نص محاضرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – المولد النبوي الشريف 1439هـ – المحاضرة الأولى
عمران نت/ 25نوفمبر 2017م
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمد عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمن المسلم العزيز، أمتنا الإسلامية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحن في هذا الشهر الهجري، شهر ربيع الأول، تقدم علينا بعد أيام الذكرى العظيمة والمناسبة المجيدة، ذكرى مولد خاتم أنباء الله ورسله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، تأتي هذه الذكرى العظيمة والمهمة وأمتنا الإسلامية سيما في المنطقة العربية في مرحلة من أكثر المراحل حساسية وخطورة، وتشهد مخاضا كبيرا وعسيرا في خضم الكثير من الأحداث والحروب والفتن والصراعات والمشاكل، إضافة إلى ما تعيشه الأمة من أزمات ثقافية وفكرية وأخلاقية وسياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية إلى آخره، في شتى مناحي الحياة، يضاف إلى ذلك الواقع العالمي المأزوم فعلا، بفعل هيمنة قوى الطاغوت والاستكبار التي خرجت عن نهج الأنبياء وعن قيم الأنبياء وعن مبادئ الأنبياء، وتحركت في الساحة العالمية، في واقع الناس، في واقع البشر، في الأرض، تحركت بمشاريعها وأجندتها الاستكبارية الشيطانية، الشيطانية بما تعنيه الكلمة، فكان حضورها الطاغي في الواقع البشري حضورا للظلم وتحركا بالإفساد في كل مناحي الحياة، فإذا البشرية اليوم تعاني ولم تستفد مما وصلت إليه في مرحلة وفي عصر ربما هو من أزهى عصور الدنيا، لم تنعم البشرية بما وصلت إليه من تقدم حضاري بما يتعلق بالإمكانات المادية، فهذا التقدم المادي الذي لم تحتضنه مبادئ الأنبياء وقيم الأنبياء وتعاليم الله في رسالته إلى عباده، واستحوذت عليه قوى الطاغوت والاستكبار التي تتحرك طبق الأجندة الشيطانية، تحول إلى مصدر شر على البشرية ولم تنعم به، تقدم مادي وُظف للظلم والجبروت والطغيان والفتك بالمستضعفين قتلا وسفكا لدمائهم وكذلك للسعي بالإفساد في الأرض في كل مناحي الحياة، وصولا للإفساد حتى للبيئة حتى للمناخ، فأصبحت البشرية تئن وترزح تحت هذا الظلم وتحت وطأة هذا الجبروت، وتعاني من تفاقم مشاكلها يوما إثر يوم، وهذا أمر معترف به حاليا، معترف به.
من الواضح اليوم أن العالم، والواقع البشري تحت السيطرة الأمريكية وتحت سيطرة قوى الاستكبار في الساحة العالمية اليوم، إنما يئن ويصرخ من أزماته ومن معاناته، وإنما يصيح من حجم مشاكلها المتفاقمة في كل مناحي الحياة، في كل الجوانب والمجالات، نجد أنفسنا بحاجة ملحة كمسلمين في المقدمة، ونحن في مقدمة المعانين من أبناء البشر، وللأسف الشديد أننا لا ننعم بإسلامنا هذا في مبادئه، في قيمه، في أخلاقه، في تعالميه الإلهية العظيمة، لا ننعم به، ونستفيد منه بالحجم المطلوب والشكل المطلوب والمستوى المطلوب، لا في واقعنا ولا في أن نفيد البشرية من حولنا، لأن كثيرا من أبناء الأمة، من القوى البارزة في ساحة الأمة، بعض الأنظمة وبعض الكيانات أصبحت جزءا لا يتجزأ مرتبطا بقوى الطاغوت والاستكبار الشيطانية الشاذة عن منهج الأنبياء وعن قيم الأنبياء وعن تعاليم الأنبياء التي أتوا بها من الله سبحانه وتعالى، فإذا بها تلعب من داخل ساحة الأمة، من داخل واقع الأمة الدور السلبي الشيطاني، وتشتغل لتنفيذ الأجندة الاستكبارية، وتضرب الأمة من داخل الأمة وتعبث وتسعى بالإضرار للأمة حتى تحت العناوين الإسلامية، والعناوين الرسالية، فزادت على المصيبة مصيبة، وزادت على المشكلة مشكلة، فكانت مشكلة إضافية في الواقع الإسلامي والساحة الإسلامية في أوساط المسلمين، وعلى المستوى العالي الذي لم يعد يستفيد كما ينبغي من الإسلام والمسلمين، بقدم ما يرى فيهم الكثير، مشكلة إضافية مرتبطة بنفس المشكل الأمريكي والمشكل الإسرائيلي، يعني كارثة ومصيبة كبيرة جدا.
نجد أنفسنا اليوم في أمس الحاجة إلى الاستفادة من هذه الذكرى العظيمة كمحطة نتزود منها نور الله وهدايته، نتزود منها كل ما يمكن أن تعطينا من طاقة معنوية وإيمانية، نعود إلى أنبياء الله وحلقة الوصل فيما بيننا وبين أنبياء الله هو خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، والوثيقة الإلهية المضمونة المأمونة الموثوقة التي وثقت لنا أهم ما نحتاج إليه ونستفيده عن أنبياء الله هي القرآن الكريم، كتاب الله، الذي هو أيضا الخلاصة الكاملة لكل كتب الله وهديه في تعالميها المهمة وهدايتها التي تحتاج إليها البشرية، نحتاج اليوم إلى أن نعود إلى الأنبياء لأنه كل ما غاب الأنبياء في تعاليمهم، في قيمهم، في رمزيتهم عن ساحتنا البشرية كان البديل عن ذلك هو الحضور الطاغي لقوى الاستكبار، لقوى الطاغوت، لقوى الكفر والضلال والفساد والإجرام التي كلما حضرت في ساحتنا البشرية كلما ملأتها ظلما وكلما أعتمت فيها بالظلمات، وكلما مارست الإجرام تعذبت البشرية وأصبحت البشرية تعاني الويلات والآفات والنكبات، من هذا الحضور الطاغي لقوى الاستكبار، اليوم يجب أن نزيح عنا هذا الحضور في كل امتداداته، امتدادته السياسية، امتداداته الفكرية، امتدادته الثقافية، امتدادته الاقتصادية، كل امتدادات هذا الطاغوت الذي هو بلاء كبير علينا وعلى أمتنا وعلى البشرية جمعاء، نسعى لإزالة هذا الحضور، ونسعى لتعزيز حضور الأنبياء، حضور الأنبياء في ساحتنا، حضور رمزيتهم، حضورهم في موقع القدوة والأسوة، حضور تعاليمهم، حضور روحيتهم، حضور أخلاقهم، حضور مبادئهم كي نتمسك بها، نستهدي بها، نسترشد بها، ننتفع بها، نتخلق بها، نتهذب ونتزكى بها، نتحرك على أساسها وبنورها في كل مناحي الحياة، حتى ننعم بتلك التعاليم، وحتى نسموا بتلك القيم والأخلاق وحتى نكرم بتلك المبادئ التي تعزز من كرامتنا الإنسانية، وتستعيد لنا كرامتنا الإنسانية وشرفنا الإنساني الذي أفقدناه أولئك الطواغيت، أولئك الضالون، أولئك المجرمون، أولئك الظلاميون، أولئك المجرمون، أولئك المستكبرون.
نحتاج اليوم إلى أن يكون مسعانا في استحضار الأنبياء في استحضار سيرهم، استحضار رمزيتهم وتعزيز الارتباط الوثيق القوي بهم لأنهم صلة ما بينا وبين الله سبحانه وتعالى أن يكون مسعى حثيثا، لأنه لا نجاة لنا ولا فلاح لنا، ولا فوز لنا ولا خلاص لنا إلا بهذا، كانت طريقة الله سبحانه وتعالى في خلاص عباده على مر التاريخ بكله بالأنبياء، بالأنبياء، وبما يأتي مع الأنبياء من هدي، من نور، من تعاليم تصلح واقع البشرية، تنقذ البشرية من جهالتها، وجاهليتها، وتنقذ البشرية من غفلتها، وتخلص البشرية من طاغوتها، وتأخذ بيد البشرية في الصراط المستقيم كي يكون وجودها في هذه الحياة وجودا هادفا، وجودا مقدسا، ومسار حياتها مسارا مسؤولا ومصونا وأخلاقيا وقيميا وعادلا فتتخلص البشرية من كل ما يحدث نتيجة هذا الابتعاد من ظلم وظلام، من جهل وطغيان وإجرام، من كوارث تطال كل شؤون حياتها، تطغى على كل واقع حياتها، فالمسألة اليوم مرتبطة بالواقع، هذه النقطة التي أتمنى أن نستوعبها جيدا، حينما نتحدث اليوم وحينما نطلب من الجميع التركيز الكبير على هذا الجانب، إنما من واقع حاجتنا إلى هذا لأن فيها الإنقاذ اليوم، الإنقاذ الحقيقي للبشرية، لينقذكم، فأنقذها، الإنقاذ اليوم من النار، الإنقاذ اليوم من الهوان، الإنقاذ اليوم من مآسي ونكبات البشرية، الإنقاذ هو بالعودة إلى الأنبياء وإلى خاتم الأنبياء، حلقة الوصل لكل أنبياء الله خاتمهم محمد صلوات الله عليه وعلى آله، ونحن أيضا في واقعنا في البلد، في شعبنا اليمني نرتاح كثيرا لأنه عادة الاحتفال عندنا بهذه الذكرى والتفاعل بهذه الذكرى هو على نحو مميز من حيث الأنشطة الثقافية، من حيث إظهار السرور والابتهاج وكذلك القيام بعدد من الأنشطة العملية المعبرة عن هذا السرور عن هذا الاعتداد بالنعمة الإلهية من حيث تكثيف الأنشطة التثقيفية والمحاضرات، من حيث الفعالية الكبيرة التي تأتي في الثامن عشر الذي عند كثير من المؤرخين وأصحاب السير أنه اليوم الذي ولد فيها الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، يتفق معظم المؤرخون معظم أصحاب السير أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ولد في شهر ربيع الأول وإن كان هناك بعض الاختلاف في أي يوم أو في أي منه ولد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، يذهب الكثير منهم إلى اعتماد الثاني عشر من الشهر.
فإذاً شعبنا قد تفاعل مع هذه الذكرى يحتفي بها على نحو متميز، يبتهج بها، يجتمع اجتماعا حاشدا وكبيرا جدا في يوم الثاني عشر، وحتى في ظل هذا العدوان على ما مضى في فعاليات العام الماضي وما قبل العام الماضي والأمل أيضا في هذا العام بالرغم من كل المعاناة الكبيرة إثر العدوان السعودي الأمريكي الغاشم، ولكن مع كل ما هناك من معاناة تمسك شعبنا بتفاعله مع هذه الذكرى، بالرغم أيضا من انزعاج القوى التكفيرية والظلامية التي يجن جنونها من الاحتفال بذكرى مولد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، لأنه ليس من آل سعود ولا من آل نهيان، وليس من تلك الأطراف التي ارتباطها بها ويكن لها كل شيء، ما في حقها أي بدعة، أما رسول الله فكل شيء بدعة تتعلق به، على كل شعبنا العزيز غير غريب عليه هذا الارتباط، هذا التفاعل، هذه المحبة، هذا التعلق الحميمي والوجداني والشعوري، غير غريب على أحفاد الأنصار، أنتم يا شعبنا العزيز، أنتم أحفاد الأنصار، أنتم الذين أعطاكم الله شرفا عظيما في تاريخ هذا الإسلام وفي سيرة هذا النبي صلوات الله عليه وعلى آله، أن جعلكم ذخرا لنصرته في قادم التاريخ وفي آخر التاريخ، في قادم التاريخ كان الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان ذخرا لنصرة النبي صلوات الله عليه وعلى آله، والمؤرخون يذكرون في التاريخ أنه حينما ذهب تُبَع، تبع اليماني، ذهب ووصل إلى تلك المنطقة، التي وردت آثار في آثار الأنبياء السابقين أنها مُهَاجر خاتم الأنبياء، أنها مهاجر خاتم الأنبياء، ما بين عير وأحد جبلان، تلك البقعة ما بين هذين الجبلين أنها مهاجر خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، تحكي الآثار ويحكي التاريخ أن تبع عندما وصل إلى هذه المنطقة خلف فيها هاتين القبيلتين ليبقيا في ذلك المكان ويسكنا فيه، ويستقرا فيه، ويرابطا فيه، ويبقيا حتى يأتي هذا النبي ويهاجر إلى هذا المهاجر، إلى تلك البقعة فيكونان نصرة له، يكونان أنصارا له، وفعلا بقي الأوس والخزرج واستوطن الأوس والخزرج تلك البقعة وعمروها وسكنوا فيها واستقروا فيها جيلا بعد جيل، حتى أتى الوعد الإلهي وحتى أتى خاتم الأنبياء رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فكانوا هم الأنصار الذين استجابوا بكل رغبة، كان انتماؤهم للإسلام، انتماء الإيمان وانتماء النصرة والجهاد ورفع راية الإسلام والإيواء لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فكانوا كما قال الله عنهم في كتابه الكريم:( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) كانوا هم الذين تبوءوا الدار، سكنوا تلك البقعة وسبقوا إليها منذ القدم منذ زمن بعيد، منذ أجيال بعيدة، سبقوا إليها وتواجدوا هناك ليكونوا ذخرا للنصرة وحين أتى الموعد كانوا هم الأوفياء مع الوعد الإلهي والمستجيبين بشكل مسارع والدور الداعم والإيمان وما أعظم هذه العبارة، استوطنوا الإيمان كما استوطنوا الدار، إيمان راسخ، إيمان ثابت، إيمان عظيم، من قبلهم قال للمهاجرين الآخرين، قال عنهم أيضا في عبارة مهمة وعظيمة في كتاب الله الكريم، وهو يحكي ما قبل هجرة النبي إليهم، يحكي عن تعنت الكافرين في مكة، عن تعنت قريش حينما قال: (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ) فمن هم هؤلاء الموكلون من هم هؤلاء الذين كانوا ذخراً إلهياً جعلهم الله سبحانه وتعالى معدين لهذه المسئولية ولهذا الدور وللاضطلاع بهذه المسؤولية وللتحمل لهذه المسؤولية العظيمة ولنيل هذا الشرف لنيل هذا الشرف الكبير، الأنصار الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان، فهنئياً لك ياشعبنا العظيم هنيئاً لك هذا الشرف وهنيئاً لك أن تستمر وتحذو حذو هؤلاء الأنصار في نصرتهم للإسلام في تمسكك بمبادئ هذا الإسلام بقيم هذا الإسلام بأخلاق هذا الإسلام في ارتباطك الحميمي والوجداني ومحبتك العظيمة لنبي الإسلام وتمسكك بعزة هذا الإسلام وحرية هذا الإسلام الذي يجعل منك شعباً مستقلاً لا تقبل أبداً بالتبعية للمنافقين بالتبعية لمن عبّدوا أنفسهم لأمريكا ولإسرائيل من أعداء البشرية وأعداء الإنسانية وأعداء الإسلام وأعداء المسلمين، هنيئاً لك هذا الاستمرار على النهج وإن كان فيه تضحية وإن كان فيه عناء وإن كان له ثمن ولكنه شرف والذي لو حِدْتَ عنه خسرتَ الدنيا وخسرت الآخرة.
شعبنا العزيز إن شاء الله سيستفيد من هذه الذكرى في هذا العام ليجعل منها محطةً يتزود منها الكثير والكثير بعطائها العظيم، عطائها المعنوي، عطائها التربوي عطائها الأخلاقي عطائها الكبير الذي يُستفاد منه في مواجهة هذه التحديات الكبيرة والصعوبات العظيمة، ويستفيد منه أيضاً لتعزيز قيمه وأخلاقه ومبادئه وترسيخ هويته الإيمانية حتى يكون فعلاً وعلى الدوام ( الإيمان والحكمة يمانية ).
شعبنا العزيز الذي له هذا الانتماء له هذا الارتباط له هذه العلاقة والذي كان في طلائع التاريخ برز منه رجالٌ عظماء في تاريخ هذا الإسلام أمثال عمار بن ياسر، عمار بن ياسر الذي مُلئ إيمان من رأسه إلى أخمص قديمه وغير عمار من عظماء الإسلام الذين كان لهم دور تاريخي وعظيم مع رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله، وكذلك مع الإمام علي عليه السلام، هذا الدور الذي هو مستمر، ونحن نأمل في هذه الفترة أيضاً بالتذكير بأهمية هذه المناسبة بتعزيز ما يتعلق بهذا المجال على نحوٍ واسع.
نحن بحاجة إلى أن نملأ حالة الفراغ القائمة فيما يتعلق بهذا الجانب جانب السيرة النبوية الصحيحة استذكار الأنبياء لتعزيز الارتباط بهم وبخاتم الأنبياء محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، نحن بحاجة إلى تعزيز هذا الحضور كما قلنا في كل الجوانب ثقافياً وتعليمياً، المناهج على مستوى المناهج المدرسية المناهج الرسمية في المدارس والجامعات أو المناهج التعليمية في المدارس الدينية لا يزال فيها نقص كبير جداً في الاهتمام بهذا الجانب بالشكل الصحيح بالشكل المفيد بالشكل الذي يُلامس الواقع الذي نعيشه، يفيد الأمة بطبيعة ماتواجهه من تحديات ومن ظروف ومن واقع.
لابد ما يتعزز هذا الحضور والالتفات إليه على المستوى الإعلامي أيضاً من خلال البرامج الدينية في القنوات ومن خلال كذلك النشاط الواسع في الخطاب الديني في المساجد وهكذا.
كيف نتفاعل مع هذا الموضوع من كل الجوانب بما يفيدنا ليكون منطلقاً لنا ولأمتنا لإصلاح الواقع، لتعزيز وترسيخ الهوية لمواجهة الحرب الناعمة من جانب أعدائنا الهادفة إلى طمس هويتنا وإلى مسخ هويتنا، أيضاً مما يساعد على إحياء الروح النهضوية في الأمة وإحياء الشعور بالمسؤولية، ويساعد على تعزيز القيم والأخلاق التي تحّل الكثير من المشاكل التي نعاني منها في واقعنا وتعاني منها الأمة وتعاني منها البشرية.
أيضاً لتعزيز العلاقة مع رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله والعلاقة مع الأنبياء التي هي علاقة إيمانية نعبّر عنها بإيماننا ويعبّر عنها إيماننا، ومستواها هو مستوى مانحن عليه من الإيمان، كلما كانت أقوى كلما كان إيماننا أعظم وأوثق وأقوى وأكبر، وهذه العلاقة مع الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله هذا الإيمان وهذا الارتباط الإيماني يحتاج إلى تعزيز، هو حالة إجمالية قائمة كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله والأذان يُردد فيه في كل مسجدٍ يردد فيه الأذان ( أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله ) كل يوم خمس مرات وإضافةً إلى ذلك في صلاتنا في كل صلاة نقول في تشهدنا الأوسط وتشهدنا الأخيرة ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) في كافة مناسباتنا في كلماتنا في أوقات كثيرة في حال ذكرنا لله وتمجيدنا لله والنطق بالشهادتين حتى عند الوفاة الإنسان يحرص على أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كل مسلم يقول أنا أؤمن برسول الله محمد خاتم أنبياء الله ورسله أؤمن بكل الأنبياء كلهم لأن أمتنا الإسلامية هي أمة كل الأنبياء هي الأمة التي آمنت بكل الأنبياء، وحلقة وصلها مع الأنبياء هي الحلقة الأوثق الصحيحة السليمة العظيمة التي لا ارتباط بالأنبياء إلا من خلالها وإلا أي ارتباط آخر هو ارتباط غير سليم وغير صحيح ويشوبه الخلل والخطأ وتشوبه العلل الكثيرة والضلال الكثير، لكن الحلقة التي تربطكَ بكل الأنبياء الحلقة التي تصلك بكل الأنبياء هو إيمانك برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله من خلاله ومن خلال القرآن ترتبط بجميع أنبياء الله وكتبه.
هذا الإيمان الإجمالي غير كافٍ، أنت تواجه في حياتك الكثير من المؤثرات التي تبعدك عن هذا الإيمان كمنطلق تبني عليه كل تصرفاتك كل أعمالك كل مواقفك، مشوارك في هذه الحياة، فقد تنطلق في كثيرٍ من الأعمال أو في كثيرٍ من المواقف أو في بعضٍ من التصرفات بعيداً عن هذا المنطلق فتخطئ وتغلط وتنحرف فيضرك ذلك فيزيدك ذلك ابتعادا عن الأنبياء وعن نهجهم وإن كنت تؤمن إيماناً إجمالياً إيمان الإقرار إيمان الاعتراف، لابد أن يرسّخ هذا الإيمان أن يقوى أن يتعزز هذا الارتباط حتى يمتد إلى كل شؤون حياتك هذا هو المطلوب، حتى تكون ذلك الإنسان الذي يلتفت من أي موقعٍ من مواقع الحياة من أي مجال من مجالات الحياة إلى الأنبياء ليكونوا هم قدوته وأسوته إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ليكون هو القدوة والمعلّم والأسوة فيحذو حذوه ويسير في طريقه ويقتدي به ويتأثر به تأثراً يُثمرْ في المشاعر في الوجدان في الأخلاق في القيم في المواقف في الأعمال في التصرفات في كل مناحي الحياة، هذا هو المطلوب.
يحتاج هذا إلى ما يعززه إلى ما يفيده، إلى معرفة أولاً معرفه عن هذه العلاقة كيف تكون وما المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه، وكل ما فيها من إيمان من تعظيم من محبة من اتباع من اقتداء من تأسي إلى آخرة تحتاج إلى معرفة بعظيم منزلته عند الله وقدره عند الله معرفة بكماله بشمائله بسيرته الصحيحة بقدر ماتعرف من ذلك بقدر ماتزداد ارتباطا ومحبة واقتداء واتباعا وتفاعلا وهكذا معرفة بطبيعة هذه العلاقة أنها تصلنا بالله تربطنا بالله تشدنا نحو الله لأن هذه الوظيفة الرئيسية للأنبياء بقدر ما نرتبط بهم إنما نرتبط بالله يعظم إيماننا بالله صلة ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى، ولعلمكم النقص في هذا الجانب يؤثر فعلا يؤثر، يؤثر على الإنسان في مدى تفاعله مع الأنبياء في هديهم في تعاليمهم فيما أتوا به عن الله لابد من الاهتمام في هذا الجانب الغفلة عنه تؤثر على الإنسان لأننا عندما نعود مثلا إلى عصر النبي صلوات الله عليه وعلى آله إلى الذين عايشوه أسلموا وكانوا معايشين للرسول يعيشون بقربه يصلون معه في مسجده يحضرون عنده يشاهدونه يرونه ويبصرونه ويسمعونه والمعايشة هي من أهم ما يمكن أن يؤثر في الإنسان أن تعيش مع رسول الله في منطقة واحدة تصلي خلفه تسمعه والوحي نزل عليه طريا تراه في حياته وتصرفاته في أخلاقه العظيمة المؤثر والمعبر البعض لم يكن يتنبه إلى أهمية هذه العلاقة هذا الارتباط كيف يكون فكانت تصدر منهم تصرفات غريبة جدا لاتنم عن المستوى المطلوب من المحبة من التعظيم من التوقير من التأثر من التفاعل، بل تدل على حالة ضعيفة في مستوى التفاعل والارتباط، هذا القرآن الكريم يؤدبهم ينبههم يلفت نظرهم إلى هذه المسائل ينتقد عليهم ثم يؤدبهم إلى كيف يجب أن يكون حينما يقول جل شأنه (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) كانوا وهم يحضرون عند رسول الله يشاهدونه، يسمعونه وهم حتى في أثناء خطبة الجمعة المهمة جدا وما يقدمه إليهم هم في أمس الحاجة إليه يقدم إليهم هدى الله تعليمات الله توجيهات الله مافيه تزكية لهم مافيه هداية لهم مافيه ارتقاء بواقعهم الإيماني والأخلاقي مافيه تربية مافيه هداية مافيه تبصرة ماهم في أمس الحاجة إليه ما يسمون به ما يشرفون به مايزدادون إيمانا وصلاحا به ما فيه فلاحهم ونجاتهم وفوزهم وعزهم والخير لهم في الدنيا والآخرة مع ذلك كانوا هذا البعض منهم إذا رأوا تجارة وصلت قافلة تجارية أو لهوا أو غير التجارة وأقل أهمية من التجارة بل مالا ينبغي له أن يكون له أي أهمية لهوا ضربة على الطبل والدف ضربة على الطبل طرب وضربة أنفضوا إليها يعني خرجوا بشكل غير مؤدب وليس مثلا قيام بطريقة هادئة ومتأنية ثم خروج بل خروج بشكل مسارع حالة انفضاض انفضوا إليها يعبر هذا عن القيام في حالة من الاستعجال ومسارعة بغير أي التفاتة وبغير أي تأن وبدون أي أدب ومسارعة وخروج إليها وتركوك يتركون من؟! تركوك من رسول الله سيد المرسلين خير وسيد ولد أدم خير عباد الله أجمعين وتركوك قائما يتركونك تتحدث لا يبقى عندك إلا البعض والبعض قد انفضوا و خرجوا ليتحلقوا على ضربة على طبل أو نحوا من ذلك حينما لا يكون هناك تركيز على كيف تكون علاقتنا مع رسول الله يمكن أن يكون الإنسان على هذا النحو من ضعف الارتباط وضعف الانشداد وضعف العلاقة الإيمانية بالرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يقول عنهم كذلك يؤدبهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ.إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) لاحظوا البعض كانوا على هذا النحو أيضا لايعون ويتنبهون كييف ينبغي أن يكون الأدب مع رسول الله والتعظيم والتوقير لرسول الله كحالة إيمانية كحالة نابعة من التقوى من قلوب امتحنها الله بالتقوى وملأها بالإيمان.
فيرفعون أصواتهم عند رسول الله في مظهر من مظاهر ضعف الاحترام ضعف التوقير ضعف التعظيم والتوقير لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ضعف في إدراك عظمة هذا الرجل ومكانته الكبيرة جدا عند الله كأعظم منزلة وصل إليها بشر يكون جهرهم بأصواتهم إذا تحدثوا بها مع بعضهم البعض أو يتخاطبون به مع رسوا الله نفسه صلوات الله عليه وعلى آله فيجهروا له له بالقول كجهر بعضهم لبعض وكأنه يتحدث مع أي إنسان آخر وليس كأنه مع من ؟ يتخاطب مع من ؟ يتكلم مع من ؟ مع رسول الله مع خاتم أنبياء الله مع أعلى الخلق منزلة عند الله مع عظيم الشأن والقدر فيجهر لرسول الله ويتخاطب بشكل طبيعي جدا كأنه يتحدث مع أي إنسان كجهر بعضكم لبعض هذه قضية خطيرة خطورتها حتى على الإيمان لدرجة أنها تهدد عملك بكله أن تحبط أعمالكم أن يحبط عمله الذي هو جهاد وصلاة وصيام وصدقات وووو إلخ يحبط خلاص قحط جوع يمتد ماعد يحسب قضية خطيرة كيف ينبغي أن نكون مع رسول الله مع تعليماته كيف ينبغي أن تكون محبتنا له فوق كل محبة كيف ندرك كيف نؤمن كيف نعي كيف نستوعب أن حقه علينا أكبر حق بعد حق الله سبحانه وتعالى وأنه حبه ومنزلة ومستوي محبتنا له يجب أن تكون فوق مستوى كل محبة بعد محبتنا لله سبحانه وتعالى إلخ، وهذا ما سنتحدث عنه إن شاء الله في كلمات قادمة.
نحن مثلا في هذا الزمن وقد مر زمن طويل كيف يمكن أن نكون في قلة أدبنا في قلة وعينا في ضعف محبتنا في ضعف علاقتنا في مستوى ارتباطنا الإيماني برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله حتى في نظرتنا للرسول صلوات الله عليه وعلى آله في الساحة الإسلامية مع هذا الزمن الطويل الذي امتد بنا إذا كان هذا حال بعض الذين عايشوه وعرفوه وسمعوه وأبصروه وصلوا خلفه وجاهدوا تحت رايته وعاشوا معه كيف بنا وقد تعرضنا وقد تعرضنا لكثير من المؤثرات هذا البعد الزمني الذي شابه كثير من العوامل أولها التحريف للسيرة النبوية بمرويات وأخبار لا صحة لها كثير من المرويات
والأخبار التي دست في كتب التأريخ وفي كتب السير مما تسيئ أبلغ الإساءة إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أم جانب النقص فهو ذاك كيف غُيبت أشياء مهمة كيف أهملت قضايا رئيسية كيف لم يركز الكتاب وأصحاب السير والمؤرخون على مسائل مهمة جداً للأمة تحتاج إليها الأمة في كل زمن تقدم الصورة العظيمة عن حياة رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله النقص جانب كبير ولكن أيضا فيما ورد فيما أوثر فيما كتب فيما نقل شابه الكثير من التحريف والكثير من الافتراءات والكثير من المنقولات والروايات والأخبار التي يجمع كل المؤرخين وكل الدارسين والباحثين أن فيها ما فيها من الخلل من التحريف من التشويه من الأكاذيب مما يسيء جدا إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله، لدرجة أن البعض من الكتاب المرتدين عن الإسلام كسلمان رشدي مثلاً أو المستشرقين الغربيين بعض الأوروبيين وبعض الغربيين ممن كتبوا عن الرسول او عن الإسلام استفادوا منها في التشويه برسول الله وفي الاستشهاد بها والاعتماد عليها في الإساءة إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله ، بل لدرجة ان بعض الأفلام المسيئة للرسول التي أنتجت بهدف الإساءة إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله استفادة من بعض تلك المرويات ثم تعتمد تلك المرويات في مناهج رسمية في العالم العربي وتصبح مصدراً معتمداً في معرفة السيرة النبوية وفي الرجوع ليها والاعتماد عليها في بعض الكتب أخبار فضيعة منتقصة استفاد منها أعداء الإسلام من المستشرقين بعضهم وأيضا استفاد منها واعتمد عليها التكفيريون ليجعلوا منها الوجه المبر عن الإسلام وعن الرسالة والرسول فقدموا صورة سوداوية فضيعة مشوهة وقاتمة عن الرسول وعن الإسلام.
ثانياً النمط المعتاد في تقديم السيرة، مثلاً عادة يركز الكتاب في السيرة والمؤرخون على أشياء معينة اعتادوا على التركيز عليها والإيراد لها ثم لا يهتمون بقضايا مهمة وقضايا رئيسية كن المفترض أن يسلطوا الضوء عليها وهي في غاية الأهمية وفائدتها كبيرة جداً، ثم أسلوبهم في التقديم ليس أسلوبا جذابا ومؤثراً يترك أثره الكبير في الوجدان والمشاعر والأحاسيس ويترك أثره العظيم في الواقع العربي لا تقديم جاف وسرد غير مؤثر غير منظم لا يركز على شخصية الرسول صلوات الله عليه وعلى اله بقدر ما يتأثر مثلاُ بالظروف المذهبية بالجدل المذهبية بالرموز المذهبيين الخ
ثالثاً التراجع في الاهتمام بهذه المسألة وانكماش مساحتها وحضورها في التثقيف والتعليم كلما طال الزمن وكلما امتد الوقت وكلما كثرة المؤثرات في واقعنا في الحياة كلما قل الاهتمام بهذا الجانب وكلما غاب هذا من الذهنية والوجدان والواقع العملي أيضا الحرب الناعمة رابعا الحرب الناعمة الحامية الوطيس المستهدفة للمجتمع لشبابنا لنسائنا لأطفالنا الحرب الناعمة هي من أخطر ما يوجهه مجتمعنا المسلم حرب خطيرة جداً حرب تأتي إلينا من خلال وسائل التثقيف والتعليم والإعلام، تستغل فيها المناهج يستغل فيها الإعلام بكل وسائله من مواقع التواصل إلى المواقع على الانترنت والشبكة العنكبوتية إلى القنوات الفضائية إلى إلى إلى، الحرب والزخم الهائل جداً يتوجه نحو التأثير علينا في ساحتنا الإسلامية في ثقافتنا في آرائنا في سلوكياتنا في تصرفاتنا في عاداتنا في تقاليدنا في اهتماماتنا ويستهدفون زكاء أنفسنا ويستهدفونا أيضا بالتظليل بالتضليل الثقافي والتضليل الفكري يسعون إلى احتلال قلوبنا واحتلال مشاعرنا واحتلال أفكارنا واحتلال ثقافتنا والتحكم بآرائنا وتوجيهنا هذه من أخطر الحروب على الإطلاق هم أطلقوا عليها هم الحرب الناعمة أن تجعل خصمك يفكر كما تريد له أن يفكر، وبالتالي سيفعل ما تريد له أن يفلع ويتصرف كما تريد له أن يتصرف وفق الوجهة التي حددتها له، الحرب الناعمة هذه تسعى إلى فصل مجتمعنا عن مبادئه عن قيمه عن رموزه وعن مقدساته أيضا الحملة الوهابية التكفيرية التي سعت إلى تقطيع أوصال الإسلام والفصل ما بين منهجه ورموزه ومقدساتها فجعلت التعظيم لرموز الإسلام وفي المقدمة رسول الله صلوات الله عليه وسلامه عليه وعلى آله ثم من بعده أهل بيته عليهم السلام جعلت من هذه المسألة شركاً وكفراً وخروجاً عن الملة وجعلت منها مسألة كافية لاستباحة الدماء وقتل المسلمين واستباحة الحرمات حتى عبارة ولفظ تعليم مفردة تعظيم جعلتها ممنوعة في حق رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وانه لا يجوز إطلاقه أبداً أن تقول نعظم رسول الله شرك شرك، هكذا يقولون للأسف أوردوا هذا في المناهج الدراسية الرسمية في بلدنا منعوا التعظيم للرسول صلوات الله عليه وعلى اله بينما الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم ذلك ومن يعظم لاحظوا معي ومن يعظم يورد النص المفردة نفسها شعائر الله فأنها من تقوى القلوب، شعائر الله مطلوب منا ان نعظمها وأن هذا يعبر عن تقوانا لله لان القلب الذي يعظم شعائر الله هو عظمها لله ومن أجل الله فكان ذلك نابعاً من حالة التقوى التي تملكت قلبك وحضرت في مشاعرك فعبر عنها شعورك في حالة التعظيم التي انطلقت من داخل القلب والوجدان إلى حالة السلوك والعمل والتفاعل والتصرف والتعبير، ومن يعظم هذه حالة
ومن يعظم عبارة ومن يعظم مفردة ومن يعظم قالوا ممنوع أن تستخدمها تجاه رسول الله شرك شرك تذبح بالسكين أو تعدم بالرصاص أن تعظم رسول الله هذا عندهم أكبر مشكلة وأنت معناه جعلت منه وثناً وصنما وإلى أخره.
هم سعوا إلى أبعاد الأمة عن الرسول وعن تعظيمه عن الارتباط الوجداني ومحبته الكبيرة التي ثمرتها التمسك به التأثر به الاهتداء به الاقتداء به وجعلوا العلاقة مع الرسول علاقة جافة، جافة جداً تنظر اليه كمجرد شخص وصل رسالة كأي رسول عادي، ما هي مكتوب من شخص وصله وإلا من طرف أوصله وراح له، مع السلامة يقولون رسول معه رسالة وصلها وراح له، مع السلامة مع السلامة خلاص، جهل كبير في طبيعة الدور العظيم المؤكل الى الأنبياء وبعظمة الأنبياء وأهمية الأنبياء ودور الأنبياء، ثم طمسوا كل أثاره كل أثاره في المدينة وفي مكة وحاربوه محاربة شديدة جداً ويجعلون من أي احترام بأي مستوى من الاحترام والتقدير والتعظيم لآثار الرسول للآثار الإسلامية شركاً فضيعاً، أمر رهيب يعني كان لهم ايضاً بسبب نفوذهم في كثير من المناطق في كثير من البلدان والمظلة السياسية التي حضوا بها من خلال النظام السعودي والأنظمة المرتبطة به تأثير كبير في ان تنشأ علاقة جافة جداً بين الأمة وبين نبيها وان الطغيان طرحهم وثقافتهم وتوجههم أمتد إلى المناهج التعليمية إلى الخطاب الديني إلى المنابر الإعلامية، ففصلوا الأمة وجعلوا علاقتها علاقة بالمنهج دون الرموز ودون المقدسات ليكونوا هم من يحل في هذا المنهج حاكمين عليه مقدمين له أسوة فيه فكانوا سوء الأسوة وسوء القدوة وأفظع وأوحش والعياذ بالله أن يقتدى به لأنهم كانوا المحرفون المنحرفين عن هذا المنهج.
أيضاً من العوامل الضعف في المواكبة العصرية في وسائل التقديم للسيرة وللتثقيف المؤثر في الوسائل المبتكرة والمعاصرة والتقنية المعاصرة في وسائل الإعلام إلى أخره نحن أنشاء الله في هذه الأيام إلى 12 من ثاني ربيع إلى ان تحل علينا بنا الذكرى أن شاء الله بتوفيق الله وذكره سنتحدث بعدد من الكلمات وننحوا في طريقتنا على التركيز على جونب رئيسية لأنه حديث واسع جداً وجداً نرى الحاجة الى الحديث عنها والاستفادة منها ولطبيعة الظروف التي نعيشها والتحديات التي نواجهها ستكون محطتنا ان شاء الله في الغد ان نعرض بشكل عام ومختصر عرض موجز عن الرسالة الإلهية والأنبياء منذ أدم عليه السلام إلى رسول الله محمد خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله في أخر كلمتنا هذه نستعرض بعض النقاط المواكبة تجاه بعض المستجدات:
أولاً: ندين ونستنكر بأشد الاستنكار ما أقدم عليه النظام السعودي المجرم المنحرف في سياق تعزيز ولائه لإسرائيل من تدنيس للمسجد النبوي الشريف ثاني الحرمين الشريفين وإدخاله لأحد الصهاينة إلى المسجد هذه جريمة كبيرة جريمة كبيرة بحق الإسلام وإساءة كبيرة وفظيعة إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله بينما نحن نتألم ونأسف حينما يدخل الصهاينة إلى باحة المسجد الاقصى والى صرحه الخارجي إذا بهؤلاء يأتوا بالصهاينة الى ثاني الحرمين إلى المسجد النبوي ويدخلوهم لالتقاط الصور داخل هذا المسجد كل هذا تودداً إلى الصهاينة تودداً بالإساءة إلى رسول الله ما أقبحهم ما أشنعهم ما أخزاهم ما أعيبهم هذا عار عليهم يتقلدونه الى الأبد، التودد إلى الصهاينة بقتل ابناء الإسلام والتودد الى الصهاينة بنشر الفتن بين المسلمين التودد الى الصهاينة بمعادة الشعوب الإسلامية التودد الى الصهاينة بالإساءة الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالتدنيس لمسجده للمسجد النبوي الشريف إساءة إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله هذه جريمة يجب أن يكون للامة صوتها المسموع في الانتقاد في الاحتجاج تجاه هذه الجريمة والإساءة، لم يكتفوا أن يقدموا في ضيافتهم لهذا الصهيوني بنات مسلمات، ويلتقط معهن الصور وينشرها، لم يكتفوا في انتهاك أعراض المسلمات وتقديمهن ضيافة لهذا الصيهوني حتى أضافوا إلى ذلك ما هو أفظع فذهبوا به إلى مسجد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فهي كارثة، إضافة إلى النشاط المتصاعد المكشوف لتطبيع علاقتهم مع العدو الإسرائيلي وصل إلى حد إصدار الفتاوى الباطلة بحرمة قتال الإسرائيليين، هذه كارثة، هذه مصيبة كبيرة، وإلى تجويز الزيارة معهم إلى تجويز الزيارة لكيانه.
ثانيا: ندين ونستنكر العدوان الإجرامي التكفيري الصهيوني على المصلين في أحد مساجد سيناء المصرية ونقدم تعازينا إلى أسر الضحايا ونتمنى الشفاء للجرحى ونقدم تعازينا أيضا إلى الشعب المصري، ونعبر عن تضامننا معه وندعو الجميع في المنطقة إلى التحرك الجاد لمواجهة التكفيري والصهيوني المزدوج الذي كل منه وجه لعملة واحدة، والتصدي لمن يقف خلفه، لأنه عدوان وإجرام مدعوم والجميع يعرف من يدعمه.
ثالثا: أدعو شعبنا العزيز إلى المزيد من الصمود والثبات في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإجرامي الذي أقدم مؤخرا على خطوة إجرامية خارجة كليا عن الإنسانية من خلال إغلاق المنافذ وسعيه إلى خنق شعبنا العزيز بتواطؤ غربي وعربي من بعض الأنظمة العربية، كما أدعو القوى الحرة إلى تحرك جاد تجاه هذه الخطوة الهمجية الظالمة، والتي هي أيضا شاهد إضافي إلى طبيعة هذا العدوان، هذا عدوان صهيوني، هذا عدوان يتودد فيه النظام السعودي إلى إسرائيل وأمريكيا ، وتجرد من كل القيم الإنسانية والأخلاقية والإسلامية، عدوان همجي متوحش إجرمي شيطاني لا يرعى إلا ولا ذمة، لا يأخذ بعين الاعتبار لا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ ولا شرائع، ولا قرآن ولا إسلام ولا حلال ولا حرام، يفعل كل المحرمات وينتهك كل الحرمات، ما عنده أبدا، ولا قوانين إنسانية ولا أعراف إنسانية ولا شيء، خطوة لا يمكن أن يبررها بشرع ولا شرعية، ولا تعليم سماوي ولا قانون أرضي، منتهكة للقوانين الدولية ولا يبررها شيء أبدا، خطوة ظالمة مؤذية عقاب جماعي لشعب بأكمله، استهداف حتى للأطفال والنساء، لكل أبناء هذا الشعب، ومع ذلك تشكل هذه فضيحة مدوية لكل الذين جعلوا أنفسهم مظلة لهذا العدوان، على رأسهم أمريكا، تواطؤ ومظلة وحماية لهذه الخطوة الإجرامية الظالمة، شعبنا معني بأن لا يراهن على أحد في هذا العالم إلا على الله، وأن يعي أي عدو هذا الذي يعتدي عليه، عدو هو على هذا النحو، لا يمتلك ذره من القيم ولا من الإنسانية، ما الذي ينفع مع عدوٍ كهذا مع معتدٍ كهذا؟!
ما بش عنده حرام ولا بش عنده يتحرى أو يتحاشى من فعله يفعل أي شيء يُدم على أي جريمة ينتهك كل المحرمات والحرمات، عدوٌ كهذا يجب تحرك جاد لمواجهته، آمل أن تنعكس هذه الخطوة الإجرامية صموداً وإصراراً وعزماً وإقبالاً إلى الجبهات للتصدي لهذا العدو بدلاً من أن ينتظر البعض ليموتوا جوعاً عليهم أن ينالوا شرف الشهادة في الجبهات وأن يُذيقوا هذا المعتدي الظالم غِبَ جرائمه ومغبة أفعاله وتصرفاته الإجرامية والوحشية.
رابعاً: فيما يتعلق بالأداء الحكومي القاصر والمقصر الذي ليس في مستوى هذه التحديات ولا في مستوى حجم المعاناة التي يعاني منها الشعب، هناك مراجعة داخل المكونين الرئيسين على أعلى المستويات بهدف العمل على معالجة الوضع الحكومي بأيٍ من الخيارات المتاحة وسيكون له نتيجة إن شاء الله في الأيام القادمة.
خامساً: نبارك لمحور المقاومة ولشعوب الأمة بالانتصار الإلهي التاريخي في سوريا والعراق على داعش التكفير والعمالة، والذي هو انتصار لمصلحة كل شعوب المنطقة وحمى شعوب المنطقة من شرٍ كبير وبلاءٍ مستطير، كان مدعوماً ومحمياً من أمريكا ومن عملاء أمريكا في المنطقة وعلى رأسهم النظام السعودي الذي يرى في هذه الهزيمة هزيمةً له وهزيمةً للمشروع الأمريكي ويهدف إلى الانتقام عندنا في اليمن، لذلك نحن معنيون بالاستعداد بشكلٍ أفضل في الأيام القادمة لمواجهة التصعيد الذي تحرك به نتيجة فشله وهزيمته المدوية والرهيبة والكبيرة جداً في تلك الساحات فتحول بتصعيدٍ أكثر في ساحتنا اليمنية.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا شعبنا وأن يشفي جرحانا وأن يرحم شهدائنا، وأن يعيننا في مواجهة هذه التحديات وأن يوفقنا لنكون أعظم اقتداءً وارتباطاً وتأسياً برسولنا ونبينا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
وإن شاء الله نواصل هذه الأيام هذه الكلمات..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته’’