أهي جريمة حرب؟!
يبدو العالَمُ كأبله أضاع عقلَه للتوّ وهو يتساءل بلغات شتى: هل يرتكب التحالفُ السعودي جرائمَ حرب في الـيَـمَـن؟
عزيزي العالم.. لا تتساءل ولا تسأل، فقط إفتح عينيك وأزِلْ براميل النفط عن مجرى أذنيك، وسترى وتسمع، فالإجابة معلقة هناك على أنفك، ولعشرة أشهر دامية، صباحَ مساءَ، تشرق حقيقةُ الجريمة كالشمس على رأسك المظلم والمحشو بهلوسات إدمان زيف التساؤل..
فلتعلم أيها المتحاذق، وأنت تعلم، أن التحالُفَ السعودي، منذ اليوم السابع لعُـدْوَانه، قد تجاوز بمرات سقفَ تصوُّرك الواهن عن جرائم الحرب، وتلك التي تسميها أنت، جرائمَ ضد الإنسانية، حتى أصبح اليوم جريمةً قائمةً بذاتها ولذاتها، وهل تدان الجريمة لجُرمها؟!
آلافُ الأطفال قُتلوا نياماً في مساكنهم، حتى تناثرت أشلاؤهم على وجهك الصامت.. أليست جريمة حرب! آلاف النساء قُتلن في مطابخهن بينما كن يحضرن القهوة لرجالهن، المدنيين المسالمين، الذين ما عادوا من الموت على أبواب المساجد والمستشفيات والمعاهد.. أليست جريمة حرب! عشرات آلاف الشهداء والجرحى، ومئات آلاف المشردين، وملايين المحاصرين والنازحين والمقهورين.. أليست جريمة حرب وحرب ضد الإنسانية!
إن لم تكن جميعها ومتفرقاتها جرائم حرب.. فما الحرب وما الجريمة وما الإنسانية..!
لكشف هكذا جريمة، لا يتطلب الأمر، محققاً جنائياً حصيفاً، كشرلوك هولمز، فقط كن آدمياً وسيخبرك البشر والشجر والحجر، عن جريمة بحجم أجرام الكون، يرتكبها المجرمون يوماً بعد يوم، بلا خوف ودونما خجل، بينما يلوحون بنفطهم وعضلات أسيادهم وعضويتهم (الاستثنائية) في الأمم المتحدة على الخذلان للإنسان..
ليست مدينة صعدة إلا شاهداً حياً واحداً على قبح المجرم وفضاعة الجريمة، وكأنها هيروشيما يمنية، أُلقيت عليها آلاف القنابل الغبية، بما مجموعه ونتاجه أكثر تدميراً من نووية، ولاحقاً سيذرف العالم مطولاً زيف دموعه عليها.. وكالعادة بعد فوات الأوان.!
إنها والله جريمة مكتملة الأركان.. ذاك التساؤل المجرم: هل ارتكب التحالف السعودي ويرتكب جرائم حرب في الـيَـمَـن!.