لن ترى الدنيا على ارضي وصيا
عمران نت/ 29 سبتمبر 2017م
كان من ابرز الأبيات الشعرية التي نظمها الشاعر الكبير عبد الله عبد الوهاب نعمان ولحنها الفنان الكبير أيوب طارش التي وردت في النشيد الوطني هذا الشطر الذي يقول (( لن ترى الدنيا على ارضي وصيا )) ولا يزال هذا النشيد يردد الى اليوم وسيبقى ما بقي الدهر لأنه مطلب الشعب اليمني الذي يسعى للحرية والاستقلال والكرمة وليس فقط كلمات قصيدة مات شاعرها أو مجرد الحان يتم ترديدها في الصباح في المدرسة أو عند الاحتفال بمناسبة وطنية أو عند بدء البث الإذاعي والتلفزيوني لوسائل الإعلام اليمنية ليس الأمر كذلك انه مطلب شعبي يمني نحن في أمس الحاجة إليه اليوم في ظل الظروف التي يمر بها شعبنا..
وفي شهر الثورة والتغيير شهر سبتمبر المجيد الذي يعتبر مرحلة زمنية هامة في تاريخ الشعب اليمني منذ اندلاع ثورة ال 26 من سبتمبر قبل خمسة وخمسين عاماً إلى اندلاع ثورة ال 21 من سبتمبر في عام 2014 لا تزال الثورة مستمرة ولا يزال الشعب اليمني يسعى لتحقيق أهداف هاتين الثورتين التي أهمها وأبرزها الحرية والاستقلال. وبما اننا اليوم نعيش ذكرى ثورتين تم احياؤها والاحتفال بها من قبل الشعب الثائر العظيم فهذا يعني أن الشعب لم يصل إلى أهدافه بعد وأن مطالبه التي يسعى الى تحقيقها لا بد أن تتحقق مهما طال الزمان ومهما تكالب علينا الأعداء ومهما حاولوا ان يسلبونا حريتنا وكرامتنا فلن نتخلى عن حقنا مهما كان الثمن..
وبما ان الشعب اليمني اليوم يواجه عدواناً عالمياً أمريكياً سعودياً إماراتياً فإننا مضطرون بل معنيون كواجب شرعي ووطني بالدفاع عن أنفسنا وعن وطننا الذي يسعى العدوان إلى احتلاله واستعباد أهله وسلبهم حريتهم ونحن اليوم معنيون بتطبيق ما ورد في النشيد الوطني على ارض الواقع وليس مجرد كلام يردد لن نغفر لأنفسنا ان نرى على ارض وطننا أي وصي وأي مستعمر وأي محتل أجنبي يريد ان يحتل اليمن ويستعبد أهله وقد قطعنا شوطاً كبيراً في مواجهة العدوان على مدى عامين ونصف ولا نزال مستمرين وسنبقى حتى يتحقق حلمنا الذي نصبو إليه وهو الحرية والاستقلال..
ولن يتحقق حلمنا ولن نصل الى غايتنا إلاّ بالمزيد من التضحيات والجهاد والعمل والثورة المستمرة في مواجهة العدوان وهذا ما يعمل عليه رجال الجيش واللجان الشعبية وما يسعى إليه الشعب الصامد الذي لن يستطيع أحد ان يفيهم حقهم من المدح والثناء على ما بذلوه في سبيل الله وفي سبيل الوطن والشعب من تضحيات وعطاء وقوافل غذائية وصمود وثبات في مواجهة العدوان الظالم ولم يتبق الا القليل حتى نصل جميعاً الى قمة النصر والعزة والكرمة..
وعندما نحتفل ونحيي ذكرى الثورات التي قام بها الشعب ضد الفساد والوصاية والطغيان فهذا يعتبر بمثابة تجديد العهد لشهداء تلك الثورات ولمبادئهم وللأهداف التي ثاروا من اجلها أن نبقى متمسكين وعاملين وساعين إليها وإلى تحقيقها مهما طال الزمان ومهما كانت قوة العدو ومهما انطلق البعض من الخونة والمرتزقة والعملاء لخيانة الشعب والتحالف مع العدو ضد الوطن والشعب فإن شعارنا الوحيد هو: الثورة مستمرة، من منطلق ( لن ترى الدنيا على ارضي وصيا ).
✍ زيد البعوه