ماذا قدم دعاة الديمقراطية (على الطريقة الامريكية) لأبناء اليمن أو غيرهم؟
في ظل العقود الماضية غرقت البلدان العربية في فوضى عارمة نتاجا لبذرات الاستعمار الغربي الذي تديره عقول صهيونية، ضياع في مختلف المجالات حل بأغلب الشعوب العربية بأسباب عديدة وقد ظهر خلالها صوت المرجفين ودعاة النزول الى الأسفل والرضوخ لإرادة الاستعمار ولم يكن أعداء كل مواطن عربي بعيدا عن استغلال هذا الوضع فقد زرعوا الكثير من الأفكار المسمومة ورسخوها من خلال عملائهم فجعلوا من الديمقراطية والحرية (على الطريقة الأمريكية) عناوين قامت عليها تكتلات تحت مسميات عديدة وعلت أصواتهم ودعواتهم لنا ان ننحني امام العصا الغليظة! قاصدين بذلك أمريكا ونادوا بإلحاح للتعايش مع إسرائيل!
منذ الستينات سُلب القرار اليمني وأصبح يخضع للوصاية الأجنبية حيث عاش اليمنيون مسلوبي السيادة ولا يملكون حق الاستفادة من ثرواتهم، الا القليل منها بعد ان تأخذ السلطة العميلة الإذن في ذلك من الحاكم الأمريكي في صنعاء، ومع انكشاف المؤامرة الأمريكية الكبرى بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر لتقسيم البلدان العربية وتدميرها كان النظام اليمني حينها واحدا من الأنظمة العميلة التي جعل الأمريكيون منها أداة لتنفيذ تلك المخططات الشيطانية.
لكن المشروع القرآني الذي تحرك به الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي لاستنهاض الامة من براثن الذلة التي حلت بها جراء تدجينها بالثقافة المغلوطة ودفع الأنظمة بالمجتمع الى طاعة الأمير وان قصم ضهره واخذ ماله، وحتى لو مضى به في طريق الأمريكيين والإسرائيليين، حيث شكل ذلك المشروع القرآني التحرري عائقا كبيرا امام تحقيق اهداف قوى الاستكبار الساعين لذبح ونحر الالاف من أبناء اليمن باليد الداعشية، وقد رأينا كيف كانت تتساقط المعسكرات والمدن اليمنية قبل ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر بيد التكفيريين لولا وقوف المشروع القرآني بوجه تلك المؤامرة وكسرها، عندما تحرك الأبطال الذين تشبعوا بثقافة القرآن والحرية والكرامة وتم دحرهم من كل المحافظات التي كانوا فيها وعندما كان اليمنيون على قاب قوسين أو أدنى من تطهير المناطق الجنوبية أدركت أمريكا خطورة هزيمة اياديها وأذرعها الاستخباراتية المسماة داعش والقاعدة فأعلنوا عدوانهم من واشنطن لإخضاع الشعب اليمني وثنيه عن التحرك الجاد وفق المشروع النهضوي الذي اثبت فعاليته في تحقيق الخير والامن لأبناء البلد بخلاف المشاريع الحزبية والفئوية التي تحمل أفكار الاستعمار وادعاءاته الكاذبة
ومن خلال هذا فانه من المستحيل والمستبعد قبول الشعب اليمني واستساغته للمشاريع التي تدعو الى الخضوع للعصا الغليظة او التعايش مع من وصفهم الله بانهم أعداء لنا ولن يرضوا عنا وما الذي سيستفيده الشعب من سلطة تحكمه وقرارها بيد اعداءها ، ومن هنا يجب علينا جميعا كشعب وصف بالأيمان والحكمة ان نفهم خطورة المرحلة وليس هناك ضرورة لتجريب المجرب .
بقلم خالد الهدوي