المؤمنين يجب أن يكونوا على حذر من مشاعر الإحتقار مهما كان الشخص إذا كان في خط الإيمان وتوجه إيماني.
عمران نت/ 17 نوفمبر 2017م
من هدي القرآن
معنى هذا أن قضية الاحتقار قضية خطيرة، الاحتقار قضية خطيرة جدا، لا تحتقر أحدا نهائيا، نهائيا لا تحتقر أحدا، إلا إنساناً هو جدير فعلا بالاحتقار باعتبار ما هو عليه من سوء؛ إنسان مجرم عاصي فاسق سيئ إلى آخره ممكن تحتقره على هذا الأساس، الناس فيما بينهم لا يكون هناك احتقار، ربما تحتقر شخصاً ما تدري في الأخير ولف الشريط لما ما تدري في يوم من الأيام يمر بك موقف صعب فلا يعد يشكل وقاية لك إلا ذلك الشخص!
هذا لو يأتي الإنسان إلى استخلاص أمثلة من هذه في الحياة، أعني: في التاريخ قد تجد شواهد كثيرة فعلا حصلت على هذا النحو، بل أحيانا يظهر في موضوع الأيتام الذين يكبرون أيتاماً ويكون عمه أو أقاربه يذلونه ويحتقرونه ويبهذلونه، وفي الأخير أحيانا ما تدري وطلع هذا رجل عظيم أو تاجر، ما تدري وقد هم يعيشون على هامش ما لديه! بعض التجار عندهم هذه، حصلت لهم هذه، نشأ يتيما وإذا قد أنت ترى أولئك الذين حوله قد هم ماذا؟ إحتاجوا يصلون إلى مرحلة يخرون له سجدا ولو سجود حالة إذا ما هناك سجود من هذا السجود الحقيقي، سجود حالة سجود وضعية.
{وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} سبق أن عندهم ماذا؟ احتقار {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (يوسف:8) ماذا يعني ضلال مبين؟ أبوهم في نفس الوقت أن يحب كهذا، أليس معناه ازدراء واحتقار؟ كيف كان المشهد؟ أربعين سنة يقولون وانتهوا إلى أن يخروا له سجداً.
نأخذ من هذا درساً: أن الناس المؤمنين فيما بينهم لا يكون هناك احتقار على الإطلاق، احتقار أو ازدراء إذا بدر منك مثلا احتقار، نوع معين في نفسيتك، استغفر الله، تب، يستغفر واحد الله، احتقر الآخرين الظالمين المجرمين الفاسقين السيئين، هذه قضية، أما الناس المؤمنين فيجب أن يكونوا على حذر من مشاعر احتقار مهما كان الشخص وهو يبدو في خط إيمان وتوجه إيماني، فلا يكون عندك أن هذا ماذا يمكن أن يعمل للإسلام؟! ربما ما تدري قد يكون له دور أعظم من دورك، قد ربما يكون له دور هو يعتبر أساسي في دورك أنت فتشهد بأن لولا هو لما كان لدورك أثر، وهكذا أي ربما قد تكون هذه خطيرة، أن أي حالة احتقار وازدراء قد تنتهي بك المسألة إلى أن تسجد سجود حالة لماذا؟ لما وقع منك من ازدراء واحتقار ولأنه لا يجوز من الأساس، إنسان مؤمن تفرح به كمؤمن تقدره كمؤمن ما يكون عندك أنه هذا الشخص ماذا سيعمل للإسلام؟! إفهم أن العمل في الإسلام واسع يحتوي كل القدرات ومن كل شخص، فالعمل في الإسلام هو بالشكل الذي يمكن للناس أن يتحركوا فيه.
إذا الآخرين الذين تراهم، وهم فعلا لن يصلوا إلى حالة مواجهة مسلحة تقول لهم: انتم أعينوا بأموالكم أنت ارفع شعارأً، لن تجرؤ أن ترفع شعاراً، أنت ادعم بمالك لمن يطبع الشعار ويرفعونه هناك، الإسلام قام بتشغيل الكل ويكون لكل إنسان أثره في الميدان، أثره في نصر دين الله، وفي نفس الوقت يكون العمل على أنه يرفع الناس إلى أن تكون أدوارهم أكثر وأعظم وأعلى يعني: ما قدمت المسألة من البداية على فرضية تكون مثالية في الأخير: أن هذا الدين يفترض نوعيات مثل عمار بن ياسر مع شخص كعلي بن أبي طالب وإلا فما هناك فائدة، الإمام علي ألم يكن يحرك الناس جميعا؟ رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان يحرك الناس جميعا وكان أحيانا .. هو يعرف الناس ويعرف قدرات الناس وطاقات الناس؛ ولهذا تكون القضية بالنسبة للناس من ناحية المسؤولية تكون أسهل يعني: عندما يكون الناس في وضعية ما معهم شخصية على هذا النحو، تعتبر المسؤولية عليهم جميعا عندما يتوفر شخص على هذا النحو فيمكن أن يعذرك أنت تعتبر معذوراً فعلا؛ لأنه عادة أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يعرف الناس جميعا ما كان يكلف هذا يبرز كما يبرز الإمام علي, ولا يكلف هؤلاء أن يكونوا جميعا على نوعية المقداد أو عمار أو …
هو يشغل الكل عندما يأتي البعض ويقول: [يا أخي هؤلاء الذين يقولون: [الله اكبر …. ] هؤلاء لو يأتي قتال لما عملوا شيئا!] قل: هم الآن يقومون بعمل هام، متى ما جاء عمل أكبر، ربما ـ لأن الله سبحانه هو يتدخل في بناء النفوس يقوي النفوس، يقوي الفهم والذكاء ـ ربما هؤلاء الذين تحتقرهم قد يكون لهم دور كبير ولو كانوا في أثناء رفع الشعار في مرحلة معينة يكون عنده أنه سيقوم بهذه، لكن لو كانت قضية أعلى احتمال أنه سيضعف، ربما عندما يصدق مع الله أن الله يصل به إلى حالة فعلا يصبح قوياً، هذه لها شواهد واقعية من الواقع من آمن مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) من كانوا مستذلين عند الآخرين مستضعفين، أي نفوسهم نتيجة الإستضعاف والإستذلال هي تكون هابطة معنوياتهم، أعطاهم الإسلام دفعة في رفع معنوياتهم أصبحوا، أذكياء عباقرة فرسانا أبطالا، إذا ما صَدَقَ الإنسان مع الله فعلا ترتفع معنوياته، إذا كان غير صادق مع الله تهبط معنوياته، ولو كان من أصول قوية تهبط معنوياته.
لذلك نقول في بداية الموضوع: بأن الناس عندما يكونون متحركين في عمل، لا يكونوا يحتقرون أنفسهم بأن ما معهم شخصيات [ما معنا العالم الفلاني والعالم الفلاني، وفلان وفلان والشيخ الفلاني والمثقف الفلاني والكاتب الفلاني والصحفي الفلاني …. إلى آخره] لا، إفهم بأن الإسلام هو بدأ على هذا النحو، عباقرة قريش أولئك هم تهاووا في الأخير، الأشخاص الذين كانوا في نفوسهم ضعاف ويراهم الآخرون ضعافا ويراهم لا شيء فعلا أصبحوا هم عباقرة، أصبحوا أذكياء، أصبحوا أقوياء، وأصبح الكبار الذين كانوا يرون أنفسهم بأنه ما يمكن يستقيم هذا الشيء وما هم فيه، عندهم ما يمكن ينجح محمد وما هم فيه إذ عليه أن يتقبلهم بإملاءات من فوق ويكون هذا الدين متأقلماً مع مصالحهم، إذا أراد أن يكون هناك فاعلية لدعوته وتتسع للآخرين! لا، هؤلاء العباقرة أصبحوا في الأخير لا شيء، وبرز الآخرون جعلهم الله أذكياء وعباقرة وأقوياء ومهتدين … إلى آخره.
هذه قضية فهمها يقي الناس من احتقار بعضهم بعض، بل يقي الإنسان هو نفسه من أن يحتقر نفسه، إذا هو في سبيل لله لا يحتقر نفسه، بمعنى ماذا؟ يكون عنده يمكن ما يعمل للإسلام شيئاً! أصدق مع الله، عندما تصدق مع الله، وتتفهم وتهتدي بهدي الله، يعطيك الله طاقات كثيرة وقدرات كثيرة وفهماً كثيراً وإمكانيات تجعل دورك واسعاً جداً أكثر مما يمكن تتوقع، أكثر مما كنت تتوقع أن تصل إليه، يظل الإنسان يحتقر نفسه وعنده ما يستطيع يعمل شيئا ولا منه شيء سيجلس هكذا دائما، يجلس دائما ما يرتفع، إعرف بأن الله هو يتدخل في القلوب ويقوي النفوس هو يربط على القلوب، ألم يقل: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الكهف: من الآية14) وفي الطرف الآخر يقول: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} (لأنفال: من الآية12).
الصناديد أولئك الكبار عندما برزوا في بدر من صناديد قريش، أبطال، أليسوا ذووا أصول قوية وأبطال؟ هنا جعلهم ينهارون وشدّ الآخرين، ولهذا بعضهم اندهش عندما رأى ابن مسعود على صدره وهو إنسان كان يعتبره لاشيء قال: [لقد ارتقيت مرتقا صعبا] وهو في بدر وقد صار يخور في دمه، فتح عينيه وإذا بابن مسعود فوق صدره جالس فقال: [لقد ارتقيت مرتقا صعبا] هذه قد تكون من هذا النوع، يرونهم فيحتقرونهم، يمر الشريط هذا الشريط خطير، هذا الشريط يأتي خطير، وإذا بمن كانوا يزدرونهم ويحتقرونهم ويعتبرون أنهم لا شيء وفي الأخير يرون هذا الدين نفسه لا شيء إذا ما هم فيه هم، وما هم مستعدين أن يكونوا فيه إلا بأن يكون هناك إملاءات معينة، رأوهم فوق صدورهم في بدر!.
إذاً الإنسان لا يحتقر أحدا ولا يحتقر نفسه هو وبدون غرور، أي عندما نقول: لا تحتقر نفسك معناه أن يكون عندك ثقة بأنه عندما تخلص مع الله سبحانه وتعالى سيؤهلك للدور المنوط بك، والناس مهما تعددت كفاءاتهم واقعا هذا من عظمة الإسلام أنه قابل ـ فعلاً ـ لأن ينصر بالناس الحاصل، هناك ثوابت معينة يجب أن تتوفر: طاعة مثلا لمن يقودهم، إخلاص لله، سير على هديه، هذه ثوابت أساسية. كونهم ضعافا ما معهم شيء، هو من أسرة أو من طبقة تبدو ضعيفة أو محتقرة في المجتمع أو أو … كل هذه [الأو] ستنتهي في الأخير، أليس بلال حبشياً؟ كيف أصبح بلال؟ وغيره كيف أصبحوا؟ صهيب رومي، وفلان فارسي، وفلان … وترى صناديد فرسان العرب أصبحوا لاشيء، تهاووا؛ لأن الإنسان هو من خلق الله والله سبحانه وتعالى هو الذي يصنع الإنسان فيما إذا اتجه على هداه بالشكل الذي يؤهله لدور هام في سبيله.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
الدرس الثالث – من دروس رمضان.
بتاريخ 3 رمضان 1424هـ
الموافق 27/ 10/2003م
اليمن ـ صعدة.