الراية وهوس الغزاة
(حمرة اللهب ، وبياض اليد الضاربة ، وسواد حياة الغزاة)
بقلم / ضيف الله الشامي
أصبح الحديث عن رفع علم (الشرعية) مسخرة المتحدثين لكثرة ما يتم ترديده على ألسنة المهووسين من الغزاة والمرتزقة حتى خُيّل للعالم أن اليمن بلا علم ولا راية ، والغرض من ذلك كله العمل على خلق مبررات هي “أوهى من بيت العنكبوت” لشن العدوان على الشعب اليمني وسيادته وأمنه واستقلاله وليخلد كل غاز وخائن وعميل العلم والراية التي يعمل معها في ذاكرة اليمنيين للقبول بها.
الراية التي هدد (هادي) برفعها على جبال مران في أكثر من خطاب ومحفل قبل هروبه من اليمن وبعد هروبه..، هي نفسها الراية التي هدد أحد أمراء القاعدة وداعش برفعها على جبال مران ..، وهي هي نفسها التي يهدد الغزاة والمرتزقة برفعها على كل شبر يصلونه في اليمن ، ويمنون أنفسهم بذلك الحلم الذي يساورهم في يقظتهم لا في منامهم ..، هي الراية نفسها التي تشدق العسيري برفعها في السلسلة الأولى من مؤتمراته الصحفية التي كان يعقدها بداية العدوان قبل نصف عام ..، هي هي الراية التي تمنطق بها عادل الجبير في أروقة البيت الأبيض بواشنطن بأنها ستعاد إلى اليمن ..، هي هي الراية التي تحدث محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي بدويلة الإمارات أنه سيرفعها على سد مأرب العظيم.
نعم ..تلك الراية هي الراية السوداء التي رفعت بعد خطاب هادي على القصر الجمهوري بعدن ..نعم هي الراية التي رفعت على بوابة الأمن المركزي بعدن …نعم هي الراية التي ترفرف اليوم على المباني الحكومية وتجوب الشوارع في المحافظات الجنوبية .
نعم هي تلك الراية نفسها سواء كانت باللون الأسود أو بألوان الغزاة والمحتلين من السعوديين والإماراتيين وغيرهم ، فقد أصبح التنافس على الراية بين كل الغزاة محور اهتمام.
أما الراية اليمانية فهي لم تكن ولن تكن يوما من الأيام بيد مستعمر أو غاز أو خائن أو عميل ..
فها هي اليوم ترفرف بأيدي رجال اليمن الشرفاء في ميادين التضحية والبطولة والفداء .. ها هي ترفرف في عمق الأراضي الواقعة تحت السيطرة السعودية .
الراية اليمنية الصادقة ترفرف على جبال نجران وعسير وجيزان..، تلك الراية اليمنية تهتف بالنصر لليمن من على ظهور دبابات (الإبرامز) الأمريكية والمدرعات الإماراتية والعربات السعودية .
تلك الراية تتوشح (السكود ) و (التوتشكا) و (الثاقب) و (الزلزال) و (الصرخة) و (الغراد) … والقادم أعظم ..!! لتدك قواعدكم ومطاراتكم ومواقعكم وتحصيناتكم التي ظننتم أنها مانعتكم من الله وبأس رجاله وأنصاره.
تصليكم راية اليمنيين نارا بحمرة اللهب الذي يعلوها ، وتسدد الضربة ببياض اليد التي أطلقتها ، وتحيل حياتكم سوداء أيها الطغاة والمجرمون وتضعكم تحت أقدام حامليها.
تلك الراية هي من تصول وتجول اليوم بين حطام مدرعاتكم وجرافاتكم ودباباتكم وطائراتكم ، ويتقدم بها فرسان اليمن الأحرار نحو مواقعكم كالأسود الكاسرة ، لتولون أمامها الأدبار مثل الضباع الشاردة.
يتقدم بها اليمني الحر الأبي ويخال لك من شغفه بها أنك أمام (جعفر الطيار) تحملها يمينه ويساره ويضمها صدره دون أن تنكسر أو تسقط ، حتى لو سقط شهيدا فهو يتخد لها من جمجمته مقاما ، ومن دمه لها سقيا لكي لا تعلو عليها راية الغزاة والقتلة وقطاعي الرؤوس ولن تعلو فوقها أي راية للعدوان.
هذه الراية اليمنية الوطنية كشفت زيف المرتزقة وعباد المال والمتاجرين بالأوطان ، فهم اليوم يتقاتلون ويقتل بعضهم بعضا في تنافس حميم بين من يرفع راية القاعدة السوداء ، ورايات الغزاة والمحتلين.
هنا في اليمن ستنكسر كل الرايات الغازية وتعلو راية اليمنيين الوطنية والجهادية خفاقة دون انكسار ، تعانق المجد والخلود ، وتسطر للتاريخ أحرف العزة والشموخ في بلد مقابر الغزاة ، وتخلد في ذاكرة الأجيال رفرفتها على أنغام (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا).