكم من الإعتراف وأنتم كل يوم تذوقون المر والتنكيل على يد اليمانيون وهو ما سيودي بكم وبهم إلى التهلكة والقادم أعظم وهذا بفضل من الله ورحمة منه…