تفاصيل آخر المستجدات في جبهة مأرب
عمران نت – متابعات
منذ اندلاع الحرب في اليمن، قامت في محافظة مأرب جبهات قتال متعددة ومفتوحة، تركزت في خمسة مواقع رئيسية، وأكثر من 15 موقعاً فرعياً. ولعل أبرز تلك الجبهات هي صرواح والمخدرة ونهم وحريب والعبدية. وتعد جبهة صرواح من أكثر الجبهات سخونة في المعارك، وتتفرع عنها أربعة محاور عسكرية هي هيلان وكوفل ووادي الربيعة والمشجح. وتمكن مقاتلو حركة “أنصار الله” وحلفائها، مؤخراً، من طرد إخراج قوات هادي من مناطق واسعة في صرواح، وبالتحديد من وادي الربيعة والتباب المطلة على معسكر كوفل، وإفشال محاولاتها التقدم باتجاه مديرية صرواح.
وتكمن الأهمية الإستراتيجية لمديرية صرواح في قربها من مدينة مأرب، معقل القوات الموالية لهادي و”التحالف”، حيث لا تبعد عنها سوى 15 كيلومتراً. كما أن سيطرة “أنصار الله” والقوات الداعمة لها على جبل هيلان الإستراتيجي تمنحها فرصة فرض سيطرة نارية على تحركات خصومها في مدينة مأرب والمناطق المجاورة لها. وتكبدت القوات الموالية لهادي و”التحالف” خسائر كبيرة في جبهة صرواح، كان أبرزها مقتل قائد المنطقة الثالثة، عبد الرب الشدادي، إلى جانب عدد من القيادات الميدانية الموالية لحزب “الإصلاح” وبعض الجنود السعوديين. ويميط اعتراف الشدادي، قبل مصرعه، بمقتل 2500 من جنوده في المواجهات في صرواح اللثام عن بعض من الخسائر التي منيت بها القوات الموالية لهادي في هذه الجبهة.
قوات هادي لم تتمكن حتى الآن من تحقيق ما يضمن لها السيطرة الكاملة
وتعتبر جبهة المخدرة في الجدعان، هي الأخرى، من جبهات الصراع المفتوحة في مأرب، وتتركز المواجهات فيها في الأطراف الشرقية، وقد فشلت القوات الموالية لهادي في السيطرة عليها رغم الغارات الجوية المكثفة عليها والمحاولات المتكررة لإسقاطها.
وتشكل جبهة المخدرة مصدر خطر كبير لخطوط إمدادات قوات هادي في جبهات نهم وحريب، إذ إنها تشرف على الخط الرئيسي الرابط بين مأرب ونهم.
ويفسر تكبد تلك القوات خسائر في المخدرة يفسر الهدوء النسبي الذي تشهده المنطقة حالياً. كذلك، تشهد الأطراف الشمالية الشرقية لمديرية حريب القراميش وبالتحديد مناطق حريب نهم ووادي نملة مواجهات شرسة، حيث استحدثت القوات الموالية لهادي جبهة جديدة بهدف التقدم باتجاه مديرية حريب القراميش، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، ليستمر القصف بشكل شبه يومي على مزارع المواطنين في المديرية.
وعمدت القوات الموالية لهادي، أيضاً، إلى فتح جبهة في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب، وبالتحديد في مديرية العبدية المحاذية لمحافظة البيضاء، حيث شهدت المديرية مواجهات عنيفة خلفت عشرات القتلى، وانتهت بخروج مقاتلي “الشرعية” من المواقع التي تسللوا إليها، واستعادة “أنصار الله” وحلفائها الخط العام الرابط بين محافظتي البيضاء ومأرب. وسعت قوات هادي إلى فتح جبهة العبدية بهدف تخفيف الضغط على عناصرهم في شبوة والبيضاء، وقطع إمدادات “أنصار الله” وحلفائها إلى شبوة.
ولعل الجبهة الأكثر سخونة، التي تسمى بأم الجبهات، هي جبهة نهم الواقعة في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، حيث تدور مواجهات عنيفة منذ أكثر من عام دفعت فيها قوات هادي بعشرات الآلاف من الجنود بهدف تحقيق تقدم باتجاه العاصمة صنعاء، لكن محاولاتها المستمرة ووجهت بمقاومة كبيرة من قبل “الحوثيين” وحلفائهم، ما أجبرها على التراجع.
وتتفرع من جبهة نهم ثلاث جبهات هي جبهة جبال يام وجبهة بران وجبهة المدفون أو ما يسمى بالميمنة والميسرة والقلب. وتُعد جبهة جبال يام من أخطر الجبهات التي تشكل تهديداً حقيقياً لتواجد قوات هادي في نهم وخطوط إمداداتها الرئيسة، نتيجة إشرافها على خط الإمداد الرئيس الرابط بين مفرق الجوف وفرضة نهم. وقد تمكنت القوات الموالية لـ”الإنقاذ”، مؤخراً، من السيطرة على معظم السلسلة الجبلية في يام، بعدما كانت دفعت بعدد من الكتائب المتخصصة بالاقتحامات والمدربة تدريباً عالياً إلى هناك.
إذاً، وعلى الرغم من الدعم الكبير والغطاء الجوي المكثف الذي يقدمه طيران “التحالف” للقوات الموالية للرئيس هادي في جبهات القتال في مأرب، إلا أن الأخيرة لم تتمكن حتى الآن من تحقيق ما يضمن لها السيطرة الكاملة، حيث تدور المعارك بعد مرور عامين من الحرب في المساحة نفسها التي كانت تدور فيها منذ أول طلقة للحرب. وينظر طرفا الصراع بنظرة استراتيجية لمحافظة مأرب، نتيجة أهميتها في ترجيح كفة الحرب، وذلك لموقعها المتميز وما تمتلكه من ثروات نفطية، وكذلك نسيجها الإجتماعي القبلي المحافظ، الأمر الذي يعقد من مهمة الحسم الميداني لأي طرف.
تقرير: عبدالله الشريف