الأُمَّــة الحكيمة تحمل الحكمة رؤيةً، وسلوكاً، ومواقفاً، وتتَحَـرّك على أَسَــاس من الحكمة
عمران نت/ 9 ديسمبر 2017م
من هدى القرآن
((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)) تلك الأُمَّــة التي لم تكن ترتبط لا بكتاب من كتب الله ولا بهدى من هدى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى، يتلوا عليهم آياته ويزكيهم، وعِمادُ استقامة الإنْـسَـان في الحياة وصلاحه في الحياة ونفعه في الحياة وعلاج مشاكل كُلّ الحياة التي هي منشأها الإنْـسَـانُ وعلى يد الإنْـسَـان، زكاءُ الإنْـسَـان، زكاء نفسه إلَى تدنست النفسُ الإنْـسَـانية، فتتحول إلَى منبعٍ للشر، وتكونُ هي منشأ كُلّ المشاكل في هذا العالم، (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)، فتتحول إلَى أمة الكتاب التي تتغير كُلّ ما لديها من رؤى سخيفة وأفكار ظالمة ومنحرفة إلَى رؤى منشأها هدى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى منشأها كتاب الله؛ لتكون أمة الكتاب أمة القُــرْآن التي ترى بنور القُــرْآن، تقيّم الأشياء من خلال القُــرْآن، نظرتها إلَى الواقع من حولها، إلَى الأحداث من حولها من خلال القُــرْآن، وتحمل رسالة القُــرْآن وهدى القُــرْآن وأَخْلَاق القُــرْآن، ويعلمهم الكتابَ والحكمة؛ لتكون الأُمَّــة الحكيمة تحمل الحكمة رؤيةً وتحمل الحكمة سلوكاً، وتحمل الحكمة مواقف، وتتَحَـرّك على أَسَــاس من الحكمة، أمة متزنة في تصرفاتها، حكيمة قائمة على أسس صحيحة.
أية نقلة من ذلك الواقع المظلم الذي كان يعيشه العرب، لا حكمة ولا زكاء ولا هدى ولا مشروع إلَى أمة بين يديها الحكمة التي قدّمها رَسُــوْل الإسْــلَام من خلال القُــرْآن، من خلال تلك التعاليم العظيمة، الحكمة في السلوك، الحكمة في التصرفات، الحكمة في المواقف، الحكمة في القول والحكمة في الفعل، هكذا أكرم الله هذه الأُمَّــة بهذه الكرامة العظيم بهذا الهدى العظيم، وإن كانوا من قبل لفي ضَـلَالٍ مبين، لا حكمة ولا زكاة ولا نور، تخلف وانحطاط في كُلّ واقع الحياة، يأكلون الميتة، في واقعهم الحياتي يعيشون بؤساً فضيعاً جداً، وتناحراً، (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) لكل الأجيال اللاحقة هدىً باقٍ في أوساط الأُمَّــة، فالقُــرْآن باقٍ في أوساط الأُمَّــة والرسول صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِــهِ أسوةٌ باقية من موقع الأسوة من موقع الهداية، فيما تركه فيما قدمه من هدى فيما قدمها من تعاليم، فيما عُرف من سيرته صَلَــوَاتُ اللهِ وَسَلَامُـهُ عَلَيْـهِ وَعَلَـى آلِــهِ، (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، وما أعظَم قيم هذا الدين.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة المولد النبوي الشريف لعام 1437 هـ.