الشجرة البطلة!
بقلم / د. أشرف الكبسي
لطالما خلع التأريخ قبعته، وانحنى باحترام، وهو يسرد مآثر وبطولات تلك الشعوب الحرة، كلما خاضت غمار الحروب دفاعاً عن نفسها وذوداً عن استقلالها وكرامة عيشها على أرضها..
بالأمس، صمدت مدينة فولجاجراد الروسية بوجه القصف والتدمير النازي، حتى لم يتبق سالما من كل مظاهر الحياة في المدينة البطلة إلا شجرة واحدة..
انتصر الروس في النهاية، وذهبوا نحو الشجرة يتلمسوا تحت ظلها كرامتهم الوطنية.. ذرفوا دموع النصر، وابتسمت الشجرة البطلة، وما تزال..!
وها هي صعدة وصنعاء وكل مدينة يمنية حرة أبية، تتعرض اليوم لقصف أفظع وتدمير أبشع، تشنه عليها، تحت سمع العالم الأصم وبصره الأعمى، قوى النازية السعوأمريكية، وها هو التأريخ والشجرة البطلة ينحنيان إجلالاً لكل قرية ومدينة يمنية، ويكتبان في مدونة المجد: الصمود يمان والبطولة يمنية..
نعم.. المعركة ليست متكافئة بين تحالف الغزو والعدوان وبين شعب يحمل بشرف بندقيته وقلبه ليفتدي بهما وطن هو كل ما يملك، لكن ومهما قتل الأول ودمر، حتما سينتصر الثاني، كيف لا والثاني يصنع الرجال عبر الزمن ويقبر الغزاة.. سلوا التأريخ كم مرة خلع قبعته في اليمن ولليمن!
اليمنيون يتنفسون الكرامة، فإن قُطعت عنهم ماتوا.. فلا تراهنوا على حاجتهم للخبز!
يقف هذا الشعب كالساموراي الأخير في ساحة المعركة الأخيرة حتى اللحظة الأخيرة، ويتمتم، بينما تبتسم الشجرة الأخيرة: فلتكن الأخيرة!