“سنستدرجهم “
مفردة فيها من التهديد والوعيد و المواجهة و الخطاب الأقوى من أعتى سلاح ، سنستدرجهم : مبتدأَة ب(سين الاستقبال ) الحرف الدال على المستقبل ، والذي يختلف عن سوف بأنه حرف واحد قاطع للزمن، مباغت، ومانع للتراكم على غير معنى ومفهوم سوف ؛ فالتّسويف يحمله حرف الاستقبال : سوف ، والذي قد يتنحى عن مهمته الاستقبالية ، فيرتد عن الفعل لو تراخى الزمن ، و مالم يتحقق لوقوعه الظرف المناسب ؛ ولهذا فقائد الثورة السّيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي حين قالها : قرن الشيطان سينكسر ؛ فهو على ثقة ويقين بما يقوله وهو حليف القرآن العارف بمهنية حرف السين ، وقيمته دونا عن غيره ، وكذلك فقائد الثورة مدرك لإمكانات رجاله الذين قلّ ، بل انعدم نظيرهم في هذا العالم حين يواجهون سلاح المتغطرسين الموسوم بفخر الصناعة الأمريكية الإسرائيلية ، يواجه رجال الله ذلك ببندقية ، وبأقدامهم الحافية الطاهرة، في سمرة دالّة على رجولة لا تختبئ من حرارة الشمس أو تهرب من برودة الزمهرير ، رجال الله الشعث الغبر ، ولنضيف : المتبردقون ، و لكنّهم أرفع الرجال وهم فخر صناعة وخلق الله ،و هم خِيرة الرجال وهم أشرف الأبطال و هم وجع العدو العاجز ، وهم رهان النّصر ، بل إنّهم النصر ذاته ، ولأنهم كذلك فقد ضرب بهم السيد القائد بغال ومسوخ الكون ، وقالها بثقته بالله : قرن الشيطان سينكسر ، و لم يقل : سوف ينكسر ؛ ولو عبّر ب: سوف لباعدت الواو التي تحمل في نطقها الالتفاف فحين نقول : سوف ننطق الواو التي في نطقها نضم شفتينا مرتين ؛ وخلال المرتين قد يهجم العدو المتربص بنا ، ويستغل تراخينا وتسلّينا بمدّ الزمن فينقضّ علينا خاصة حين نضع أسلحتنا لالتقاط أنفاسنا في ساحات معركة مفصلية لا وقت فيها لنبُلَ ضمأنا بشربة ماء ، ولا زمن نركن إليه لنشبع بطوننا لنشعر بعدها بالارتخاء والاستسلام للنوم حين يكون النّوم هو سلطان جيش الكبسة ، وجنجاويد السودان ، ومسوخ غوانتانامو وغيرهم من دواعش الكون المجندين والمرابطين من أجل دينار أو رتبة عسكرية يسحقها رجال الله بأقدامهم ويمحون صور الشياطين المصكوكة عليها إن كان مطبوعا عليها رئيس بيتهم الأبيض أم سلمانهم المزهمر أم خليفتهم أم ..أم…فلا يهم رجال الله من يكون الواقع تحت أقدامهم سوى أنّه محتل ، عربيد، معتدٍ يجب تخليص الإنسانيّة منه ، وكلهم يحيلهم رجال الله إلى عهن منفوش ، في سرعة جندي النبي سليمان الذي أتى بعرش بلقيس قبل أن يرتد طرف سيدنا سليمان إليه..