كوريا_الشمالية تواصل التحدي وتجرب صاروخين باليستيين في غضون اسبوع ..
عمران نت – متابعات
اين ذهبت تهديدات ترامب؟ ولماذا لا يخضع زعيمها لابتزاز ترامب مثل اقرانه العرب؟
بينما تخضع المملكة العربية السعودية التي تعتبر نفسها زعيمة للعالمين العربي والاسلامي لابتزاز الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وتوقع صفقات اسلحة واستثمارات معه قيمتها حوالي 500 مليار دولار، ها هي كوريا الشمالية تواصل التحدي، وتطلق في غضون اسبوع تجربتين صاروخيتين بنجاح كبير.
مسؤول عسكري في كوريا الجنوبية اعلن امس الاحد ان الصاروخ الباليستي الذي اطلقته كوريا الشمالية اليوم بلغ ارتفاعه 560 كيلومترا ويزيد مداه عن 700 كيلومتر، ويأتي اطلاق هذا الصاروخ بعد اسبوع من اطلاق صاروخ آخر متوسط المدى قال خبراء انه يمثل تقدما في البرنامج الصاروخي لبيونغ يانغ.
الرئيس ترامب الذي حرك حاملة طائراته كارك فينسف الى المياه الكورية قبل شهر في اطار تهديداته بقصف كوريا الشمالية في حال اقدامها على اي تجربة صاروخية جديدة، ابتلع هذا التهديدات، واكتفى بارسال منظومة صواريخ “ثاد” الى كوريا الجنوبية، متعهدا بتغطية كل نفقاتها التي تصل الى بليون دولار بعد ان رفضت الاخيرة تسديدها.
الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون يسير على خطى الرئيس الكوبي فيدل كاسترو الذي تحدى امريكا وتعايش بكبرياء مع حصارها لاكثر من خمسين عاما، ورفض ان يرضخ لشروطها لانه يؤمن انها امبراطورية الشرور في العالم.
لا نجادل مطلقا في كون الولايات المتحدة دولة عظمى تملك ترسانة نووية تضم حوالي سبعة آلاف راس نووي، وصواريخ باليستية عابرة للقارات، لكن هناك زعماء في العالم لا ترهب هذه الترسانة، ويملكون القدرة والشجاعة للدفاع عن انفسهم والقتال حتى الموت.
الرئيس الكوري الشمالي الذي لا تملك بلاده نفطا او غازا، وتواجه حصارا اقتصاديا خانقا، يدرك جيدا ان تأمين بلاده من الغطرسة الامريكية لا يمكن ان تتحقق الا من خلال امتلاك اسلحة نووية وصواريخ باليستية قادرة على حملها، ولذلك لا يريد تكرار تجربة قادة عرب في تسليم هذه الاسلحة او تدميرها مقابل وعود امريكية وغريبة كاذبة ومضللة بالسلام.
ولهذه الاسباب تراجع الرئيس ترامب وقال انه يتشرف بلقائه، او للتفاوض معه، ولكن هذا العرض الامريكي بالحوار لم يلق آذانا في العاصة الكورية الشمالية التي لا تثق مطلقا بالزعماء الامريكيين وتعلمت من دورس العراق وليبيا.
كوريا الشمالية تدرك ان الردع النووي هو الطريق الانجع لتأمين نفسها وحماية شعبها، من اي عدوان امريكي قادم، ولهذا تسير قدما في هذا التوجه، وقدم درسا بليغا للامريكان والعرب معا.
ربما تلجأ المخابرات المركزية الامريكية الى حيلها القذرة التي برعت فيها، وتقدم على مؤامرة لاغتيال الرئيس الكوري الشمالي مثلما اغتالت العديد من زعماء العالم الثالث، وهذا امر غير مستبعد، ولكنها حاولت اغتيال فيدل كاسترو اكثر من 26 مرة وفشلت فشلا ذريعا، ثم ان الاعمار في يد الله، ويبدو ان عمر الرئيس كيم كونغ طويل مثل عمر والده كيم سونغ الذي نجا ايضا من عدة محاولات اغتيال امريكية، وهذا من سوء حظ الادارات الامريكية.