الحُسين ظاهرة كونية و قيمة إنسانية عالمية

عمران نت/ 30 سبتمبر 2017م
الإمام الحُسين -عليه السلام- مدرسة مفتوحة الأبواب على مر الأزمان؛ لأنه مدرسة الإنسانية، مدرسة الرحمة، مدرسة الأمان والتراحم والاخوه الصادقة، بل هو مدرسة الحق لكل زمان ومكان..
وهو قيمة إنسانية عالمية ليست حكرا ًعلى الإسلام فكما كان جده رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رحمة للعالمين فهو كان قيمة إنسانية عظيمة يتعلم من كل إنسان سواء كان مسلم أم غير مسلم، إن أراد أن يعرف الإسلام الحقيقي فليعرف الحُسين بن علي -عليهما السلام- فهو شمعة الإسلام التي احترقت لتضيء للعالم نور الهداية، وهو ضمير كل الأديان السماوية، وهو قيمة إنسانية عظيمة فحقا ًأن الحُسين -عليه السلام- هو ظاهرة كونية عظيمة عرفها الأحرار، ومدرسة مفتوحة تعلموا منها حتى وإن لم يكونوا مسلمين هذه حقيقية فالرئيس الهندي “غاندي” قال كلمته الشهيرة في الإمام الحُسين -عليه السلام- مع أن الكثير والكثير من المسلمين جهلوا وتعاموا عنه فقد قال غاندي : ” تعلمت من الحُسين كيف أكون مظلوما ًفأنتصر “
وكذلك قال: “لقد دققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحُسين” .
لقد عرفه الغرب وتأثروا به وأقتدوا به في ثوراتهم ضد كل ظلم وانتصارا لكل مظلوم؛ لأنه ظاهرة كونية ضد الظلم والفساد والجبروت على مدى الأزمان..
الإمام الحُسين -عليه السلام- خرج لتصحيح مسار الأمة التي انحرفت نتيجة فئة ضالة حرفت مسار الرسالة، فكان لابد من خروجه ومن ثورته بوجه الظالم الطاغية يزيد فلولا ثورة الحُسين لأجهز الأمويون على الإسلام، فلم يحارب الإمام الحُسين -عليه السلام- من أجل أهداف دنيوية وإنما خرج للاصلاح كما قال:” إني لم أخرج أشّرا ًولابطرا ًولامفسدا ًولاظالما ًوإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي “..
وفعلا ًرُغم مظلوميته العظيمة هو وأهل بيته إلاّ أن ثورته حققت هدفين مهمين الأول هو: إنه أوضح للعالم مظلوميته وومظلومية أهل بيته وأحقيتهم في استلام إدارة الأمة الإسلامية لأنه كمال للدين وإتمام للنعمة، فحادثة غدير خم معروفة ومتواترة ولاينكرها إلاّجاحد أوكافر.. والثانية: إنه فضح زيف حكم بني أمية وحقدهم الدفين على الإسلام ورسول الله الذي تجلى في آل البيت عليهم السلام.
لكل عصر حُسين وكربلاء ويزيد الطاغية، فكان الحُسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- حُسين العصر، واليمن كلها كربلاء، وسلمان يزيد العصر..
وكما انتصر الدم على السيف انتصر دم الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه على كل أسلحتهم فكان مدرسة كجده الحُسين، بنى رجال أشداء يعشقون الشهادة ولايخافون أي طاغية ولايقبلون الظلم والذل أبدا ً..
فسلام الله على حُسين مران وحُسين كربلاء وعلى جدهما الأعظم، وعلى مدرستهما العظيمتان، وثورتهما التي هي ثورة في وجه كل طاغية أو عدوان، ونصر لكل من كان شعاره هيهات منا الذلة.

وفــ✍ــاء الكبســي

 

مقالات ذات صلة