“ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله” .. توثيق بالصوت والصورة ينصف وعي (طنينة) وقيم (الجبري) ومشروع المسيرة القرآنية.. و يفضح ويعري أهل المكر السيئ..
عمران نت/ 17 أكتوبر 2017م
بقلم /عبدالفتاح حيدرة
فيديو الشهيد (توفيق طنينه)، ابكاني بقدر ما انتزع فؤادي فيديو الشهيد (عبدالقوي الجبري) ، مشهدين تقول ان جميع الانظمة السياسية التي حكمت اليمن وحتى اليوم، والتي تمارس القمع والكذب والتدليس وتلفيق التهم وتوزع صكوك الغفران ، لم تستفيد شيئا من ثورة الاتصالات، سوى الإبلاغ عن المنشورات والمقالات التي تنير عقولهم، فما أن تنشر منشورا أو مقالا بفكرة تفضح زيفهم، ولم يتعودوا عليها، حتى تجد رسائلهم فقط إلى إدارة الفيس بوك أن هذا الكلام يزعجهم، ويجب الغاء حساب ذلك الكاتب..
أعرف جيدا أن نور الوعي الذي قدمه وعي وقيم ومشروع المسيرة القرآنية، أصبح يزعج العالم كله اليوم، فما بالكم بأولئك الذين عاشوا لسنوات في بوابات الشيخ وعيال الشيخ، وفي مقابر فرقة علي محسن، وأقبية الأجهزة السرية للأخوان المسلمين، وشقق مخبري الحزب الاشتراكي، ومقرات التفرطة الأمنية التي كان يديرها حزب المؤتمر الشعبي العام.. !!
الحصول على الفيديو الحقيقي لمقابلة (طنينة) لم يكشف فقط أدوات الشيطان وأنظمة الشر وقضايا الباطل، بل انه كشف للعقل البشري السوي الرافض للإستسلام والتبعية والإرتهان، سر وعي وقيم ومشروع المسيرة القرآنية، كشف خطر هذا المسيرة وهذا الوعي وهذه القيم وهذا المشروع، على دول وجيوش وشركات العالم، وتحديدا خطرها على الادوات والانظمة الشيطانية ، وادوات الباطل والشر..
الشهيد (طنينه) كان يتحدث للمحقق او الصحفي بوعي المقاتل اليمني وبقيم المواطن اليمني وبمشروع هدى الله، وحتى لا يتحسس الحداثيون الجدد من عبارة (هدى الله) ، و بمنطقهم نقول لهم كان يتحدث وفي رأسه مهمته كأنسان خلقه الله سويا حرا يدافع عن سنن الله التي هي احقاق الحق وعمل الخير ، ويقف بوجه مشروع الشيطان وبوجه باطل الظلم وشر التبعية والإرتهان..
إذا كنا سنتحدث عن الحداثة ليقتنع البعض، فإن أسس الحداثه إذا كان هؤلاء لا يعلمون تتطلب منهم وجوب المعرفه أولا أن الحداثة تتحرك في سياق ثلاث ركائز أساسية وهي – ذات واثقة في قدراتها، اليس هذا هو مفهوم (الوعي) ، وعقل حاكم، اليس هذا هو مفهوم (القيم) ، وتقدّم قابل للتحقق باستمرار، او اليس هذا هو مفهوم (المشروع )-، وعندما نريد أن نزن ما لدينا بميزان الحداثة التي لديهم، فيجب علينا أن نسألهم اولا ونسأل انفسنا معهم (أين وعي الإنسان وقيم العقل ومشروع المستقبل من هذه الحداثة المزعومة والمفروضه علينا..؟!! )
لذلك ان اي غياب للفعالية الإنسانية (الوعي) لصالح ما عداها ينافي حقيقة الحداثة ، ويصبح الوعي هو تنصيب الزائف المنقول – وفقا للمصطلحات التراثية – وهذا يعد ممارسة سلطة الحكم المسبق على العقل (القيم) وبالتالي تصبح القيم هنا بدون سلطة شعبيه وإجتماعية، وهو ما يجعل جوهر الحداثة خاويا ومزيفا ايضا، وعلى اعتبار أن الزمن الذهبي جاء في ماضي الوعي والقيم الزائفه تلك، ولن تعود، فهذا ايضا ينافي تطلعات الحداثة في إيجاد (مشروع) يضمن مستقبلها، فتصبح حداثه مرهونه لأدوات الباطل بالتبعية والشر بالإرتهان والخطيئة والخيانة..
لست هنا في سياق محاكمة الحداثيون الجدد او غيرهم، ممن يرفضون ربط وعي الإنسان ككل والمقاتل اليمني تحديدا بهدى الله، وبسنن الله في تغيير الكون لصالح انتصار وبقاء الحق والخير، وهزيمة واندثار الباطل والشر، يكفيني ان أجلدهم بفيديو وعي (توفيق طنينه) وهو يفضح بوعيه القرآني المحقق الذي يسأله، وفيديو قيم (عبدالقوي الجبري) وهو يكشف بقيمه اليمنية الثابته دناءة وإنحطاط قاتليه ودافنيه حيا، رافضا التنازل عن قيمه ووعيه ومشروعه..
ليس الحداثيون المزيفون ما يهمنا الآن، لان وعي طنينه وقيم الجبري كشفتهم للجميع صوت وصورة، نحن معنيون اليوم بتوجيه حديثنا مباشرة للمتواطئين مع هذا الزيف الحداثي، تارة بأسم السياسة وتارة أخرى بأسم الدين، لهؤلاء المتواطئون يمكننا ان نقدم لهم اليوم وكعبرة وعضه وتذكير فيديوهات محاضرات السيد عبدالملك الحوثي التي القاها في رمضان..
تلك المحاضرات التي وضح وبين وحذر ونبه فيها عواقب كل من يتخلى عن (الوعي) بهدى الله، ومن يتخلى عن (قيم) شعبه الاصيله المشبعه بعقيدة الدفاع عن سنن وشروط الله لإستمرار بقاء الكون، وعن مشروع الله في دعم ونصرة أدواته، وهزيمة وإذلال وفضح وكشف ادوات الشيطان، وعن سر الوضوح والدهشه وصرامة القانون الإلهي في الآية الكريمة ( ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله ) ..
صدق الله العظيم (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، اليس اليوم فيدوهات واحاديث الشهيد توفيق طنينه والشهيد الجبري ومحاضرات السيد عبدالملك الحوثي، صورة ناصعة البياض لهذا الكشف الرباني لمن اراد او يريد ان يمكر على سنن الله في التغيير ويدعم بفهلوه او متخفيا أدوات الشيطان، (لا يحيق المكر السيئ الا بأهله)، يا إلهي أين سيذهب هؤلاء من هذا الوعيد الذي نرى اليوم بأم اعيننا كيف انكشف وانفضح وتعرى من مكروا قبلهم..
بالاخير علينا ان نستفيد من هذه الأمور لإيجاد وعي كلي وتعميم قيم كليه وجامعه ومشروع ضامن ومسيطر ومنتصر، نقول انه بمشروع التحرر والسيادة والاستقلال القرآني الذي أخرجه السيد القائد للناس، وبوعي وقيم الشهداء، توفيق وعبدالقوي وكافة الشهداء الأبرار ، إننا نقول لهم وللقائد ايضا ان الشجعان هم من يستشهدون لانهم ممتلئون بالوعي والقيم وبالمشروع ، اما الذين يعرفوا أهمية المشروع ولماذا استشهد هؤلاء العظماء، فإنهم إذا لم يتمكنوا من نقل معرفتهم للناس جميعا فسوف يصاب الكل، صاحب المعرفه والمواطن البسيط، بالجنون والتلوث والزيف ، وسوف تنتصر أدوات الشيطان، لتبقى حياة الباطل والشر مليئة بالمغفلين السعداء والمزيفين الأثرياء والحُكام الأغبياء، حتى يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، يمكنهم ان يديروا مشروع الله..