ما هي الأهداف الرئيسية التي دفعت امريكا الى الاسراع في اعادة اعمار الرقة؟!
عمران نت/ 27 أكتوبر 2017م
الوقت
الشرق السوري يعود الى الواجهة مجدداً، ويدخل مرحلة أخرى أكثر تعقيداً وتشابكاً من سابقاتها من أشكال الصراع الدائر في تلك المنطقة. اعلان “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تحرير المدينة من تنظيم داعش، والتبني السريع لكل من امريكا والسعودية اعادة اعمار الرقة “عاصمة داعش الاولى” بعدما عجز “التحالف الدولي” ضد داعش في سوريا خلال الأشهر الخمسة السابقة من تحريرها عبر الأعمال العسكرية والذي نجح فقط بتدمير 95% من الأبنية السكنية والبنى التحتية وقتل الالاف من الابرياء، دفعنا الى التساؤل أنه لماذا الرقة دون سواها من المدن السورية المحررة قبل ان تتحرر “عاصمة داعش الاولى”؟ وما هي الاهداف الامريكية من ذلك؟
قبل ان نبدأ في الغوص في الاهداف الامريكية، تساءل المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف عن الأسباب التي دفعت الغرب إلى تقديم مساعدات بشكل مستعجل، وبالتحديد لمدينة الرقة فحسب.
وأشار إلى أن بلاده ناشدت امريكا والدول الأوروبية خلال السنوات الماضية مرارا لإرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا وقد تم إعداد لائحة بأسماء المدن والأحياء السكنية التي تحتاج مساعدة قبل غيرها إلا أنه في كل مرة كانت موسكو تتلقى الرفض.
وامام التساؤل الروسي، وما بين إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” السيطرة على الرقة وطرد داعش منها ومسارعة امريكا الى اعلان بدء إعادة الإعمار في المدينة، هناك 9 أهداف ترجوها امريكا من هذا القرار:
1- الهدف الاول: استخدام ورقة اعادة اعمار الرقة والمساعدات للمدينة المنكوبة كورقة ضغط على الحكومة السورية من اجل الكف عن مطالبة الامريكي الانسحاب من المدينة، فاذا ما طالب السوري انسحاب الامريكي من المدينة توقف كل المساعدات لكل سوريا بما فيها الرقة وبذلك سيستاء الشعب السوري من الحكومة السورية.
2- الهدف الثاني: استخدامها كورقة ضغط اخرى على بعض الفئات الشعبية كي تثور في وجه القوى الشرعية المتمثلة بالحكومة السورية ومطالبتها بمثل ما يقوم به الامريكي والسعودي للاكراد في الرقة.
3- الهدف الثالث: من الناحية الاقتصادية، ستكون امريكا بوابة دخول المساعدات الخارجية الى الرقة بحيث طالبت المجتمع الدولي بالمشاركة في اعادة اعمار الرقة بالتنسيق مع الامريكي المتواجد في المدينة وكان السعودي اول المبادرين الى هذا الامر.
4- الهدف الرابع: تعد مدينة الرقة العاصمة الاولى لتنظيم داعش، ويريد ان يظهر الامريكي باعادة اعمارها انه شريك في الانتصار على الارهاب في سوريا.
5-الهدف الخامس: يعد الاكراد الحليف الابرز لامريكا في سوريا والعراق، بحيث سيكونون من ضمن مشروع امريكا الجديد في المنطقة وذلك عبر زجهم في صراعات داخلية مع قوات الجيش السوري وحلفائه تطبيقاً للتوصية التي وضعها مستشار الأمن القومي الأمريكي “هربرت ماكماستر” بعنوان: “سوريا ساحة لاحتواء محور المقاومة”.
6-الهدف السادس: منع حلفاء سوريا، ايران وروسيا، ان يكونوا المرجعية الوحيدة في محاربة الارهاب وحل الأزمة السورية.
7- الهدف السابع: إخفاء الآثار المترتبة من تجربة واستخدام القوات الأمريكية لأسلحة محرمة دولياً في مدينة الرقة والتي أدت لمقتل 5100 مدني. ومثال على استخدام امريكا للاسلحة المحرمة دوليا في الرقة قامت طائراتها الحربية في 27 ايلول 2017 بقصف الرقة بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا، ما سبب سقوط عدد من القتلى، ودمار كبير في المنازل. واعترف التحالف الدولي، في حزيران/يونيو الماضي، باستخدامه قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا في غاراته على الأطراف الغربية لمدينة الرقة والمنطقة الفاصلة بين حيي المشلب والصناعة إضافة إلى حي السباهي والتي تسببت بمقتل 17 شخصا وتدمير عشارات الابنية. وهذا ما اكده كوناشينكوف بالقول إن التفسير الوحيد لهذه الخطوة هو الرغبة بإخفاء آثار القصف “الوحشي” لطيران التحالف الدولي وقتل آلاف المدنيين في الرقة بسرعة، وفق تعبيره.
8- الهدف الثامن: البقاء العسكري في الشمال السوري بدواعي حماية الأقليات الكردية.
9- والهدف التاسع: التخلص من الابتزاز التركي عبر جعل مطار رميلان الذي يتم توسيعه بالتعاون مع القوات الألمانية والبريطانية بديلاً عن قاعدة “إنجرليك” التركية.
اذاً وامام هذه الاهداف الخطيرة، يمكن القول ان فكرة إعادة الإعمار السريعة للرقة، كما يطرحها الامريكي وحلفاؤه والمقربون منه، فكرة سياسية معقدة وخطيرة للغاية، وهي واحدة من عمليات الكذب والتضليل، التي يمارسها الامريكي من اجل الهروب الى الامام وزيادة عمر الازمة السورية. واصبح من المؤكد أن التهافت الامريكي السعودي لاعادة اعمار الرقة، هو مرحلة جديدة كما وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سوريا ولكن من المؤكد أيضاً أن هذا المشروع سيكتب له الفشل كما كتب للمشاريع الامريكية الاسرائيلية السابقة.