هذا هو مستقبل اليمن فتمعنوا ومن شاء فليكفر ومن شاء فليصدق !
عمران نت/ 15 ديسمبر 2017م
الكاتب التونسي : السيد أبو جواد
حبيب مقدم التونسي
بداية نشير إلى أننا لا نكتب لأجل أن نقوي طرفا على آخر، وذلك لوضوح أن فهمنا لمستقبل اليمن سيحتاج لجميع أبنائه وبجميع مستوياتهم، وكذلك لا نكتب إلا ما نشخصه وفق متابعتنا لمجريات الواقع، وقرأتها استنادا على منطق السنن الكونية الإلهية الحاكمة في مسيرة الشعوب .
أولا : يمكن أن نلخص حقيقة ما سيكون عليه اليمن خلال العقد الثالث بعد الألفين، هو كون اليمن هو الدولة الوحيدة المترشحة لقلب الموازين داخل الساحة العربية، بل هي وحسب المعطيات التي نشخصها ستكون الدولة العربية الوحيدة التي لها مستقبلا قادرا على قلب الموازين التي تقود واقعة الأمة العربية خصوصا والأمة الإسلامية عموما، وكذلك أن القوة التي ستتشكل في اليمن، هي القوة التي بها سيكتمل مشروع المقاومة الذي سينقلب معه لا واقع المنطقة فقط، بل وكذلك موازين العالم أجمع .
وكلامنا هذا لا يبتني فقط على تصورات عقائدية، بل إنه يعود لفهمنا للواقع ضمن السنن التاريخية الإلهية، والتي كانت تقود عبر التاريخ مسيرة المجتمعات البشرية .
ثانيا : يبقى لدينا أن نعود إلى داخل اليمن للبحث عن الجهة والقوة التي تمتلك المؤهلات والشروط اللازمة، والأهم لها القدرة على تراكم التجربة، لإيصال اليمن لذاك المستقبل القيادي المقدر له .
هنا لا نجد أمامنا إلا ذاك المكون الذي تتسراع وتتنامى قوته وقدراته وتتراكم خبراته بشكل يذهل له كل عقل عاقل، وهو مكون أنصار الله، الذي خرج من الضعف ومن البساطة وانعدام الوسائل .
فالحقيقة التي لا يمكن أن يغفل عنها عاقل محق، هي أن هذا المكون أثبت من خلال الواقع أنه قادر على تحقيق ما يصلح أن نسميه بالمنطق السياسي معجزة، فكيف لا يكون ذلك وهو قد واجة ستة حروب، آخرها اشتركت فيها السعودية والحكومة اليمنية بقيادة علي عبد الله صالح، وهم قلة قليلة من الأفراد المستضعفين والفاقدين للوسائل المقومة لدخول في مثل هذه الحروب .
ونراهم اليوم يقودون حربا لمدة ثلاثة سنوات ضد تحالف عربي صهيوني غربي تشارك فيه حوالي 30 دولة، ناهيك عن الجماعات والشبكات الداخلية، ورغم قدراتهم الضعيفة مقارنة بما تقتضيه متطلبات مثل هذه الحروب، إلا أنهم أثبتوا بما لا يدع محلا للشك بأنهم قوة قادرة على إدارة المعركة بحيث أثخنوا في العدو حتى أسقطوا جميع حساباته .
ثالثا : وهي كلمة موجهة لجميع أبناء اليمن، بكل محبة وكل حرص عليكم كونوا تحت ظل ذاك القائد الشاب السيد عبد الملك الحوثي، الذي أثبت بما لا يدع مجال للشك، أنه رجل لم تنجب الأمهات في العرب عبر تاريخها مثله، إلا قلة نادرة.
انظروا إلى البلدان العربية وشاهدوا واقع حالها بدون وجود قائد أمين، ذي قدم ثابتة، وموقف راسخ، وبصيرة ثاقبة، وصدق ناصع، وإخلاص معتق.
وكونوا على نهجه الذي لا يختلف فيه شريفين، فنهجه هو النهج الذي تحده العزة والكرامة من جهة، والتضحية والإباء من الجهة الأخرى، ونهج كهذا النهج لا يخالفه إلا متحرفا على الحق .
نعم كونوا على ما أنتم عليه من انتماءات، ولكن كونوا بانتمائكم في نهجه وتحت ظله، وضمن ركبه ، وعلى ما يرشدكم به، فالواقع داخل اليمن ذاهب نحو أن تكون اليمن في غير ما هي عليه اليوم، وليس هناك من هو مؤهل للخروج بالواقع اليمني إلى ما هو مقدر له، غير هذا الرجل الهاشمي .
رابعا : الصبر المقرون بالرضى، وكذالك التواضع الممزوج بالحلم، والصدق المزاوج للإخلاص، والعزة المكتملة بالتقوى، والثبات المصاحب للإباء .
هذه القيم هي التي بها يتحقق النصر على أرض الواقع، وبهم يستجلب التوفيق في العمل، وهي القيم التي تشكل ركائز السنن التاريخية الإلهية .
فيا ابناء أنصار الله، المسؤولية المرمية على عاتقكم، والتكاليف المنوطة بذممكم، بعد أن تذوقتم معاني التوفيق الإلهي، كبيرة وعظيمة، ولا يمكن أن تصلوا للنصر المبين، وتتمكنوا من المحافظة عليه إلا من خلال الإلتزام الجاد بهذه القيم .
فذوبوا في قائدكم، كما ترونه هو يذوب في خدمتكم، الطاعة بوعي وبصيرة هي سر من أسرار الفلاح .
وختاما : نحن البشر نفكر ونحلل ونشخص، ثم نشاء، والبعض منا لا يفكر ولا يحلل ولا يشخص ثم يشاء، ولكن سواء فكرنا أو حللنا او شخصنا فهناك أيضا من يشاء غيرنا، وهو من خلقنا وصورنا، وعندما تتعارض مشيئتنا مع مشيئته، لن تتحقق في الواقع إلا مشيئته تعالى .
إذن علينا عندما نشاء، أن نبحث هل مشيئتنا تتوافق مع مشيئته تعالى أم لا ؟ .
ومشيئته تعالى موافقة لذاك المسير الذي تحكمه قيم الإنسان الحقة، العزة والكرامة والتضحية والإباء، وكذلك الصبر والرضى والصدق والإخلاص ……. .
فجعلنا الله وإياكم ممن يسير في داخل حدود هذه المسيرة التي تحتوي جميع ألوان الإنتماءات البشرية .
اليمن أمانة بأيدينا جميعا، ونحن جميعا مسؤولون عليها .