اليهود يعملون على إفساد المرأة لأنها وسيلة سهلة للإفساد، وهي من تفسد الرجل بسهولة
عمران نت/ 12 ديسمبر 2017م
من هدى القرآن
من أين جاء هذا؟ ألم يأتي من عند أولئك الذين قال الله عنهم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} يريدون أن نضل فيعملون جاهدين على أن يخرجوا بناتنا ونساءنا ليزاحمن الآخرين في مكاتب الدوائر الحكومية، وفي مكاتب الشركات، ومكاتب ومنشآت القطاع الخاص {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}.
المرأة التي أصبحت متبرجة من أين جاء هذا؟ هل القرآن هو الذي قال لها أم القرآن هو الذي أمر رسول الله(صلي الله عليه وعلى آله وسلم) أن يأمر نساءه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن، وأن يضربن بخُمُرهن على جيوبهن، وأمرهن بأن يحفظن فروجهن، وأن يغضضن النظر عن الرجال الأجانب؟ أليس هذا هو منطق القرآن؟ من أين جاء التبرج؟ من أين جاء السفور؟ ألم يأت من عند من يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل؟ أولم نضل؟
هنا في اليمن كل سنة هي أسوء من السنة التي قبلها؛ لأن هناك من يعمل جاهداً من أولئك الذين يريدون أن تضلوا السبيل، يعملون على أن تخرج المرأة اليمنية متبرجة مكشوفة، وهي الآن من تحاول على أن ترفع ثوبها قليلاً قليلاً، لتبدو أقدامها، ثم ليبدو ساقها، وتعمل على أن تكشف جزءاً من شعرها قليلاً قليلاً، وتكشف يديها قليلا قليلا، وكل سنة نلحظ من المشهد العام في صنعاء أنها أسوء في هذا المجال من السنة الماضية، هناك عمل هناك عمل ممن يريدون أن نضل السبيل، يريدون أن تصبح نساؤنا كالنساء الآتي نراهن في التلفزيون في مختلف بقاع العالم.
سافر إلى القاهرة، أو إلى عمَّان، أو إلى دمشق، أو إلى بغداد، أو إلى أي بلد عربي إسلامي تجد المرأة العربية المسلمة لا تفرق بين مظهرها وشكلها وبين المرأة الأوربية المسيحية أو اليهودية، حتى النساء في فلسطين وفي (البوسنة) ترى المرأة التي تصرخ وتبكي على ابنها وهو قتيل، أو جريح، أو تبكي على بيتها وهو مهدوم على أيدي اليهود هي في شكلها لا تختلف عن أم ذلك اليهودي، عن زوجة ذلك اليهودي الذي هدّم بيتها وقتل ابنها.
لنقول أيضاً: إنه حتى عندما نسير وراء الآخرين فيما نعتبره حضارة وتقدماً، نقول للمرأة: عندما تخرجين متبرجة، عندما تخرجين سافرة لوجهك وبدنك مكشوف هل رحموكِ؟ هل رحموها؟ هل كفوا عن تدمير منزلها لأنها أصبحت قد لحقت بركابهم؟ إنهم يرْكُلُون كل من لحق بركابهم من عندنا. هل كفوا عن ابنها؟ هل كفوا عن زوجها؟ ثم هل تريدين أنت أن يكف الله عنك وأنت من تسيرين وراء ضلالة هؤلاء أكثر مما تسيرين وراء هدي الله؟ الله لن يكف عنك، الله لن ينقذك وأنت من تسيرين وراء من يريدون أن تضلي، ويريدون أن تهاني، ويريدون أن تظلمي، وأنت تقلدينهم في كل مظاهر الحياة. أليس هذا هو ما يحصل؟ إن الله لن يكف عن تلك النساء.
حتى أصبح البعض منا فعلاً يوم كنا نشاهد ما يحصل في البوسنة على شاشات التلفزيون، ألم تكن ترى المرأة المسلمة كالمرأة الصربية؟ شكلاً واحداً، وزي واحداً، ترى الفلسطينيات وهن يهربن أمام الإسرائيليين كالإسرائيليات سواء. حاول أن تشاهد فيما لو تمكنت أن تشاهد شاشة التلفزيون الإسرائيلي ستجد أنه لا يختلف أبداً عما تشاهده في شاشة أي تلفزيون آخر في البلاد العربية.
لقد ضللنا السبيل، سبيل ديننا، سبيل عزتنا، سبيل كرامتنا، السبيل كل ما تعنيه كلمة {السَّبِيلَ} الذي يهدي إلى التي هي أقوم، الذي يهدي إلى العزة والكرامة {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}.
وهم عندما يريدون أن نضل السبيل، هم كالشيطان يعرفون سبيل عزتنا ليصرفونا عنه، هم لا يغلطون، يعرفون سبيل الحق فيصرفوننا عنه، يعرفون سبيل تنميتنا الحقيقية فيصرفوننا عنها، يعرفون سبيل زكاء نفوسنا، وسمو أرواحنا فيصرفوننا عنه، يعرفون سبيل قوتنا في توحدنا فيصرفوننا عنها {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}.
وهم يعلمون أن التركيز على الجانب الأخلاقي الذي وسيلته المرأة، المرأة هي وسيلة سهلة، سهل إفسادها، وخطير جداً إفسادها أيضاً، إنها تفسد بسهولة، وهي من تفسد الرجل بسهولة أيضاً. يركزون على المرأة لتفسد في نفسها من خلال ما تشاهد.
وهم من حتى يقدمون في المسلسلات العربية – التي يسمونها عربية – يقدمون المرأة التي زيها مازال زياً عربياً هي الشغالة، وهي الخادمة، ألسنا نشاهد هذا في المسلسلات المصرية؟ المرأة التي دورها شغالة، أو خادمة، أو بوابة عملها عمل ممتهن، أليست هي تبدو بالشكل العربي وبزيها العربي؟ لكن المرأة ذات الدور المهم داخل المسلسل، بطلة تلك القصة هي من تبدو مشبهة تماماً للمرأة الأوربية؛ لنقول: هكذا هو التحضر. لا يليق بها حتى ولا أن تمثل دوراً لائقاً إلا وهي بزي المرأة الأوربية، الزي المفضوح، الزي الذي يفسد كل من يشاهده، ويرسخ في أذهان نسائنا أن تلك النساء اللاتي لا يزلن محافظات على زيهن العربي، على حجابهن الإسلامي ها هن منحطات، إنما هن فرَّاشات ويقمن بدور الفرَّاشة، بدور الخادمة، بدور الطباخة في هذا المسلسل الذي يسمونه أيضاً [المسلسل العربي]، والذي يقول مخرجوه: إنه من أجل معالجة مشكلات اجتماعية. أليس هذا هو من يصنع مشكلات اجتماعية؟ أليس هذا هو من يخدم أعداء الله؟ أليس هذا هو من يدفع بالمرأة التي تشاهد إلى أن تتبرج؟
هل نحن نرى النساء يقلدن من يشاهدنه من النساء داخل تلك المسلسلات ممن لا يزلن يحملن الزي العربي، أم أنهن ينطلقن لتقليد تلك النساء التي يتبرجن؟ من يقلدن؟ هي لا تنشد لتقليد تلك المرأة؛ لأن دورها في المسلسل قُدم دور ممتهنا إذاً فهذا اقترن الزي بالدور، اقترن الزي العربي الزي الإسلامي بالدور الممتهن للمرأة داخل المسلسل، من أجل المرأة العربية التي تشاهد المسلسل لا تنشد لتقليد هذه المرأة وإنما تنشد لتقليد تلك المتبرجة السافرة؛ لأن دورها في المسلسل هو دور البطلة، هو دور الممثلة الكبيرة، أليس هذا إضلالاً؟ {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}.
بل أصبحنا نضل وبأموالنا نحن المسلمين نضل بعضنا بعضا، تموّل كل تلك الأعمال التي فيها إضلال لنساء المسلمين، التي تدفع المرأة إلى السفور والتبرج تمول من الأموال العامة للشعب، تمول أو تشجع من الأموال العامة للشعب إذا ما كان هناك قطاع خاص هو من يقوم بتلك الأعمال، والمعاهد التي يتلقى التدريب والتعليم فيها من يتخرجون فيما بعد مخرجين أو ممثلين هي أيضاً من المشاريع التي تمول من قبل المال العام للشعب في أي بلد إسلامي.
نشتري الضلالة كما اشتراها بنو إسرائيل، هم يريدون أن نضل السبيل، بل أن نصل إلى ما وصلوا إليه: أن نشتري الضلالة، أوليست وسائل إعلامنا تشتري الضلالة بمبالغ كبيرة؟ تشتري الأفلام من المصريين، ومن السوريين، ومن غيرهم لتعرضها أمام نسائنا في بيوتنا، أليس هذا اشتراء للضلالة؟ أليست هذه هي النفس التي حكى الله بأن اليهود يحملونها؟ {يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} إذا هذه واحدة أخرى.
في الوقت نفسه هل هناك أحد يقدم هدى يقدم هدى يصرخ في وجه هؤلاء؟ لا، لأننا حتى وإن كنت تحمل اسم مؤمن أنت في نفسك قابل لأن تروض حتى يصبح كل شيء أمامك طبيعيا وغير مثير، يصبح كل شيء أمامك طبيعيا
لدرجة – كما يقول لنا البعض – أنه فعلاً في البلدان التي أصبح سفور المرأة شيئاً طبيعياً تجد هناك عالم دين، وخطيب وإمام جامع زوجته وبنته متبرجة وسافرة! وهو من يأمر الناس بالتقوى في المسجد، وهو من ينطلق على شاشة التلفزيون ليعمل في برامج دينية تقدم للناس، وزوجته وبناته متبرجات! هكذا يتروض الناس أنفسهم حتى تصبح الضلالة لديهم مقبولة.
لكن الله سبحانه وتعالى لا يتعامل معنا ونحن نضل، كما نتعامل نحن مع الضلالة، كل شيء مرصود، وعقوبات الأعمال كلها تحصل حتى وإن كنت تراها شيئاً طبيعيا وغير مثير.
هذا فيما يتعلق بالجانب الأخلاقي، والجانب الأخلاقي، فساد المرأة هو مما استخدمه الإسرائيليون وكانوا يغرون ولا يزالون يغرون به العملاء من فلسطين ولبنان، وهم من يدفعون النساء، الغربيون هم من يخرجون النساء بشكل سائحات إلى اليمن، ويقولون بأنه يعجبهم البيوت القديمة في صنعاء باعتبارها نمطا معماريا قديما! إنهم يريدون أن يدخلوا إلى داخل الأحياء السكنية. هناك بيوت في صنعاء، – وبعضها وللأسف الشديد كانت بيوت علم وعلماء – أصبحت فنادق يتجمع فيها السواح الخليعون من كل منطقة، من بلدان أوربا وغيرها، ثم لا ستائر على النوافذ ولاشيء، بل سفور، وخلاعة، وتبرج. وصنعاء القديمة بيوتها هكذا كثيفة ومتقاربة جداً.
يقول بعض الناس: بأنه فسد كثير من البيوت المجاورة، فسدوا بواسطة ذلك البيت الذي قد أصبح فندق يأوي إليه السواح؛ لأنه يعجبهم المباني القديمة، ونمط معماري قديم! ليس لهذا، ليس لهذا، إنهم يريدون أن يدخلوا إلى أعماق أحيائنا السكنية، لم يكفهم أن يكونوا في الشوارع العامة، ولا في الأسواق العامة، ولا أن يسير شبابنا وراءهم يتطلعون إلى تلك النساء، بل يريدون أن يدخلوا إلى داخل الأحياء العامة في العاصمة، وفي أي مدينة.
وأولئك الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً لا يهمهم، لا يهمه وقد يكون بعضهم من أسرة علمية يؤجر بيته مقابل مبلغ من الدولارات ليكون فندقا، ولا يهمه أن يكون من ينام مكان جده الذي كان عالماً من علماء الدين، أن ينام في تلك الغرفة التي كان يتردد كتاب الله فيها كل حين، أن ينام خليعون من أي بلد من بلدان أوربا. أليس هذا هو تنكر لقيم ألآباء والأجداد؟ أليس هذا هو إساءة للآباء؟ إساءة للأجداد العظماء من أولياء الله؟
تتحول بيوت كانت بيوت علم ودين، وبيوت فضيلة تتحول إلى بيوت فاسدة، ثم تفسد الحارة كلها وهو لا يبالي يحسب كم سيستلم في آخر الشهر من دولارات مقابل تأجيره لهذا المنزل أليس هذا أيضاً من الضلالة؟ ألم يصبح هذا الذي باع دينه يشتري الضلالة، ولا يبالي أن يضل الآخرون؟
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(لتحذن حذو بني إسرائيل)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن – صعدة.