ضيف الله الشامي للوقت: أهلنا في الجنوب بين سندان العدوان ومطرقة الإرهاب
بعد أكثر من 10 شهور على بدء العدوان السعودي على اليمن، لازالت السعودية تقصف وتدك بيوت المدنيين الآمنين بطائرات الـ «اف 15»، ليل نهار، مخلفة عبر هذا القصف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحی خلال هذه الفترة.
لكن رغم جميع هذه الجرائم واستخدام شتی أنواع الاسلحة المحرمة دوليا ومن بينها القنابل العنقودية من قبل الجيش السعودي، فقد بقيت السعودية عاجزة عن التقدم نحو صنعاء العاصمة اليمنية، رغم أن المتحدث باسم الائتلاف السعودي «أحمد عسيري» وعد في بداية العدوان أن قواته ستحرر صنعا من اللجان الشعبية والجيش الیمني خلال بضعة أيام علی حد زعمه!. لا بل حتی عجزت السعودية عن توفير الأمن والاستقرار ليس في جميع أنحاء الیمن فحسب، بل حتی داخل مدينة عدن باعتبارها مقرا لحكومة «خالد بحاح»، حليف الرياض في اليمن.
ولغرض معرفة مدی تعثر العملية العسكرية السعودية وفشل الرياض في تحقيق أي من أهدافها العسكرية في الیمن، أجرى موقع «الوقت» حوارا خاصا مع عضو المكتب السياسي في حركة «أنصارالله» الیمنية، «ضيف الله الشامي»، علی النحو التالي.
- لماذا لم تتمكن السعودية من دخول صنعاء بل حتی الاقتراب منها بعد أكثر من 10 شهور مضت علی بدء العدوان علی الیمن، رغم أن الرياض وعدت أنها ستدخل صنعاء خلال الأيام الاولی للعدوان وتحررها بزعمها من الجيش الیمني واللجان الشعبية؟
– موضوع التصريحات الإعلامية التي يفتعلها الائتلاف السعودي والابواق التابعة للعدوان الأمريكي السعودي بانهم سيدخلون صنعاء وسيبدؤون ماي سمونه تحرير صنعا، بقيت لحد الآن وعود مشروخة ونظريات علی الورق دون أن تتحقق، حيث أن دول العدوان ومنذ أشهر عديدة وهي تحدد ساعات معدودة لحسم المعركة، لكن هذه الدول لازالت وبعد مضي أكثر من 10 شهور، تقف عاجزة أمام صمود ومقاومة الشعب الیمني بجيشه ولجانه الشعبية. وكل أبناء الیمن الشرفاء يشكلون اليوم سدا منيعا أمام أي تقدم لأولئك الغزات والمرتزقة. ولذلك فان الجيش الیمني واللجان الشعبية ليس فقط افشلوا جميع مساعي الائتلاف السعودي للتقدم نحو العاصمة اليمنية فحسب، بل باتوا يقتحمون المواقع السعودية ويأسرون ويقتلون عدد من الجنود السعوديين والمرتزقة وعناصر بلاك ووتر والجنود السودانيين الغزات. وهذه الإنتصارات تاتي رغم استخدام السعودية تغطية جوية مكثفة لمرتزقتها واستخدامها شتی أصناف الاسلحة المحرمة دولیا ضد الاحياء السكنية في اليمن. وكذلك فان انتصارات جيشنا ولجاننا الشعبية تأتي بسبب إعتماد شعبنا علی الله فهود الناصر والمعين. حيث أن الرياض فضلا عن أنها فشلت عسكريا في الیمن، واجهت الفشل السياسي ايضا ودول العدوان تكذب حتی اعلاميا بحيث أنهم يتحدثون عن معارك ويعدون بانتصارات خلال ساعات قليلة، بين ما لم يثبتوا بالصوت والصورة عن إنجازاتهم وأماكن تواجدهم، بين ما المقاتل الیمني يظهر بالصوت والصورة من داخل المواقع السعودية ويظهر صور الاسری السعوديين وهم بأيدي الجيش واللجان الشعبية. وكذلك نحن نبث يوميا صور الالیات والمدرعات والعربات السعودية ودبابات الأبرامز وغيرها وهي تتفجر والابراج تستهدف والمواقع السعودية تسقط بايدي الابطال المقاتلين، ولذلك نقول أن العدوان السعودي الأمريكي فشل فشلا ذريعا علی المستوی الإنساني والاخلاقي والعسكري وحتی علی المستوی الإعلامي.
- عندما دخل بحاح الی عدن ارتفعت نسبة الانفجارات والانشطة الإرهابية من قبل تنظيم داعش الإرهابي، لماذا داعش يقوم بمثل هذه الإنفجارات في الوقت الراهن في عدن، وكيف تفسر حركة أنصارالله فشل حكومة بحاح في المجال الأمني في عدن وتصاعد الانشطة الإرهابية في هذه المدينة؟
– تنظيم داعش والقاعدة هم اساسا أدوات من ألادوات التي يستخدمها العدوان السعودي والامريكي، وهي أدوات لها تنسيق عال مع الاطراف المعادية للشعب الیمني. بحاح وغيره يريدون أن يصورو للعالم كانهم هم من يتحكمون بالوضع في عدن، لكن الصراع بين هؤلاء والقاعدة وداعش يعتبر كله صراع علی مصالح وصراع بين دول لها ارتباطات بداعش والقاعدة. من هذه الدول من تمول القاعدة وداعش ومنها من تمول بحاح ومنها من تمول منصور هادي. ولذك فقد اصبحنا نري صراع بين هذه الاطراف في المحافظات الجنوبية وخاصة عدن التي أصبحت حلبة صراع بين جميع هذه الاطراف. لذلك هنالك الیوم تصفية حسابات في المحافظات الجنوبية علی حساب الشعب الیمني، حيث اصبح اهلنا في هذه المحافظات بين سندان العدوان السعودي ومطرقة الإرهاب المتمثل بداعش والقاعدة والجماعات المرتزقة. لذلك نتمنی من أخواننا من أبناء الجنوب أن يدركو الخطورة التي تحدث بهم، من قبل الغزات والمرتزقة ومن قبل أولائك الذين يريدون تدمير الارض والانسان وتدمير كل مقومات الحياة، سوی في المحافظات الجنوبية اوفي المحافظات الشمالیة، لانهم لايفرقون بين شمال وجنوب.
- الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية باتت تحذر من ظهور مجاعة كبيرة في مختلف مدن ومناطق الیمن بسبب استمرار العدوان السعودي والحصار الذي تفرضه الرياض علی الیمنيين، أنتم في حركة أنصارالله كيف تصفون الظروف الإنسانية والمعيشية في الیمن؟
– الوضع الإنساني في الیمن، هو فعلا وضعا مأساوي، لكن يجب أن يفهم العالم بان الیمنييون هم يحملون من العزة والكرامة وعزة النفس والإباء ما لا تحملها الكثير من الشعوب الاخری، الیمني يفضل أن يموت جوعا علی تراب وطنه دون أن يمد يده متسولا أو خاضعا او راكعا لأي طرف آخر. لذلك تسعي السعودية ومعها دول الخليلج أن يبقی الشعب الیمني متسولا عند هؤلاء، وهذا ما لايمكن أن يتحقق وسيظل الیمنييون يسعون إلى تغيير واقعهم لانهم أهل عزة ونخوة وأهل حمية مهما كان وضعهم الإنساني مأساويا، وسيبقون صامدون وصابرون في مواجهة الغزات والعدوان حتی لو استمر ذلك الی يوم القيامة، فصبرنا ونفسنا طويل ولا يمكن لأي قوی استكبارية في العالم أن تكسر هذا الصمود وكما قلت لان شعبنا يؤمن بالله ويثق بالله وينتصر بالله فانه سينتصر لا محال.