بعد الهزائم التي تعرض لها … ابن سلمان يعود لورقة حلفائه الخاسرة في لبنان !
عمران نت/ 3 اكتوبر 2017م
حسن سلامة/ العهد الاخباري
طرحت في الأيام الأخيرة تساؤلات كثيرة حول ما تريده السعودية من وراء استدعاء حلفائها في لبنان ومحاولة استخدامهم لمشاريعها التخريبية، ولو تحت ضغط “الرشاوى” المالية، حيث جاءت هذه الاستدعاءات بعد سلسلة من الهزائم والخيبات التي أصابت السياسة السعودية في كل مواقع الصراع على المستوى الإقليمي.
لذا، يعتقد مصدر وزاري متابع أن ما قام به ولي عهد نظام آل سعود محمد بن سلمان من لقاءات مع بعض حلفائه في لبنان، وأرجحية قيام قيادات أخرى من بقايا 14 آذار بزيارة السعودية للقاء ابن سلمان، إنما تندرج ضمن سياق التصعيد غير المسبوق الذي يتبعه ابن سلمان منذ تسلمه هذا الموقع داخل نظامه، انطلاقا من اعتبارين أساسين هما:
ـ ضمان دعم الإدارة الاميركية لكل ما يقوم به من خطوات لرفع سياسة التوتير المذهبي والطائفي، بعد إرضاء “سيده الاميركي” بدفع ما يقارب الـ 500 مليار دولار، ثمنا للدفاع عن نظام القمع والعدوان في السعودية والاستمرار في حمايته من غضب شعبه.
ـ التناغم الواضح بين عائلة آل سعود وكيان العدو الاسرائيلي، حيث اصبحت الاتصالات والتنسيق ظاهرة للعلن، وجاء كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمام الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا لتؤكد على هذا التحالف بين العدو ونظام آل سعود، حيث اعتبر الجبير انه “لم يعد جائزا استمرار العداء مع كيان العدو”.
ومن هذا المنطلق، يقول المصدر إن ابن سلمان لم يتعظ من الهزائم التي تعرض لها نظام آل سعود، بل انه يستخدم الدعم والرضى الأميركي والتنسيق مع العدو في محاولة لتحقيق بعض المكاسب التي تخوله من أن يكون له دورٌ في غير ساحة عربية واقليمية، ولهذا يندرج التعنت والمكابرة من جانب هذا النظام رغم كل ما اصيب به من نكسات كبرى في غير ساحة على المستويين العربي والاقليمي من خلال:
1 ـ رغم صمود الشعب اليمني ومقاومته في مواجهة العدوان السعودي، ما زال هذا النظام مصرا على الاستمرار في العدوان علّه يتمكن من تحقيق إنجاز ولو بسيط من حرب التدمير والقتل المستمرة ضد الشعب اليمني.
2 ـ رغم ما أصاب هذا النظام من هزائم ونكسات في سوريا لا زال مصرا على استمرار نزيف الدم من خلال الشعارات التي يرفعها ضد الدولة السورية ونظامها، ومن خلال استمرار الدعم للمجموعات الارهابية ولما يسمى ” ائتلاف الرياض”
3 ـ الاصرار على العداء ضد الجمهورية الاسلامية في ايران ومحاولة تحويل هذا الصراع الى صراع طائفي ومذهبي خدمة لكيان العدو الاسرائيلي. إضافة إلى محاولة إرضاء الاميركي بكل ما يطلبه من أجل إلغاء الاتفاق النووي، على الرغم من ان هذا النظام لم يجن سوى الخيبات من وراء كل هذه المحاولات.
4 ـ ان ما اصاب سياسته في لبنان من انتكاسات وما أصاب حلفاءه من خيبات جراء ما يحققه محور المقاومة من انتصارات، يحاول نظام ال سعود عبر ابن سلمان استخدام الساحة اللبنانية في سياق مشروع التصعيد المذهبي والطائفي الذي يسلكه على المستوى الاقليمي، وبالتالي محاولته اثارة “الغبار” ليس فقط ضد حزب الله بل ضدَّ رئيس الجمهورية ومعه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على خلفية مواقفهما من المقاومة ومحاربة الارهاب والتأكيد على مواجهة اطماع العدو الاسرائيلي، وايضا الدفع لفتح حوار مع سوريا يشكل منطلقا لعودة النازحين، حتى ان المصدر الوزاري يرى في الدعوات السعودية تعبيرا عن انزعاج محمد بن سلمان من سياسة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري التي تعتمد العقلانية في التعاطي مع عدد من الملفات اللبنانية والاقليمية.
لهذا كله، يؤكد المصدر ان آل سعود عبر ابن سلمان يدفعون باتجاه إبقاء نزيف الدم في اليمن وسوريا وفتح حرب جديدة في العراق من خلال دعم انفصال نظام كردستان ـ العراق عن بلده وصولا الى محاولة توتير الوضع في لبنان من خلال دفع حلفائه لإثارة حملات التصعيد ضد حزب الله والعهد، لعلهم بذلك يحققون بعض “الاوراق” التي تمكنهم من تخفيف الخسائر التي تعرضوا ويتعرضون لها في كل ساحات الصراع التي يصّرون على التصعيد فيها، دون نسيان رهان هذا النظام على قيام كيان العدو بعدوان ضد لبنان او المقاومة في فلسطين مع الاستعداد لتمويل هذه الحروب الاعتداءات.