الصغيـــــرة قطـــــر تفضـــــــح نفسها وشقيقاتها الكبـــــرى !
عمران نت – مقالات
بقلــــــــم الشيــــــــــخ / عبـــــدالمنان.السنبلــــــــي.
في البداية أعتذر عن استخدام التشبيه التالي، إلا أنني لم أجد توصيفاً مناسباً لوصف حالة العلاقة البينية بين دول الخليج غير هذا التوصيف !
يقال أن أغرب ما في تعامل المومسات هو أنهن إذا اجتمعن في عملٍ مشترك فأن روائح فضائحهن تبدأ بالإنبعاث من جميع الجهات عند أول خلافٍ ينشب بينهن مهما يكن هذا أمر هذا الخلاف تافها .
على أية حال، لم يكن مفاجئاً الانقلاب القطري على المشروع الخليجي الذي تتزعمه المملكة السعودية، فعلاقة قطر مع السعودية ظلت لفتراتٍ متقطعة مشوبة بالتوتر والتباين غير المعلن المصحوبة ما بين فينةٍ وأخرى بشئٍ من الغمز واللمز المتبادل وذلك بسبب المطامع السعودية النابعة من النية المسبقة للسعودية في ابتلاع ما أمكن ابتلاعه من الأراضي والمصالح القطرية الأمر الذي جعل قطر تتصرف في أحايين كثيرة بما يشبه التمرد والخروج عن الإجماع الخليجي وخير مثال على ذلك هو موقفها الداعم للوحدة اليمنية خلال حرب صيف 94 والذي جاء مخالفاً كليةً لموقف السعودية وأخواتها الخليجيات الأخرى والتي أيدت جميعها ودعمت عملية الإنفصال يومها .
الإمارات بدورها ترى في قطر حاضناً وداعماً للحركات الإخوانية والتي تعتبرها وترى فيها مصدر الخطر الأكبر على أمنها القومي خاصةً بعد عملية الإنقلاب التي قالت الأمارات أنها أفشلتها قبل سنوات وأتهمت يومها قيادات إخوانية مرتبطة بقطر بالوقوف وراءها !
بإستثناء عمان لم يكن في حقيقة الأمر الإجماع الخليجي حول عاصفة الحزم يعطي مؤشراً حقيقياً على صفاء العلاقات بين هذه الدول، فقد ظلت الخلافات بينهم عائمةً تحت السطح وتشهد تطوراً مطرداً بسبب انعدام الثقة والتوجس من الآخر إلا أن أحداً لم يكن يتوقع وخاصةً في هذا التوقيت أن تطفو فجأةً على السطح لولا أن قطر قد خرجت البارحة وأعلنتها دفعةً واحدة وإن كانت بخطوطٍ وعناوين عريضةٍ وفضفاضة لكنها ومع ذلك تُعَّد مداخلاً لعالمٍ من الفضائح الخليجية المخفية، فإيران لم تعد فجأةً تلك الدولة المجوسية المتربصة بالإسلام وإنما أصبحت كما أعلن الامير القطري دولةً مسلمة الأمر الذي يعني أن عملية شيطنة إيران كانت عمليةً مدبرة ومفتعلة من قبل دول شقائق الشيطان في الجزيرة والخليج وأن التباكي على الإسلام ليس سوى استغلالٌ سياسيٌ ماكرٌ له !
كذلك العلاقة مع إسرائيل فقد أخبر القطريون وأفصحوا للمرة الأولى أن علاقتهم بها علاقةٌ جيدة وهذا بالطبع ينافي دعواهم السابقة والمتكررة بان العلاقة مع إسرائيل لا تتجاوز وجود مكتبٍ تجاريٍ فقط لها في الدوحة وهذا بالطبع يسقط نفسه وبنفس المستوى والكيفية على علاقات باقي الدول الخليجية بإسرائيل !
أيضاً لم يفوت القطري التأكيد على أن مسئولية أمنها القومي تقع على عاتق الأمريكان من خلال قاعدة العيديد الأمريكية المتواجدة في الأراضي القطرية والتي تُعَّد أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة كما أن هناك أيضاً إتفاقية دفاع مشترك موقعة بين قطر وإيران يمكن أن يتم تفعيلها إذا إقتضت الحاجة واستدعت الضرورة ذلك، وهذا كله بالطبع ينسف إدعّاء الدول الخليجية والتي تحتضن كل دولةٍ منها قاعدةً أمريكية من أن عدوانهم على اليمن وتدخلهم في سوريا هو من أجل الدفاع عن الامن القومي العربي إذ كيف لمن يرهن أمنه القومي للأمريكيين أن يتحدث عن أمنٍ قوميٍ عربي !
هكذا وبكل هذه السهولة استطاعت قطر أن تفضح نفسها وشقيقاتها الخليجيات أمام الرأي العام العربي كفاتحة لإنفراط عقد ما خفي من الفضائح التي أضنها أكبر مما يتصوره العقل العربي لتتكشف على الملأ أكبر عملية عهرٍ سياسيٍ عرفها العرب عبر التاريخ أبطالها وأدواتها هم ملوك وأمراء ممالك ومشيخات النفط في الجزيرة والخليج .
#معركة_القواصم