الجبهة السياسية تنتصر
عمران -نت 16اغسطس|2017م
نحتفل بالذكرى الأولى للشراكة السياسية بين القوى المناهضة للعدوان والحصار والتي من ابرز ثمارها تشكيل المجلس السياسي الأعلى الذي تولى زمام الأمور وإدارة البلاد في أحلك الظروف، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، إلا أن الاحتفال بهذا المناسبة يعد احتفاءً بتغلب اليمن واليمنيين على المصاعب وتجسيد التداول السلمي للسلطة في وضع معقد وخطير، وتعزيز الجبهة الوطنية بالشراكة الوطنية من قبل القوى الوطنية التي قاومت العدوان ووقفت إلى جانب شعبها ووطنها في معركة الدفاع والتحدي والصمود والإصرار على البقاء وعدم الانكسار والانحناء للعدو وحلفه الكوني، كما يمثل احتفاء صنعاء بالذكرى الأولى لتشكيل المجلس السياسي الأعلى نصراً سياسي أخر حققته القوى الوطنية المناهضة لدول العدوان التي راهنت كثيراً على الفراغ السياسي الذي تسبب به قرار الفار عبدربه منصور هادي بتقديم استقالته، بالإضافة إلى قرار حكومة التوافق الوطني برئاسة خالد بحاح التي جاءت وفق اتفاق القوى السياسية مجتمعة إلا أنها تنصلت عن دورها بعد أن انقلب حزب الإصلاح والقوى المؤيدة للعدوان على أتفاق السلم والشراكة، الذي أعاد إصلاح المسار السياسي الذي تم مصادرته منذ أواخر العام 2011م من قبل بعض القوى التي تنكرت للوطن وللشعب اليمني وقدمت مصالحها الضيقة على المصلحة الوطنية العليا، وارتمت إلى أحضان أعداء اليمن التاريخيين لتشارك في أبشع جريمة عرفها التأريخ السياسي الحديث.
ولذلك ولد المجلس السياسي الأعلى من رحم المعاناة ليسد الفراغ السياسي التي شهدته مؤسسة الرئاسة وسد الفراغ الحكومي من خلال تشكيل حكومة إنقاذ وطنية تتولى إدارة الشأن العام وتدير أمور الدولة وتحافظ على مؤسساتها وتقوم بواجباتها تجاه الشعب اليمني، كل تلك الانجازات التي تحققت في الجبهة السياسية، كانت نتاج للتوافق بين أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام على تحمل المسئولية التاريخية والوطنية تجاه هذا الوطن، والاتفاق السياسي الموقع بين كلا من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم بتاريخ الثامن والعشرين من يوليو عام 2016 م، والذي أعلنت فيه القوى الوطنية الانتقال إلى مرحلة جديدة أساسها الدستور اليمني وقوامها القوانين السائدة، ومهمتها الأساسية مواجهة العدوان الغاشم والتخفيف من آثار الحصار الظالم، والعمل على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
وعلى مدى عام أثبتت تجربة المجلس السياسي الأعلى في أحلك الظروف نجاحها بقيادة الرئيس صالح الصماد الذي استطاع بجدارة أن يدير أوضاع البلاد وإلى جانبه نائبة الدكتور قاسم لبوزة وأعضاء المجلس السياسي الأعلى اللذين تحملوا مسئوليتهم التاريخية وقبلوا بالتحدي الصعب في إدارة بلد تعرض لعملية تدمير ممنهجة من قبل عدوان كوني أستخدم مختلف الأسلحة المحرمة دولياً ضد شعب مسالم ويمن السلام.
وكما تغلب أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام على الكثير من التحديدات السياسية ها هي اليوم تبعث رسالة لكل المراهنين على تفكك الجبهة السياسية الداخلية، بأن شراكتها تزداد تماسك يوم بعد أخر، ولا يمكن لجبهة تقف في مواجهة 17 دولة ان تتفكك بل كلما استمر العدوان تزداد صموداً.
✍ أحمد حمود جريب