اليمن والدّمى المتحركة
عمران نت/ 6 ديسمبر 2017م
بقلم /أشواق مهدي دومان
مافعلوه في بداية العدوان يفعلونه في نهايته ،،
السؤال : ما الهدف من معاودة ضرب بيوت عفّاش وبنيه وبني أخيه ، وقد ضربوها في بداية العدوان بحجّة أنّهم مناهضون للعدوان ، فلماذا يضربونها اليوم و قد مدّوا أيديهم إليهم؟
ولماذا يضربون بيوتا أصبحت خلاء من ساكنيها؟
تساؤل قد تكون له إجابة واحدة مقنعة هي : أنّ العدوان إرهابي ولا يفرّق بين ضحاياه كانوا من المؤتمر أم النّاصري أم الأنصاري أم الإصلاحي أم الاشتراكي ،أم…الخ
ومسألة الضرب ماهي إلّا رمز للإرهاب ، أو كما يقول اللبنانيون : فشّ خلئ ، : بمعنى شفاء غليل ،،
بمعنى : برّاد بطون ( بالصّنعاني )،،
العدوان مهزوم وكلمّا شعر بالهزيمة يريد أن يستردّ معنوياته المهزومة في قصف الأبرياء ، كبرا وغطرسة وعدم اعتراف بالهزيمة ، و أنّ قصفهم بجنون ماهو إلاّ أحلام يقظة تعوّضهم عن نصر حقيقي على أرض الواقع الميداني ، الاستخباراتي ، فقد فقدوا ذراعا وهي الذّراع الأخيرة من أذرعهم القويّة التي كانت ستنتشلهم من مستنقع اليأس حينما هزمهم رجال اللّه في ساحات المعارك ..
العدوان يريد اليمن كلّ اليمن فأهل اليمن كلهم ضحية ، و هدف واحد ، فلماذا تتشرذمون يا – أحبّتنا -؟؟!!
لتخبروهم أنّكم متحّدون ليس كضحية ولكن كجبهة واحدة في وجههم ، كيد واحدة تكسر ذراعهم التي تقصف وتدمر وترعب وتستبيحكم أرضا وإنسانا ،،
اتقوا اللّه الذي أراد لكم الحياة وأراد لكم العدوان الموت ، وإن كان لابدّ من الرّحيل فجبهات الشّرف تنتظركم لكسر قرن شيطانهم الحجازي الصهيوني ..
فالرحيل شهادة ( بعد جهاد في سبيل الله والوطن ) حياة أبديّة ، ،،
ولتكونوا ليس كما يريدونكم متوحدين في الخذلان ، والبيع والشّراء لقضيتكم ولنصركم الذي هو قاب قوسين أو أدنى لو أسكتم أبواق المنافقين وأفواههم بالقول :
اليمن مقبرة الغزاة ، وفي اليمن لا تجارة في البشر، والعقيدة ، و لا مساومة في دماء الشهداء ، في اليمن لا خيانة للشّريك ، ولا طعن في الظهر ، ولا قتال إلّا مواجهة رجل برجل ،
في اليمن أنا عدو ابن عمي وعدو من عاداه ،
في اليمن : عمر الدّم مايصير ماء،
في اليمن: المؤتمري أخي ، والإصلاحي أخي ، والاشتراكي أخي ، والناصري أخي ، والسلفي أخي ، والجنوبي أخي ، والشّمالي أخي، فالّدم والعقيدة والأرض والروح واحدة ، والتّاريخ يشهد أنّ اليمن موطن الإيمان كلّ الإيمان ، ومنبع الحكمة كلّ الحكمة ،،
كلّنا واحد لكن بشرط : أنّ المكوّن والحزب والجماعة والفرد يحترم وطنه ، ويحترم عقول الناس ، ولا يستغل محبّة البعض له فيدغدغها لصالح العدو المتربص بكل سهولة ،،
اليمن لكلّ من يجري دم الحريّة في عروقه ، فلا يقبل ببيع أرضه وعرضه وشعبه لأجل منصب أو كرسي لابنه أو وظيفة لابن خالته أو صفقة لابن منطقته،،
اليمن ليست مختزلة في شخص واحد أو حزب واحد أو أسرة واحدة ،،
وحكم اليمن ليس إرثا ، وكنوز اليمن ليست لأسرة إن كان لها ذلك وإلاّ فنهجها :
يالي يا عليّ ،
اليمن للجميع وليست بيد دمية تقول :
” قلّايتي وإلاّ الدّيك “.
اليمن بلدة طيّبة لاتقبل بعبوديتها للسعودية أو أمريكا أو الإمارات ، أو إسرائيل ،،
اليمن لكلّ يمني حرّ مستقل بقراره اليمني الخالص من كل شوائب الارتهان والارتزاق والعمالة ،،
اليمن ليست ملك أسرة واحدة ، وليست وراثية تحتكرها أسرة واحدة بحكم انفرادي عائلي ،،
اليمن ديمقراطية و جمهوريّة ،،
إذن : فلماذا قمتم بثورة على بيت حميد الدّين (قولتهم) ، هل لأنّه لم يقبل بالمتاجرة بأرضه ؟
أم لأنّ السعودية لم تلوي ذراعه ؟
إذن لماذا قُتِل الرئيس الحمدي وماحكم سوى سنتين فقط و بالعدل والدّيمقراطيّة وهيبة اليمن في السّماء ؟؟
أخبروني فقط : من قتل الحمدي ولماذا ؟
الجواب وكلكم تعرفونه : لأنّ عملاء أمريكا لم يستطيعوا تطويعه ولم يقبل بأن يكون مجرّد دمية في أيديهم ،، لأنّ الحمدي يمني وهويته خالصة اليمانيّة ، فقتلوه وأتوا بأسرة لعبت باليمن لعبا خطيرا ، وهذه الحرب من نتائج لعبها كطفل يلعب بمسدس خرز وأول ما أصاب عينيه ،،
اليمن لكلّ من لم ولن يركع ولن يقبل بأن يكون دمية الوهابيّة الجديدة ، تلك الوهابيّة الصهيونيّة التي تقول : اقتلوا اليمن واحرقوا اليمن ففيها رجل يقول : ربّي اللّه.