مشاركة سعوديّة غير مسبوقة في منتدى “السياسة الإسرائيلية” في نيويورك
عمران نت/ 8 اكتوبر 2017م
أعلن منتدى “السياسة الإسرائيلية” في نيويورك عن عقد مؤتمر لـ”أمن الشرق الأوسط”، في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمشاركة الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية الأمير “تركي الفيصل” والكاتب السعودي “نواف العبيد”، في نهاية الشهر الجاري.
وأوضح المنتدى في إعلان منشور المنتدى على الموقع الإلكتروني التابع له أن “الفيصل”، و”العبيد”، إلى جانب جنرالات إسرائيليين متقاعدين، وفي مقدمتهم رئيس الموساد الأسبق “إفراييم هاليفي” حيث سيبحث المشاركون في الندوة برنامج إيران النووي، وعلاقات “إسرائيل” بالدول العربية، والحرب على تنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى القضية الفلسطينية.
ويزعم المنتدى، كما جاء على موقعه، أن “الفريق التابع له يقوم بتطوير الموارد والتعليقات والتحليلات من كبار الخبراء في واشنطن وفي “إسرائيل” من خلال الإحاطات الإعلامية الخاصة والعامّة ومنابر وسائط الإعلام الإلكترونية”
ويضيف الموقع: “توفر شبكة القادة المؤثرة التابعة للفريق الدولي دعما صحيا للجهود الدبلوماسية الأمريكية التي تسعى إلى دفع هدف الدولتين بشكلٍ مسؤول، وضمان أمن “إسرائيل”، وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”“.
ورغم الموقف السعودي الرسمي الذي لا يعلن عن أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي، لكن على الصعيد غير الرسمي شهدت السنوات الأخيرة لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سابقين؛ وصلت إلى حد زيارة “إسرائيل”، وهي أمور لم تكن معهودة في الماضي.
الفيصل..تاريخ حافل بالتطبيع
ففي يناير/ كانون الثاني الماضي، نشرت وزيرة خارجية “إسرائيل” السابقة “تسيبي ليفني”، عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، صورة تجمعها مع الأمير “تركي الفيصل”، خلال تواجدهما معا في المنتدي الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا.
وفي يونيو/حزيران 2016، أجرى الأمير “تركي الفيصل” مناظره مع الجنرال الإسرائيلي (احتياط) “يعقوب أميدرور” مستشار الأمن القومي السابق لحكومة “بنيامين نتنياهو”، نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، حسب شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.
و قال الأمير السعودي حينها: “إسرائيل” لديها سلام مع العالم العربي، وأعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحدي، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية عام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين “إسرائيل” والعالم العربي”.
وأضاف: “التعاون بين الدول العربية و”إسرائيل” لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية و”إسرائيل”، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك”.
وفي فبراير/شباط 2016، وثقت لحظة المصافحة بين الأمير “تركي” عند انتهاء خطاب وزير دفاع الاحتلال “موشيه يعلون”، في نهاية جلسة خاصة بموضوع الشرق الأوسط، والتي تطرق فيه وزير دفاع الاحتلال إلى العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية، وبقية الدول العربية التي ليست لها هناك علاقات دبلوماسية رسمية بينها وبين الاحتلال.
وأكد “يعلون”، حينها، أن لـ”إسرائيل” “قنوات حوار مع الدول العربية السنية المجاورة؛ وهنا أنا لا أتحدث عن مصر والأردن فحسب، بل أيضا عن دول الخليج ودول شمال أفريقيا”، مضيفا: “مع الأسف، ليس هنا ممثلون عن هذه الدول ليسمعوا كلامي”.
وكان الأمير السعودي، جدد في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عرض “مبادرة السلام العربية” التي طرحتها المملكة العربية السعودية على “إسرائيل”، مقابل التطبيع الكامل.
جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة “هآرتس” الإسرائلية، بعد عام من كتابة “الفيصل” مقالا لنفس الصحيفة في 2014، طالب فيه بإقامة السلام بين الدول العربية و”إسرائيل”.
وجاء إجراء هذه المقابلة مع “الفيصل” بعد لقائه في نيويورك، مع وزير المالية الإسرائيلي السابق “يئير لبيد” وزعيم حزب “ييش عتيد” الإسرائيلي، الذي يمثل يمين الوسط.
ومن المفارقة أن “الفيصل”، وافق على مقابلة “لبيد” على الرغم من أنه يتبنى مواقف يمينية لا يمكن على أساسها حل الصراع، وضمن ذلك رفضه أي انسحاب من القدس أو وقف مشاريع التهويد فيها، ناهيك عن دعمه المطلق لضم التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية لـ”إسرائيل”.
يذكر أنه سبق للأمير “الفيصل”، الذي يدير مركز للأبحاث في الرياض حاليا، أن التقى في السنوات الأخيرة بعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق “عاموس يادلين”.
الوقت