في يوم الولاية حديث السياسيين عن وهم الديمقراطية
عمران نت/ 10 سبتمبر 2017م
في ذكرى ولاية الإمام علي عليه السلام كثر حديث السياسين عن الديموقراطية وهم لايعنون بذلك مطلقا الديموقراطية كأساس للحكم يحكم من خلاله الشعب نفسه بنفسه عبر انتخابات حرة ونزيهة في اطار تعددية سياسية وحزبية في ظل تنافس متكافئ الفرص ينتج عنه سلطة تحافظ على السيادة والاستقلال وتصون الحقوق والحريات ويسودها النظام والقانون الذي يتساوى امامه الجميع ، تكون صورة الحكم فيها اما رئاسية أو نيابية .
عندما تحدثوا عن الديمقراطية إنما يعنون مسماها الذي استوردوه من أمريكا و الغرب استرضاءا لهم وقربان ولاء واتباع يضمن تحسين صورتهم القبيحة امامهم ، مستبعدين في نواياهم تماما إمكانية الاستفادة من إيجابياتها الكثيرة في سبيل خدمة الشعوب وبناء الدول وضمان الحرية والسيادة والاستقلال .
تحدثوا عن ديمقراطية فصلوها على مقاسات اهوائهم واختاروا لها اللون الذي يفتح شهياتهم للفساد وبتصاميم تتوافق مع نزعاتهم الاستبدادية وخاطوها بخيط المنفعة والمصلحة ، وتخدير الشعوب المظلومة والمقهورة والمغلوبة على امرها بشعارات جوفاء ودراسات وخطط ورؤى عمياء لم يلمسوا يوما واحدا تحقق اي شيئ منها .
ديمقراطية يحكم فيها الفرد الواحد لعقود متتالية ، يحظى فيها كل أقاربه حتى اسفل الدركات ومقربيه في كل الهوايات بفرص العمل في أهم وأقوى مفاصل الدولة دون أي اعتبار لمفاضلة الكفاءة والمؤهلات والخبرة ويتحكم فيها حزبه الواحد بكل امكانيات الدولة وجميع مقدرات البلاد التي يخوض بها انتخابات لم تكن يوما حرة ولانزيهة ، يضمن فيها أغلبية ثم أغلبية مريحة ثم اغلبية مطلقة .
ديموقراطية بتعددية حزبية هزيلة ظلت أغلب الاحزاب المعارضة فيها مشاركة في الحكم أو في مغانم الحكم ورغم ذلك لم تشهد ولم تقر على مدى كل الدورات الانتخابية ولو حتى مرة واحدة بنزاهة وحرية الانتخابات وأيضا لم تتخذ اي موقف عملي للتعبير عن موقفها من النتائج ولطالما كانت ترضخ للابتزاز من داخلها قبل النظام من اجل الاحتفاظ بتلك النسبة من المغانم .
ديموقراطية اختزلوها في الوعي الجمعي للشعوب بالسماح للعامة قول مايشاؤون وانتقاد بل وحتى سب الحكام في المقايل ووسائل النقل والاماكن العامة بالاضافة الى الأقلام المحتواه في اطار الاجهزة الامنية التي تستخدم لجس نبض الشارع او تفريغ مشاعر الكبت عند العامة كوقاية من حدوث الانفجار فكانت ديموقراطية قولوا ما شئتم وسنحكم كيفما شئنا ، وأما الأقلام التي كانت حرة وغيرمرعية من النظام او الاحزاب وثيقة الارتباط نفعيا بالنظام والغير ممولة من الخارج فقد عانت الامرين تجويعا وتشويها وتقييدا للحرية وحرمانا من ابسط حقوق المواطنة واختطافا واخيرا اغتيالا .
ديموقراطية بدساتير مرنة لايستغرق تعديلها وقتا اطول من نشأة فكرة التعديل وصياغته واجتماع المقرين وكلما دعت الحاجة لذلك واقتضت المصلحة الخاصة والشخصية للحاكم بدون أي اعتبار لمصلحة العامة ، اما القوانين والانظمة واللوائح فقد أعدت وصيغت بعناية فائقة وإحكام بالغ في ضمان استمرارية الفرد والحزب في الحكم وممارسة كل انواع الفساد المالي والإداري في ظل حماية قانونية توفر لهم الحصانة من المساءلة القضائية .
ديموقراطية لم تشهدلها أي من المنظمات الدولية والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة والاختصاص ولم تتجاوز في تقييمها دائرة التجربة ورغم انها ظلت ترعاها وتمولها الا انها لم تجازف حتى بالشهادة لنفسها بأن تلك التجربة قد نجحت او حتى حققت نسبة من النجاح
الديموقراطية التي في حقيقتها الغائبة عن عقولهم وضمائرهم تقف عاجزة عاثرة خجلى أمام ولاية الإمام علي عليه السلام ومنهجه في الولاية من عهد الامام علي عليه السلام للأشتر كدستور عام وما ضمنته سلطته العادلة للخوارج كصون للحقوق والحريات وما استغله اعداؤه من نزاهته وحرصه على المال العام ورفضه القاطع والمطلق استخدامه في معاركه العادلة لشراء الولاءات او ترضية القريب او البعيد كمبدأ للشفافية والنزاهة .
✍ حمير العزكي