ترامب سادس الخلفاء الراشدين !!
عمران نت – مقالات
يعقد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ” قمة امريكية – اسلامية ” في العاصمة السعودية الرياض مع الملك سلمان بن عبدالعزيز بقلم / أحمد عبدالله الشاوش –
يعقد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ” قمة امريكية – اسلامية ” في العاصمة السعودية الرياض مع الملك سلمان بن عبدالعزيز تحت شعار محاربة ارهاب القاعدة وداعش والتصدي للمشروع الايراني واتخاذ موقف ضد الأيدولوجية الإسلامية المتطرفة والاهتمام بالشباب العربي !! ، بالإضافة الى عقد قمة ثانية مع دول مجلس التعاون الخليجي ، وثالثة مع عدد من القادة والرؤساء المتسولين على ما تبقى من موائد الخليج!! ؟
ووصف مستشار الأمن القومي، هربرت ماكماستر رحلة ترامب التي يبدأها بالسعودية واسرائيل والفاتيكان بانها ،لأول مرة في التاريخ يجمع رئيس زيارة مواطن الأماكن المقدسة للديانات الثلاثة برحلة.
في حين ذكر موقع “ديبكا” الاستخباري الإسرائيلي ، أن دونالد ترامب سيعلن من العاصمة السعودية الرياض عن تشكيل ما أسماه “ناتو عربي إسلامي سُني” ، وقال أن خطة الرئيس ترامب تنص على أن تكون إسرائيل هي من ستزود الجيش العربي–الإسلامي بتدفق المعلومات الاستخبارية التي يحتاجها التحالف في إشارة إلى الإمكانيات التكنولوجية التي تمتلكها الاستخبارات الإسرائيلية، من أقمار اصطناعية وأجهزة وبرمجيات متطورة للرصد والتعقب وتحليل المعلومات.
كما دعا الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة بإن على قادة الأمة العربية والإسلامية ألا يضيعوا فرصة الاجتماع ” المبارك ” مع ترامب وكأن خطيب الحرم يوحي لنا بإنه سادس الخلفاء الراشدين!!؟
في حين أكد الامير طلال بن عبدالعزيز بإن السعودية استنزفت بالكامل في حربها مع اليمن وسوريا والعراق ، وان الغرب وامريكا تحاول ايجاد ذريعة من استخدام خلايا نائمة في المنطقة الشرقية بالقيام بتفجيرات والبدء بإنزال قوات امريكية في ارامكو لاحتلال مناطق النفط العالمي والبدء بالخطوة الاولى لتقسيم السعودية الى اربع دول بحسب رؤيته الخاصة.
ومن خلال متابعة المشاهد المأساوية التي يمر بها العالمين العربي والاسلامي والصور المرعبة والنتائج الكارثية التي ضربت منطقة الشرق الاوسط بحكامها وقادتها وشعوبها وجغرافيتها ، نعتقد ان زيارة ترمب الى السعودية في هذا التوقيت بالذات لم تكن مفاجئة وانما استكمالاً لتقسيم المقسم وتجزئة المجزئ وتدمير ونهب ماتبقى للامة من الثروات وقتل الروح المعنوية تحت ايقاعات ” ناتو سني” تفوح منه رائحة ” نتنة “وعناوين مسمومة تستهدف “محور المقاومة ” وخدمة للصهيونية والصليبية العالمية ووفقاً لسيناريو بعيد المدى يفتقد الى الانسانية والرحمة وقيم التعايش والتسامح الديني ، بدأت ملامحه تتحقق منذ إعصار الربيع العربي”المتصهين” بقوة في كافة جوانب الحياة الثقافية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والامنية.
كما ان زيارة الملك سلمان الى واشنطن وتلميع نجله محمد الذي حل ضيفاً في البيت البيضاوي وقدم الكثير من الصفقات والمغريات للإدارة الامريكية وصقورها في السر والعلن نسق مسبقاً بخصوص القمم الثلاث وسحب البساط من ابن عمه ولي العهد السعودي محمد بن نايف رجل امريكا الذي ربما بدأ نجمه يأفل .
فالزيارة من الناحية الاقتصادية تعني الكثير فالرئيس ترامب يعمل بعقلية التاجر المجرد من العواطف والقائد العنيف والسياسي الماكر والشخصية المضطربة الذي تمكن حتى اللحظة من تخدير حكام السعودية ببعض التصريحات المطمئنة وابتزاز اكبر قدر ممكن من المال والثروات عبر ابرام العديد من الصفقات العسكرية والاتفاقيات والمشاريع الاقتصادية التي يصب جزء منها في مصلحة المواطن الامريكي الذي تعهد في حملته الرئاسية بالاهتمام بالداخل مقابل ” عائلة ” تستجدي البقاء في السلطة وطلب الحماية على مستوى الداخل من بعض من تم تهميشهم واقصائهم من العائلة السعودية بالاضافة الى حالة الاحتقان والسخط الشعبي والانفلات الامني في البلاد نتيجة للفشل السياسي والعسكري في عدد من الملفات المصيرية وكذلك المخاوف من البعبع الايراني.
ومما لاشك فيه ان الزيارة تأتي احياءاً وتجديداً للعلاقات الضاربة بين الولايات المتحدة وحكام السعودية وتذويباً للازمة التي طرأت بين الرياض وواشنطن بعد ان تصاعدت الحرب الاعلامية بين وزير الخارجية الجبير وادارة اوباما السابقة والتهديد بسحب الاحتياطيات السعودية وبيع الاصول في محاولة لزعزعة الاقتصاد الامريكي وتجاوز الخطوط الحمراء آخر ايام اوباما على خلفية قانون جاستا ومحاسبة داعمي الارهاب في 11 سبتمبر .
ورغم تصريحات ترمب السياسية والتي تحمل الكثير من العداء ضد السعودية ودول العالم الاسلامي اثناء وبعد الحملة الانتخابات ، إلا ان ترمب ” البشع والجشع ” اعتبر المملكة صراحة بالبقرة الحلوب واقر بخطورة الفكر الوهابي ، وزيارته تهدف الى تجديد الحماية الامريكية ” للأسرة المالكة ” كأمر واقع قائم على المصلحة بعد ان أصبح آلـ سعود أضعف من بيوت العنكبوت بعد تورطهم في الحروب العبثية وتحقيق الملك سلمان ونجلة للكثير من المطالب الامريكية والبريطانية لاسيما بعد التنسيق العسكري والامني والاقتصادي والتطبيع من وراء الكواليس مع الكيان الصهيوني واللعب على وتر القضية الفلسطينية وايقاعات الارهاب واستنزاف السعودية في اليمن والفشل في حسم المعركة في سوريا والعراق وطمأنة الرياض من الحلف الثلاثي بين روسيا وسوريا وايران.
، كما أن زيارة الخليفة ترمب الى الرياض تعطي دفعة معنوية لحكام السعودية بعد الفشل الذريع في الكثير من الرهانات ، ما يضع أكثر من علامة تعجب واستفهام بعد ان تم تحويل منطقة الشرق الاوسط بصورة ممنهجة الى حقل تجارب لمصانع السلاح الامريكية والاسرائيلية والاوروبية وحولوا المدن الى كتلة من النار والدماء أودت بحياة وتشريد وتهجير الملايين من الاطفال والنساء والشباب بسكاكين داعش وخناجر القاعدة المتشبعة بالفكر الوهابي وصواريخ وقنابل العم ” سام “.
فالناتو ” السني” الذي بشر به الخليفة ترمب وتعهدت السعودية ودول الخليج بتمويله وتنفيذه الى جانب تركيا وقطر والامارات والاردن والمغرب والسودان وماليزيا وتونس وربما مصر ،، جاهز لتنفيذ النسخة الثانية من سيناريو التوحش الطائفي لتصل سهامه القاتلة الى ايران وروسيا والصين بـ المال والدم العربي تحت راية “التوحيد الزائفة” ، الا ان تلك السهام في نهاية المطاف ستصيب حتماً السعودية وتجرع من نفس السم ليتم تقسيمها الى اربع دويلات بدءاً بقيام الدولة النجدية و الشيعية و الحجازية في الارض المقدسة ودولة الاردن الكبرى وعودة المناطق الجنوبية الى اليمن !!؟ فهل يعي حكام وشعوب الامتين العربية والاسلامية خطورة مشرو ع مسيلمة واشنطن الجديد واصنام مكة والقادة المؤلفة قلوبهم.
فالعربي الاصيل والمسلم الحليم والرجل الحكيم ما ان يسمع عن انعقاد قمة امريكية او مؤتمر عربي أو اسلامي إلا ويصاب بالاحباط وتنتابه الكثير من الشكوك والهواجس المريبة بعد ان تحولت القمم الى دهايز للمؤامرات على الشعوب العربية والاسلامية وتجزئتها وضرب وحدتها والفرقة بين ابنائها ، مما ادى الى وأد الثقة ونقض العهود بين الحكام القابضين على كراسي السلطة بالمال والاستقواء بالاجنبي وضعف حيلة المحكومين ، وما أكثر قمم ومؤتمرات التآمر التي قوضت الامن القومي العربي ومسخت الشعوب بتعاليم أبعد ماتكون عن لغة العقل والمنطق والثوابت الوطنية تحت تأثير الافكار والثقافات الضالة والمذاهب الهدامة والسياسات الماجنة والفتاوى الساقطة .
ورغم ذلك السقوط تتوالى قمم التآمر الثلاث “المشبوهة ” بقيادة الخليفة الجديد للعالم الاسلامي ” ترامب” !! الذي يحاول الاعلام السعودي وعلماء وكهنة الاسلام السياسي تصويرها وتوظيفها في خدمة الامة من باب التضليل على انها قمة امريكية – اسلامية ،لكنها في حقيقة الامر قمة ” اسلامية – يهودية – صليبية ” بديلة عن التحالف الإسلامي الميت لتدمير ما تبقى للعرب والمسلمين من كرامة وعزة وارادة وثروة .
ومن سخريات القدر ومهازل العصر ان يحظى ” ترامب ” الثور الجامح في وسائل الاعلام السعودية والدولية بتغطية لا نظير لها وكأنه جاء فاتحاً ” مكة” المكرمة ومحطماً أصنامها دون اي اعتذار للسعودية او العالم الاسلامي ورغم كل هذا الجنون والمجون لم نسمع صوتاً او رأياً اوبياناً وفتوى لرموز المؤسسة الدينية في السعودية” وتنظيم الاخوان المسلمين والسلفيين الذين شغلوا العالم بالحلال والحرام والتكفير والتخوين وجمع التبرعات والجهاد المضروب في افغانستان وفلسطين وروسيا والصين، وكذلك تعري دعاة القومية والمثقفين والنخب السياسية بعد ان حولوا قبلتهم الى البيت الابيض والتسبيح بحمد خليفة المسلمين الجديد ” ترامب” رضي الله عنه!!؟
وبعد ان سيطرة الافكار الضالة التي تشرب منها الشباب المسلم في السعودية وعدد من البلدان العربية والافريقية وبريطانيا وامريكا ها هي القمم الملغمة تواصل نسختها الثانية من داعش والقاعدة والنصرة ،، لتفخيخ الشباب المسلم تحت مسمى ” ناتو سني ” وتحويلهم الى حقل تجارب لاستنساخ جيل متأسلم يحمل جينات تؤمن بالعنف والحقد والكراهية والتوحش والدماء والدمار على حساب قيم التسامح والتصالح والتعايش والسلام ليظل شبابنا خارج اطار التاريخ وبلداننا متأخرة عن ركب الحضارة بعد ان صارت خزائن واموال بيت المسلمين توزع عطايا وهدايا للجلاد الامريكي والمنافقين وجزية للغرب مقابل البقاء في كراسي السلطة والتسلط .