كان لأهل اليمن شرف أن يكونوا هم البيئة التي تنصر وتأوي وتحمل لواء الحق والعدال، وتحمل قيم الإسْـلَام
عمران نت/ 27 نوفمبر 2017م
من هدى القرآن
هنا نستذكر هذه المنقبة التي ينبغي أن يتطلعَ إليها شعبنا اليمني العظيم كصفحة بيضاء عظيمة في تَـأريخه، الأنصار الذين هم من أصل يمني من اليمانيين هم حظوا بهذا الشرف، شرف أن يكونوا هم البيئة التي تنصر وتأوي وتؤيد وتحمل لواء الحق والعدالة وتحمل قيم الإسْـلَام وتستقبل الرسول الذي أراد قومه في مكة قتله وتآمروا عليه حتى شخصياً وتنكروا لرسالته العظيمة، هيّأ الله لهؤلاء الأنصار اليمانيين أن يكونوا هم من يؤمنون من ينصرون من يأوون من يتقبل هذه الرسالة بكل رحابة صدر ومحبة وعشق وإخلاص وصدق ومودة، فحظوا بشرف عظيم، الرسول صلوات الله عليه وعلى آله كما قال الله، في آخر مراحل مكة في المرحلة الأخيرة في مكة : قال الله سُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى وهو يوصف طبيعة المؤامرة القائمة آنذاك{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال : 30] “.
فمثّلت الهجرة انتقالاً جديداً ومرحلةً جديدةً فارقة في تَـأريخ البشرية وليس فقط للمسلمين؛ لأن الإسْـلَام هو دين الخلاص للبشرية جمعاء هو إرث الأنبياء كُلّ الأنبياء نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وكل الأنبياء. الإسْـلَام هو يمثل المبادئ الإلهية التي هي من الله سُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى وهي توافق الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها، هو دين الفطرة هو دين الرحمة هو دين العدالة وهذه أشياء هي من صميم واقع البشرية بحاجة إليها، لا يمكن أن تتحقق للبشرية سعادة ولا يتحقق للإنسان إنسانية بما تعنيه الكلمة فيما يعنيه مقامه الإنساني ودوره الإنساني وأخلاقه كإنسان إلا بتلك التعاليم التي جاء بها الأنبياء بأممهم وجاء بها خاتم الأنبياء وارثاً لكل الأنبياء ومتمماً لكل الأنبياء وخاتماً لكل الأنبياء بكل ما تعنيه الكلمة.
فإذاً المرحلة كانت انفتاح أفق واسع لصالح البشرية جمعاء، حدث ما حدث في ما بعد حروب وأحداث جسام.. مع تلك القوى الجاهلية التي وقفت ضد هذا الإسْـلَام كدين حرية كدين عزة كدين كرامة كدين قيم كدين أخلاق.. كنظام عدالة يحقق للبشرية العدل الإسْـلَام، للأسف الشديد جنى عليه الكثير من المنتمين إليه فشوهوه تشويها كبيراً حتى لدى بقية أمم الأرص وإلا فالإسْـلَام يمثل حاجة وضرورة لحل مشاكل البشرية، الإسْـلَام هو دين التحرر الذي يحرر العباد من العبودية لبعضهم البعض، الإسْـلَام هو الذي أرسى دعائم الحرية بمعناها الصحيح، الله سُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى في دينه وعلى لسان أنبيائه أراد لكل عباده أن يتحرروا من بعضهم البعض، أن لا يأتي أحد من البشر أياً كان بأية صفة، أيٌّ من الخلائق، ليستعبد الآخرين ويقهر الآخرين ويذل الآخرين ويصادر حرية الآخرين بما يريده هو لرغباته هو لنزواته هو لأطماعه هو.. ولدرجة أن الله سُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى لم يرضى ولم يقبل حتى للأنبياء وحتى للملائكة أن يكونوا أرباباً لعباده وسُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى حيث يقول في القرآن الكريم: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)} [آل عمران : 79 – 80].
أي حرية أرقى من هذه الحرية لا تكون فيها عبداً لأي أحد إلا لله، حتى لملائكة الله لا عبودية لهم، حتى لأنبيائه لا يمكن أن يكونوا أرباباً من دونه، فقط عبودية للخالق البارئ الفاطر فاطر السماوات والأرض ملك السماوات والأرض رب العالمين سُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى، الإسْـلَام دين الله الذي أتى ليعيد الكرامة لهذا الإنسان؛ لأن الله كرّم هذا الإنسان حتى في خلقه وكرمه في دوره في الحياة وكرمه حتى في مستوى المسئولية التي أعطاه في هذه الحياة، كرمه حتى في تدبيره لشئون حياته على مستوى الرزق على مستوى كُلّ شئون الحياة ومختلف شئون الحياة،{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ} [الإسراء : 70]، الإسْـلَام الذي أرسى في تعاليمه ما يحقق لهذا الإنسان السعادة ما فيه الرحمة بكل معانيها لهذا الإنسان الله سُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى قال لنبيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء : 107]
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في (ذكرى الهجرة و14 اكتوبر) 14/١٠/٢٠١٥م 1/محرم/1437هـ