#السعودية و #الإمارات ليستا في أمان
عمران نت/ 16 سبتمبر 2017م
وضع قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، المواجَهةَ مع قوى العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، في مسارٍ جديدٍ ووفقَ معادلة جديدة، لقوى العدوان فيها ما تجهّزه من تصعيد عسكري في نهم وصرواح والساحل الغربي، ولليمن واليمنيين رَدُّ الفعل ولكن بآليات جديدة، عمادُها القوة البشرية وصداها يضع كُلّ الأهداف في السعودية في مرمى الصواريخ اليمنية في وقت فُتِحَت الأجواء فوق المملكة للطائرات اليمنية بدون طيار وعمّا قريب ستباشر القصف مقابل القصف، أما الإماراتُ التي انخرطت في العدوان والحصار من خارج المبررات والتوقعات، فقد أصبحت وفق ما أعلنه قائدُ الثورة، بلداّ غيرَ آمن بعد اليوم، وعلى الشركات الكبرى أن تضعَ ذلك في حُسبانها، والدليل تجربة صاروخية نجحت بمطاولة أرض إمارة أبو ظبي التي جرت بقية الإمارات لفخ العدوان على اليمن.
وكما كان منذ بدء العدوان على اليمن قبل أكثر من عامين ونصف عام، لكل مرحلة أدواتها وأسلحتها وأُسْلُوْبها وخطابها الذي يرتب مساراتها ويوضح ما كان مبهماً منها، من هذا المنطلق أطل قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي أمس الخميس في خطاب أكدت مضامينه بشكل تلقائي أنه خطابُ المرحلة القادمة، إلى جانب أنه زَفَّ البشاراتِ الصاروخية والجوية والبحرية للشعب اليمني ووضع على عواتقهم مسؤوليةَ توحيد الجهود لمواجهة العدوان، وأول تلك المسؤوليات رفد الجبهات بالأبطال الرجال إلى جانب من سبقوهم وأذاقوا تحالف العدوان العشري صنوف الهزائم والهوائل.
اليمنُ في خريطة المنطقة
لأن اليمنَ جزءٌ من كُلٍّ؛ ولأن المشروع الأمريكي هو كُلّ صور الاستهداف للدول العربية والمنطقة، فإن هذه العلاقة أَوْ الانطلاقة كانت ثابتةً وحاضرة في كُلّ خطابات قائد الثورة، وحضرت في خطابه أمس ليس من باب التكرار وإنما من باب التأكيد على ما قيل في السابق بأدلة من تطورات الحاضر. وفقاً لخطاب القائد، فإن المشروع الأمريكي هو المحرك الأول لكل الأحداث في المنطقة؛ باعتبار أن إسرائيل ومصالحها هي في موقع صدارة من ذلك المشروع، الذي قسَّمَ المنطقة بين دول وجماعات اختارت مواجهة هذا المشروع انتصاراً لدينها وأرضها ووطنيتها، ودول وجماعات رضخت لهذا المشروع وتحولت لأداة من أدواته، منها أيضاً دول أَوْ أنظمة ذات طموحات سلطوية لكنها دون مشروع فاختارت المضي في الفلك الأمريكي طمعاً في أن تسلم منه وأن يحقق لها رغبتها في الهيمنة على مستوى الإقليم، وهنا يحضر النظامان السعودي والإماراتي رأس أدوات المشروع الأمريكي في العدوان غير المباشر على سوريا والعراق ولبنان وليبيا والعدوان المباشر على اليمن.
وفي هذا السياق رأى القائد أنه كان بإمكان السعودية والإمارات أن يكون لهما حضورٌ محترمٌ ومشرِّفٌ في اليمن في إطار الأهداف النبيلة والاحترام المتبادل، حيث يقول قائد الثورة إنه “لو انتهج النظامان السعودي والإماراتي الحضورَ البنّاء والإيْجَابي لما وصلوا إلى ما هم عليه”، إلا أن تورطَهما في المشروع الأمريكي وحماقتهما الصحراوية قادتهما للغرق في اليمن والإيغال في دماء اليمنيين دون حق أَوْ مبرر خدمة لذلك المشروع الأمريكي وطموحهما غير المشروع في الاعتداء على الآخرين.
هذه الحماقة وخَاصَّة السعودية وفقَ ما يقدمُها قائدُ الثورة طالت بلداناً عربية متعددة والآن، تطال الشعبَ السعودي ذاته، ففي القطيف مثال وفي نجران مثال آخر، وما الاحتقان الكبير في أوساط الشعب السعودي إلا دليل يعبر عنه من خلال دعوات واسعة لما أطلق عليه “حراك 15 سبتمبر” لم يجد قائد الثورة أمامه سوى إعلان التأييد والتضامن مع كُلّ الشعب السعودي الذي يتأذى من سياسة النظام ويفسد علاقته بإخوانه من الشعوب العربية على رأسها الشعب اليمني.
وكما إن المشروع الأمريكي واضح وظاهر الأهداف فإن تراجعه بات أوضحَ في سوريا والعراق ولبنان، كما أكد قائد الثورة بقوله إن “الصمود في سوريا والعراق ولبنان وصمود شعبنا العظيم سبب في تراجع المشروع الأمريكي”، حيث انكسر الأمريكي ومعه السعودي والإماراتي بفضل تحرك الشعوب في تلك البلدان مستفيدة مما قدمه الشعب اليمني من تضحيات أغرق بها هذا المثلث في اليمن جعلته ينشغل بشكل رئيسي ليؤدي في نهاية المطاف لانتصار السوريين والعراقيين واللبنانيين حكومات وشعوب، وهو ما يؤكد رؤية قائد الثورة لما يحدث في اليمن باعتباره حلقةً من سلسلة طويلة تطال دول المنطقة.
المواجهة.. تضحية تسبق الانتصار
تحدث قائد الثورة عن المسار العسكري الجديد وفقاً للفعل ورد الفعل وبين ذلك يوضح المطلوب ويحدد المسؤوليات لجعل رد الفعل الوطني في المستوى المطلوب، فالفعل هنا دولٌ تعتدي على اليمن منذ أكثر من عامين ونصف عام، تخطط للتصعيد لعدة أسباب من بينها تعويضُ هزائمها في سوريا والعراق ولبنان، ولأن الشعب اليمن ساهم في انتصار ذلك
المحور فإن عليه ألا يسمحَ بانتصار العدو في أرض اليمن، أما المستجَدُ في الفعل فهو مُخَطّط للتصعيد العسكري من قبل دول العدوان بشكل رئيسي في نهم وصرواح والساحل الغربي، فيما يلفت قائد الثورة لوجود 40 جبهة متحركة للمواجهة مع العدوان، وفي نفس الوقت يذكّر أن اليمنيين نجحوا بإفشال مئات الزحوفات الكبيرة وهم قادرين على إفشال القادم منها لكن المطلوب هو رفد الجبهات بالرجال وفتح أبواب التجنيد الرسمي وإحلال المقبلين على ذلك مكان من انضموا للعدوان من صفوف الجيش ومكان من اختاروا الجلوس في البيوت عندما احتاج إليهم الوطن الذي قدم لهم الكثير ولم يردوا الجميل ناهيك عن القيام بالواجب.
البشاراتُ والمفاجآت
كان واضحاً في خطاب القائد أن إعداد العدة للمواجهة بدأ قبل وقت طويل، فالعين ليست غافلة عمّا يخطط له العدوان، ولكن هذه المرة ستكونُ المفاجآت غير مسبوقة والبشارات تشرح صدور اليمنيين وتقلق الأعداء.
سلسلةُ البشارات والمفاجآت في خطاب القائد بدأت بقوله إنه “القوة الصاروخية تمكنت من إنجاز مرحلة ما بعد الرياض، ولا زالت المسارات وخطوط الإنتاج تتنامى”، أما النظام الإماراتي الذي ظن أنه حر في تنفيذ المشاريع الأمريكية واحتلال الأراضي اليمنية وارتكاب الجرائم الداعشية بحق اليمنيين، وأن “ثيابه” بعيدة عن مصدر الحرائق، فقد صعقه قائد الثورة بقوله إن “الإمارات باتت في مرمى صواريخنا” ليس ذلك وحسب بل بدأت الخطوات العملية يعلن عنها قائد الثورة قائلاً “القوة الصاروخية قامت بتجربة صاروخية ناجحة إلى أبو ظبي”.
وفيما تقاسم الطيران السعودي والإماراتي قصف البنية التحتية وتدمير المصانع والطرق والجسور، فإن ظنونهما أخطأت حين ظنت أنها لن تكتوي بالنار ذاتها، فالنظام الإماراتي لا شك مطلقاً في أن عبارة قائد الثورة ترن في أذنيه الآن، عندما قال السيد القائد إن “على كُلّ الشركات في الإمارات ألّا تنظر للإمارات بلداً آمناً بعد اليوم” وربما أيضاً على الإمارات أن تعرف أن نظامها بنى دولة من زجاج. أما من كان يفترض به أن يحسن جوار اليمن فحمل راية العدوان عليه فإنه أيضاً أمام مرحلة سيعرف فيها حجم الخطأ الذي ارتكبه، وألا يشك النظامُ السعودي بحتمية الجزاء.
هنا يكشف قائد الثورة الجديد في المعادلة بقوله “نعمل على تطوير قدراتنا الصاروخية للوصول إلى أي هدف في السعودية والإمارات”، وعلى المعتدين أن ينتظروا القادم من قول القائد “لدينا طائرات بدون طيار حلقت مئات الكيلومترات داخل المملكة، وقريباً إن شاء الله تبدأ عملها في القصف” وأن يتذكر ما يذكره قائد الثورة أن “الصاروخ الذي وصل ينبع في السعودية لم تعترضه صواريخ الباتريوت، وهناك تفوق على ما لدى العدو من إمكانات” أما إذا كان نظام الأعراب يعتقد أننا نواجه إنجازاته العسكرية فهو مخطئ، وهو ما حرص قائد الثورة على تذكيره بأننا “نواجه التقنية الأمريكية في أحدث ما وصلت إليه، وليس مواجهة تقنيات السعودية وأعراب الإمارات”.
وفيما كشف القائد عن أسلحة تصنع التوازن في القوة، فإنه يكشف مسعى اليمنيين لسلب العدو بعض أوراقها عندما قال إن “لدينا جهوداً لتطوير منظومات الدفاع الجوي للتصدي للطائرات الأمريكية الحديثة”.
الحديدة تفتحُ بابَ الجحيم
من واقع الاطلاع على الميدان ومراقبة التحركات يكشف قائد الثورة عن مُخَطّط للعدوان باتجاه الحديدة ومينائها، وهنا لا يجب على أحد أن يقنع دول العدوان بالتفكير بما يقوله قائد الثورة، فالتجارب السابقة مقنعة، ومن ظن أن الحديدة لقمة سائغة فليسمع قول القائد بأنه “في المسار البحري بات لدينا قدرات بحرية يمكنها أن تصل إلى الموانئ السعودي والضفة الأخرى من البحر الأحمر”.
ولأن اليمني لم يكن مصدر تهديد لأحد بل يدافع عن أرضه وعرضه ووجوده كمعادلة أَخْلَاقية يعبر عنها القائد في سياق الحديث عن الحديدة بقوله إن “القوة البحرية اليمنية لا تشكل أي تهديد للملاحة الدولية” لكن “إذا أرادوا أن تسلم سفنهم النفطية فعليهم ألا يقدموا على غزو الحديدة” بحسب قول القائد. مجدداً على النظام السعودي أن يعرف أن مساعيه لتشديد الحصار على اليمن وخنق اليمنيين ستقابل بهذا الرد الذي يكشف عنه القائد بأن “المنشآت النفطية السعودية من اليوم باتت في مرمى صواريخنا”.
الجمهورية في مواجهة العدوان
في المحور الأخير من خطاب المرحلة الذي ألقاه السيد عبدالملك الحوثي قائد الثورة، وبعد جهود معلنة لجهود سابقة، ركز على ضرورة الحفاظ على الجبهة الداخلية ووحدة الصف مؤكداً أن “أي طرف يتجه نحو الداخل يرتكب حماقة وخيانة وخدمة مجانية للعدوان” وأن “مصلحة الجميع في اليمن في التفاهم والتعاون وتظافر الجهود ضد العدوان”.
ولأن الاختلالات يجب الاعتراف بها ولكن لا يجب السماح بالدفع بها نحو النيل من وحدة الصف، يتضح حرص القيادة على التوحد ويؤكد ذلك القائد بقوله إن “هناك حرصاً من عقلاء أنصار الله والمؤتمر على معالجة الأمور بالحسنى”، مباركاً “كل المساعي التي تسعى لوحدة الصف والت
فاهم”، ومحذراً في ذات الوقت “من المستهترين وأصحاب العقد والارتباطات الخارجية”.
ولأن الأقاويل المغرضة كثرت واتخذت من العناوين الوطنية منطلقاً للخلافات وهي قابعة في أحضان العدو والرجعية والديكتاتورية؛ ولأن الجمهورية لمن يحميها ويدافع عنها، يؤكد قائد الثورة أن “تحرك الشعب في الـ21 سبتمبر كان تحركا معبرا عن كُلّ الشعب، وعن إرادة شعبية في مواجهة الوصاية الخارجية” وأن “إحياء ذكرى ثورة 21 سبتمبر إعلان لصمود شعبنا ووحدته في وجه العدوان”.
إن أنصار الله في طليعة من يدافع عن النظام الجمهوري، أقسموا على حمايته في قبة البرلمان عندما نال عضويته الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وأقسم عليه رئيس الجمهورية صالح الصماد ووزراء أنصار الله بحكومة الإنقاذ، فإن من حملوا عنوان الدفاع عن الجمهورية هم اليوم في أرض الملكية الديكتاتورية في الرياض وأبوظبي ومن يرفع هذا الشعار الزائف اليوم للنيل من أنصار الله حتماً سيكشف زيفهم.
ويؤكد قائد الثورة أن “أنصار الله لم يأتوا لفرض نظام ملكي في اليمن وهذا غير وارد في أدبياتهم الثقافية والسياسية ولا فيما قدّم في مؤتمر الحوار”. أخيراً على المزايدين المرتزقة في الرياض وأبوظبي أن يخرسوا لأنهم لن يجرؤوا على إحياء ذكرى الجمهورية في أرض المملكة التي حاربتها أما قائد الثورة، فيختم خطابَه بالقول: “ألفت نظَرَ أَبْنَاء شعبنا العزيز إلى التفاعل مع إحياء كُلّ من ذكرى الـ21 من سبتمبر والـ26 من سبتمبر”.
✍إبراهيم السراجي