“تطوير” مكة يستمر على حساب التراث: السياحة الدينية في رؤية 2030
عمران نت/ 4 اكتوبر 2017م
أعلن صندوق الاستثمارات العامة أنه بصدد تأسيس شركتي “رؤى الحرم المكي” و”رؤى المدينة” بهدف تطوير منطقتي الحرمين الشريفين، لتعزيز السياحة الدينية ضمن “رؤية 2030”.
هبة العبدالله
دمرت السعودية سحر مكة لجني المزيد من المليارات وهي ستواصل فعل ذلك في إطار تنفيذ “رؤية 2030” التي تهدف لرفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لزيارة المسجد الحرام.
وتماشيًا مع ذلك، أعلن صندوق الاستثمارات العامة أنه بصدد تأسيس شركتي “رؤى الحرم المكي” و”رؤى المدينة” وذلك لتطوير منطقتي الحرمين الشريفين والاسهام في رفع الطاقة الاستيعابية لاستضافة الأعداد المتزايدة من الزوار القادمين للمملكة.
ما عاد زائرو مكة القديمة قدم الزمان وأقدس مدن الإسلام يرون تاريخ الإسلام فيها نتيجة أعمال التوسعة والتحديث المعماري المحيطة بها، إذ لم يعد المسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة الموقع المهيمن على المدينة ومحط أنظار المسلمين لكن ما يهيمن على المشهد هو فندق مكة الملكي وبرج ساعته الذي يرتفع إلى علو 1972 قدمًا فوق الأرض.
استبدلت السعودية الجمال التاريخي والثقافي لمكة بتشييد واحد من أطول المباني في العالم الذي يشكل تطورًا ضخمًا لناطحات السحاب ويضم مراكز تسوق فاخرة وفتادق ومطاعم لفاحشي الثراء لا يستفيد منهم الفقراء من المسلمين كما دكت الجبال القديمة الوعرة، واستبدلت بأبنية حديثة وهو ما جعل الكعبة تبدو كقزم أمام الهياكل المحيطة بها وجعل المشهد شبيها لما تجده في ديزني أو لاس فيغاس.
يقول ضياء الدين ساردار، مؤلف كتاب “مكة المدينة المقدسة”، إن حراس المدينة المقدسة والأوصياء عليها، حكام المملكة السعودية، ورجال الدين الوهابيون الذين يمنحونهم الشرعية، يملكون كراهية عميقة لتاريخ المسلمين، إنهم يريدون أن يبدو كل شيء جديداً، وبينما يفعلون ذلك، يوسعون المواقع المقدسة لتستوعب الأعداد المتزايدة من الحجاج.
وفي لغة الأرقام، فإن العدد الرسمي النهائي لحجاج العام الحالي بلغ، بحسب الحكومة السعودية، نحو مليونين و352 ألفاً و122 حاجاً، وبالنسبة إلى العائد الاقتصادي للموسم الحالي للحج فإن نفقات الحجاج هذا العام زادت عن 27 مليار ريال، وكل هذا جناه آل سعود على حساب التاريخ الإسلامي القديم لمكة والمدينة.
نبأ