{لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
عمران نت/ 21 نوفمبر 2017م
من هدي القرآن
لم يؤمن منهم إلا القليل، الأكثر لم يؤمنوا حتى فيما بعدُ، لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم، النبي صلوات الله عليه وعلى آله بالرغم من طيلة المُدة التي قضاها في مكة ثلاثة عشر عاماً كما في بعض الأخبار والروايات لم يؤمن إلا دون الألف مع جهد كبير جداً بذله هناك، ولكنه لم يفشل فقد حقق نتائج مهمة جداً في مكة، أول نتيجة وهي نتيجة مهمة للغاية أنه أوصل صوته وأوصل صدى هذا الدين الجديد هذا الإسْـلَام المستجد في تلك البيئة وإلا فالإسْـلَام هو رسالة الله ودينه لأنبيائه جميعاً، أوصل صدى وصوت هذا الدين إلى كُلّ أنحاء الجزيرة إلى التي كانت تتوافدُ منها الوفود بالحج إلى بيت الله الحرام؛ لأن الحج كان باقياً منذ نبي الله إبراهيم في الوسَط العربي، كان العرب لا يزال يحجون حتى في عصر الجاهلية.
وبالتالي كانت الوفود القادمة إلى مكة للحج وللتجارة كانت تسمع بهذا الدين تعرفُ مبادئه يلتقي بها النبي صلوات الله عليه وعلى آله يعرفُها بالإسْـلَام يدعوها إلى الله إلى دينه المجيد، هذا كان له أهمية كبيرة فيما بعد؛ لأن وصول هذا الصوت إلى الآخرين مهم جداً يهيئهم فيما بعد للاستجابة عن معرفة، الكثير قد تحول بينهم وبين الاستجابة عوائق معينة لكنهم حينما يكونون قد عرفوا وتزول تلك العوائق يكونون جاهزين للدخول في الإسْـلَام، وهذا ما حدث فيما بعد عندما دخلوا في دين الله أفواجاً بعد زوال بعض العوائق التي تؤثّر على البعض على كُلّ حال، قريش بأكثرها إلا القليل واجهت الرسول ورسالته بالتكذيب والصد والافتراء والاستهداف على كُلّ المستويات والدعايات المتنوعة وكل أشكال الصد والتكذيب وقالوا عنه إنه كذاب وقالوا إنه ساحر، قالوا إنه افترى على الله، قالوا عنه إنه مجنون، كثير من الدعايات والاتهامات التي استهدفوا بها شخصية النبي صلوات الله عليه وعلى آله وهم يعرفونه، هم كانوا يسمونه بالصادق الأمين، إضافة إلى ذلك هم واجهوا كثيراً من مبادئ الرسالة ومن ضمنها مبدأ المعاد، مبدأ التوحيد، جملة من المبادئ المهمة والأَسَــاسية في الرسالة واجهوها أَيْـضاً بالتكذيب وبالجدل وبالخصام إلى غير ذلك، ولكن مع كُلّ ذلك كانوا يلحظون هم أن بنيان هذا الدين يزداد صلابة وقوة واتساعاً، فزاد قلقهم.
وبذلك انتقلوا في مؤامراتهم إلى محطة أخرى سيما بعد رحيل من كان لهم دور أَسَــاسي في حماية النبي صلوات الله عليه وعلى آله، أمثال أبي طالب، اتجهوا إلى التآمر المباشر على شخصية النبي صلوات الله عليه وعلى آله، في مرحلة كان الله سُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى قد هيّأ فيها لهذا النبي مرحلة جديدة في تَـأريخ الإسْـلَام ومرحلة مهمة بعد اكتمال أَوْ إشراف المرحلة الأولى على الاكتمال، المرحلة التي تسمى بالمرحلة المكية كان فيها ثلاثة أشياء مهمة جداً قد تحققت، المسألة الأولى هي أن مكة كمركز مهم للتوافد إليه من شتى أنحاء الجزيرة قد قدمت خدمة كبيرة، فذاع فيها صيت الإسْـلَام ووصل فيها صوت الرسول أصبح معروفاً بالشكل المهم والمطلوب واللازم، في الجزيرة العربية بشكل عام، إضافة إلى بناء اللبنة الأولى من الجماعة المسلمة التي سيكون لها دور أَسَــاس، من المهاجرين الذين هاجروا مع النبي صلوات الله عليه وعلى آله إلى المدينة، إضافة إلى ذلك تهيئت بيئة جديدة قابلة وحاضنة للإسْـلَام هم الأنصار الأوس والخزرج، الذين من خلال توافدهم إلى مكة للحج عرفوا بالرسالة وسمعوا من النبي صلوات الله عليه وعلى آله، وبينهم روابط عشائرية مع النبي صلوات الله عليه وعلى آله وهم أخوال والده. وبالتالي كانت البيئة الجديدة التي قد عمل عليها النبي صلوات الله عليه وعلى آله على تهيئتها وأرسل إليها بعض المهاجرين ليهيئوها أكثر وينشروا الإسْـلَام فيها ويعملوا على تهيئتها بشكل ملائم لاستقبال الرسول واستقبال هذا الدين ونصرته، الأنصار هؤلاء الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان نالوا هم الشرَف العظيم الذي خسره مجتمع قريش بأكثره، مجتمع قريش بأكثره الذي واجه الرسالة والرسول بالخصام الألد بالنكران والتكذيب بالكفر والعناد بالبغضاء والأحقاد بالتصلب،
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في (ذكرى الهجرة و14 اكتوبر) 14/١٠/٢٠١٥م 1/محرم/1437هـ