ترامب وبن سلمان.. من يراهن على الآخر؟
عمران نت – مقالات:
اندفاعة الرئيس الأمريكي الجديد باتجاه توطيد العلاقة مع السعودية لا تنم عن ابتزاز مالي رخيص فحسب، بقدر ما تعبر أيضاً عن مأزق تعيشه الإدارة الأمريكية، ولا ترى مخرجا منه إلا بسرعة تحقيق الوعود الانتخابية إلى واقع ملموس قبل أن تتعاظم درجة السخط الشعبي حيال ترامب وسياساته الجنونية في الداخل ومع الخارج.
ولا يوازي الاندفاعة الجنونية هذه سوى الحماقة السعودية التي يعبر عنها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي لم يعد يرى شيئا حوله سوى حلم التتويج ملكا للسعودية، وإن تطلب الأمر تنازلات عميقة لأمريكا ولكل دولة مؤثرة يرى فيها بن سلمان عائقا أمام طموحاته العريضة.
قرر ترامب أن تكون السعودية أول دولة يزورها في جولة هي الأولى له خارجيا، عله يعود بصفقات مالية كبيرة تساعده على البدء في تنفيذ وعوده الانتخابية، المتعلقة بإعادة بناء البنية التحتية للولايات المتحدة الأمريكية، مضافا إليها رغبة العودة بقوة إلى منطقة الشرق الأوسط ( قلب العالم)، كقطب أوحد يتحكم في مختلف مسارات المنطقة، بعد أن أبانت إدارة أوباما عن قبضة مرتخية، سمحت لروسيا بلعب دور كبير يزداد يوما بعد يوم. وفوق ذلك، فإن ترامب يتوخى أن تمنح زيارته إسرائيل مساحة مضافة من الأمان، بإعلان تحالف جديد يبنى على أساس العداء لإيران، والسلام مع الكيان الصهيوني الغاصب
في الداخل السعودي أيضا تعيش المملكة على حافة صراع أجنحة يتصاعد ويتفاقم في ظل سياسات سلمان ونجله، التي ورطت السعودية في حرب خاسرة مع اليمن، وتقودها إلى تأزم في علاقاتها بدول الجوار العربي والإسلامي، مقابل علاقة حميمة غير معهودة مع تل أبيب.
وبدلا من إعادة التفكير في مآلات السياسة السعودية الكارثية، يتهالك بن سلمان في خطب ود أمريكا وإسرائيل، ولا يكتفي بذلك، فقد ورط معه نحو سبع عشرة دولة عربية وإسلامية، لم تمانع أن تكون جزءا من ديكور استعراضي، في مراسم استقبال الرياض للرئيس الأمريكي، الذي بات موعودا بعشرات المليارات قبل أن تطأ قدماه أراضي الحجاز!!
لكن ما لا يفكر فيه ترامب وبن سلمان، أن هذا التحرك المبتذل وإن توافرت له الكثير من عوامل القوة والنجاح، إلا أنه يصطدم تماما بواقع مقاوم يفرض نفسه في المنطقة، وهو الواقع الذي خلق محورا وازناً، لم يتشكل كضربة حظ، وإنما عبر تضحيات جسيمة، وسياسة طويلة المدى لدول وقوى سلكت نهج مقاومة إسرائيل، والمشروع الصهيوأمريكي، ولن يفت في عضدها، تكالب قوى الشر، فالحق أمضى وأقوى، وسنن الله أكبر من أمريكا!
قلم / عبدالله عـلي صبري