الأمم المتحدة ..حتى الشعور بالقلق تجاه جرائم العدوان ممنوع
يوم إثر يوم تتكشف حقيقة المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية وعلى رأسها الأمم المتحدة ، ويماط اللثام والقناع عن أهدافها الحقيقية التي أنشأت لها خلافاً عن اهدافها وموثيقها المعلنة والتي كانت ولازالت حتى اليوم حبر على ورق ومجرد شعارات براقة لتلميع من يقف وراء هذه المنظمات الدولية .
300 يوم من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الإجرامي الغاشم والشعب اليمني يقصف ليلاً ونهارا وابناؤه يقتلون بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً منها ما يتم التعرف عليها ومنها الذي لايزال مجهولاً حتى اللحظة ، في المدارس والمساجد والمنازل والأسواق والطرقات والقرى والمدن والشعاب والمزارع والحقول وعلى آبار المياه ، ففي كل مكان حوته الجمهورية اليمنية للولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها مملكة قرن الشيطان وخليط من دويلات الخليج في تحالف غاشم بصمات فيها إما مجزرة مروعة وبشعة اختلطت فيها دماء وأشلاء الأباء والأبناء الرجال والنساء الكبار والصغار الإنسان والحيوان ، أو منشآت حيوية يعتمد عليها هذا الشعب في قوته وحياته قد دمرت .
العالم العربي ، العالم الإسلامي ، العالم برمته ، بقي على مدى عشرة أشهر من مشاهد الدماء وهي تسفك الأرض وهي تقصف بقي متفرجاً وهادئاً وكأنه ليس هناك في جنوب غرب آسيا دولة سكانها أكثر من 25 مليون نسمة تسمى اليمن ، ولم تكن وليدة يومها كمملكة قرن الشيطان أو بعض دويلات الاقليم ، بل كانت ولا تزال ذا حضارة مهيبة وحضور مهيب ايضاً فلها في التأريخ الحضور الأكبر وفي الحضارة النصيب الأوفر .
مئات من المجازر المهولة والمروعة التي تعتبر جرائم حرب بامتياز بل وتفوقها خسة ودناءة وإجراماً وبشاعة ، ( 25 ألف شهيد وجريح بينهم آلاف من النساء والأطفال ) لم تصل إلى حد أن تشعر هذا العالم وعلى رأسه الأمم المتحدة ذات الشعارات البراقة والمواثيق الملونة لم تصل إلى حد شعورهم جميعاً ولو حتى بالقلق كما هو دأبهم تجاه أي حادث عرضي في أي دولة .
الشعور بالقلق تجاه جرائم الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها السعودية في اليمن قد يفقد بان كي مون 26 ألف دولار يومياً قد تزيد أو تنقص وربما تفقده منصبه كما فقده من قبل جمال بن عمر المبعوث الأممي السابق إلى اليمن قبل مبعوث آل سعود الجديد المدعو ولد الشيخ ، ما يضع علامات استفهام كثيرة ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الامم المتحدة ـ فضلاً عن بقية المنظمات الاخرى ـ إنما صنعت لهكذا غرض وهو أن تكون أداة تلميع وتجميل لما ترتكبه دول الاستكبار وعلى رأسها العدو الأمريكي والإسرائيلي وأحذيتهم في المنطقة ، وما يؤكد ذلك ايضاً هو العقود التي يرزح فيها الشعب الفلسطيني المظلوم للاحتلال والقتل والتدمير والتشريد من قبل العدو الإسرائيلي والأمم المتحدة متعودة في ذلك على الشعور الدائم بالقلق !.
أخيراً على شعبنا اليمني الصامد والصابر والمظلوم أن يدرك أن الأمم المتحدة ليست سوى معمل تجميل لأمريكا وإسرائيل وأنها لاتستطيع حتى الشعور بالقلق تجاه الجرائم المروعة التي ترتكب في اليمن لماذا ؟ لأن من يرتكبها هي أمريكا وإسرائيل وهذه المنظمة تابعة لهذه الدول الإستكبارية وتاريخها يشهد على ذلك ، ومن سيوقف العدوان هو المضي بقوة وثبات وصبر وعمل في الخيارات الاستراتيجية لتلقين العدو السعودي الذي يعتبر الحذاء الذي تمتطيه امريكا وإسرائيل لتلقينه دروساً قاسية ومؤلمة حتى يحس من خلفه أن الشعب اليمني مصمم على خوض معركة التحرر والاستقلال جيلاً بعد جيل وإلى يوم القيامة