رب ثورة نافعة

عمران نت/13 سبتمبر 2017
بالرغم من الحرب الضروس والتي سبقتها سناريوهات مشابهة لما حدث في دول الأخرى كبغداد وسوريا وليبا والبحرين من اضطهاد وقمع ونشر الفتنة وإبادة عرقية وتفكيك النسيج الإجتماعي بكل الواسائل الخبيثة والمتكررة والتي نجحت في دول أخرى لكن……
اليمن كان غير كل تلك الدول اليمن برجالها وبأخلاقهم وعروبتهم الإصيلة اثبتت انها الاعتى والأقوى الأجلد امام كل التيارات الثورات لا تنطلق شرارتها من فراغ بل من كبت ومن عزة تأبئ الأستعباد ….قلناها اكثر من مرة الثورات تزعج كل متنعم بالخير لأنه ذاق طعم العسل ويصعب عليه ان يعيش في غير نمط الطراوة الذي اعتاده فلذا نجد قاديحن للثورة المجيدة ٢١ سبتمبر التي قامت لإجل عزة وكرامة اهل اليمن ولا سيما المغبونين منهم …نسترجع التاريخ الذي صعد به اناس على هرم من جثث واشلاء المظلومين ..انه سلم السلطة الذي تلطخ بالدماء ونجد من يبرر استباحة تلك الدماء بقولهم خونة وقولهم مجهول وغيره ذلك من تراهات لا تنطبق والعقل ….
اليوم ومن تحت حمم الصواريخ نجد ان اهل اليمن جعلوا من هذه الحرب حافز للقيام من تعثرهم بعد تكالب كل الدول وتضييق الخناق علينا والدمار والحصار …نجدهم شعب فاق اساطير البطولات في الصمود وفي البسالة شعب فاق كل الاعتبارات والرهانات الخاسرة والتخطيط الدقيق والتكنلوجيا المتقدمة ..اليوم اليمن ينافس في صناعة الإسلحة ويهتم ويشجع الجبهة الزاعية لاننا قوم نأكل مما نزرع وبإذن الله سنلبس مما نصنع بإذن الله

انجازات عظيمة تحققت من بعد هذه الحرب فرب ضارة نافعة اخرج على أثر هذه الثورة الفساد والمفسدين ممن ذاقوا شهد العسل وأكلوا بملاعق من ذهب ويريدون دوام تلك النعمة التي لم تدم على ملوك وسلاطين الأزمان الغابرة ..
الثورة لها اهدافها ولها تضحياتها ولها دروسها ..والثورة بركان يتأجج وما يلبث ان يهداء حتى تتحقق تلك الأهداف السامية التي يسعى لها كل حر شريف
.. ….

لايخفى علينا ان اليمن كانت ولاتزال حديقة خلفية لمعظم الدول الإقليمية والتي تجعل من اليمن تربة خصبة لإمريكا في زرع احقادها واطماعها …
منذ ثورة٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ كانت اليمن في سلسلة من حلقات متصلة تسيرها قوى إقليمية من تحت الطاولة حرصت بدورها على التغلغل في ارض اليمن وغرس جذور لها في اوساط المشائخ والنافذين فصارت تغدق عليهم بالأموال والتي كان البعض لسذاجتهم يضنوها لسواد اعينهم فكانت تلك الاموال بمثابة شراء الذمم والولاءت ليكون لهم يد حاكمة آمرة ناهية في شئون دولتنا ولكن….
من تحت الطاولة وتحولت بذلك دولتنا الى اقطاعيات لذوي رؤوس الاموال الممولين وكان المواطن المسكين يعيش التناقضات بسبب ذاك المخطط الدنيئ فكان الفقر له بالمرصاد والذي جعل منه عقل مشلول فقط يفكر في كيفية توفير اللقمة تارك حبل شؤون الدولة على الغارب لأهلها وناسها لتلك اليد الغير امينة!!
في مرحلة ثورات ما سمي بالربيع العربي عام ٢٠١١ نجد اليوم قد انهكت في صراعات داخلية وحروب مضنية طالت ارض صعدة ولكنها انتهت بالفشل رغم الحشد والتحشد الكثيف من فئة باغية حارب فكر نير خوف من انتشاره واليوم بحمد الله انتشر رغم كل الصعاب وهذا ما يؤكد عمق صدقه واساسه المتين …
في بداية الثورات للشباب في صنعاء بداء انصار الله مزاولة حقوقهم المهدورة والمضدهدة لعدة اعوام خلت فكان شأنهم شآن اي مواطن شريف يبحث عن سبل الحرية والشرف والعزة فكان وجودهم بمثابة نواة للثورة حيث وقد عانوا الكثير من الظلم …
حيث كانت الاحوال تزداد سوء من جديد من تحت تلك الطاولة القديمة التي من تحتها تحاك المكائد للبلاد والعباد كانت ما تسمى بالمبادرة الخليجية تعمل تحت تلك الطاولة لتقاسم السلطة مع من لا زالوا يحكمون انذاك …كان الاخوان يجدون انفسهم بعيدين عن المشهد في حين تلك المبادرة اللعينة الخليجية تهدف لتسليمهم السلطة بشكل متدرج ..
كانت امريكا تحس بهذا الأضطراب الذي لم يكن في صالحها كما جرت العادة فسعت لأثبات وجودها وحضورها عسكريا لكنها تفتقد الاسباب والتي وجدت انه لابد من خلقها ليكون دخولها عسكريا له مسمى ..ولذلك فالفوضى المنتشرة هي هدف ستععى إليه كي يفسح المجال وتتهياء الاسباب لدخولها ورائسها مرفوع دون خجل من تبجحها كان لها ايادي خبئثة كانت معينة لخلق تلك الفوضى المراد بها وتذرعت بالقاعدة اولا على انها الحامي والحارس فصارت طائراتها تسرح وتمرح في سماء بلادي وهيئت اجواء مناسبة لغرس قواعد عسكرية تكون الدرع الواقي لها …

في ثلاثة اعوام كانت اليمن تتعرض لما يشابه المد والجزر سلطة التقاسم والمحاصصة وكانت تسير الامور إلي حال اسوء من ذي قبل واستمرت كذلك حتى ١٢ سبتمبر وكان مسارها ينبئ بما حدث في دول منهارة اخرى …
بدأت بالاغتيلات واقرار الجرع انعدام الغاز والكهرباء وبعدها تواترت حدة المجريات وسادت الفوضى من تفجيرات في المساجد والكليات وفي العرضي وغيره وغيرة من اضطراب امني وفلاتان غير مسبوق …فكان اساس البلد ينهار تدريجيا وكانت السيادة اليمنية تنتهك من عدة اشكال من تدخلات خارجية وداخلية
فصارت القصة مكتملة
وكان تلك الطاولة يفوح من تحتها ريح نتن وسم يطال الشعب اليمني فيصيبه بأذى
وبعد ان قرر احرار اليمن قلب تلك الطاولة وفعلا تم لهم ذلك ….
تكالبت علينا كل الكلاب الناهشة المسعورة واليوم تقصفنا بالصواريخ والمشهد يحكي صمود اهل اليمن وجسارتهم امام كل تلك القوى الشرسة وقصة كرامة وآنفة ولدت غضب شعب حر تحول لثورة عارمة
انها ثورة دفع في سبيلها الغالي والثمين من دماء الأحرار الشرفاء الذي سنواصل دربهم الشهم الكريم إلى ان نحيا بعز وكرامة ستنجلي الغمة حتما يا بلادي ستنجلي فلا قادح او مادح سيحدد متى تنتهي هذه الحرب فالله وحده من يمدنا بالصبر وهو من سيمدنا بالنصر ورب ضارة نافعة فتعلموا يا ذوي الألباب من محطات هذه الثورة واستخلصوا الفائدة وتلمسوا كيف ان العالم يرانا بعين الإكبار والتبجيل فنحن سيل جرار يجترف كل ما يقف عقبة في طريقه …وسلوا التاريخ عنا
(ورب ثورة نافعة.)

✍ عفاف محمد

 

مقالات ذات صلة