أحد مَشايخ نجران : انـتــظـروا ثـورتـنا
عمران نت – متابعات
في لقاء مع الشيخَ هادي القحص أحد شيوخ يام:
بانتظار الثورة: أبناءُ نجران في مواجَهة النظام السعودي القمعي
تقرير : زكريا الشرعبي
أن تقولَ “لا” في وَجْهِ النظامِ السعودي وترفُضَ الانخراطَ في الفكرِ الوَهَّـابي التكفيري محتفظاً بمذهبك ومعتقداتك وتُراثك فهذا هو الكُفرُ البواحُ الذي لا جزاءَ له إلا القتلُ، بحسب فتاوى علماء السلطة في السعودية ونظامها القمعي وممارستهما.
وحيث يحتلُّ نظامُ العدوان السعودي مناطقَ متباينةً ديمغرافياً ومذهبياً في الجزيرة العربية ونجد كنجران وجيزان وعسير اليمنية والأحساء والقطيف شمال في المناطق الشرقية لنجد يتعرض سكان هذه المناطق بشكل خاص ومنذ تكوين النظام السعودي لمعاملات سيئة ومن الأجهزة الأمنية والسلطة المذهبية الوَهَّـابية التي لا تتوانى عن تكفيرهم والإفتاء بمحاربتهم، فضلاً عن معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثالثة وإهانتهم في أقسام الشرطة ونقاط المرور والمُؤسّسات الخدمية الحكومية.
حكمٌ وَهَّـابي بكُفْـر قبائل “يام” ورِدّةِ زعيمها
قبل أيام تداولت وسائل إعلامية تابعةٌ لنظام العدوان السعودي فتوىً برِدَّة زعيم قبائل يام وممثّل المذهب الإسْمَاعيْلي في نجران الشيخ هادي القحص، وبناءً على ما يقتضيه (حُكم الردة) – وهو حكم خاص بالنظام الوَهَّـابي التكفيري- فقد أصبح دم الشيخ هادي القحص مباحاً.
هذا ليس بجديدٍ على النظام الوَهَّـابي فقد قام بإعدام الكثير من العلماء والمشايخ الذين لا يعلنون له الولاءَ ويقدمون له طقوس الطاعة، كان آخرهم الشيخ نمر باقر النمر وسبعة وأربعون آخرون من أتباع مذهب آل البيت “عليهم السلام”، غير أن إعادة بث هذا الحكم إلى العلن -بحسب ما صرح به الشيخ هادي القحص لصدى المسيرة- أتى بسبب انحيازه لمظلومية الشعب اليمني ووقوفه في صف اليمن بمواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
يُذكَرُ أن النظامَ السعودي قام باستدعاءِ الشيخ القحص أيام حُكم عبدالله بن عبدالعزيز للقاء الحاكم، ووفقاً لما قاله القحص فقد عرض عليه الحاكمُ السعودي حينها أن يطلُبَ ما يشاءُ من الثروة مقابل التخلّي عن مذهبه الإسْمَاعيْلي والدخول في الوَهَّـابية التكفيرية، لكنه لم يقبَلْ فتم تحويلُه للقاء ولي العهد آنذاك نايف بن عبدالعزيز ليقومَ الأخيرُ بالضغط عليه وتهديده ثم تحويله إلى ما يسمَّى برئيس مجلس القضاء الأعلى صالح اللحيدان، وقد خيّره بين الوَهَّـابية أَوْ الحُكم بالردّة والقتل، الأمر الذي جعل الشيخ هادي القحص يغادر نجران هرباً من بطش النظام السعودي.
يُشارُ إلى أن صالح اللحيدان أطلق حكماً تكفيرياً على جميع الإسْمَاعيْليين قائلاً في خطبة له بالمسجد الحرام عام 2006م بأنهم مارقون يظهرون الإسلام ويُبطِنون الكُفر، وأن ما يسمى بهيئة كبار العلماء الوَهَّـابية أطلقت عليهم عام 2007م وصف كُفّار وفسّاق وملحدون وزنادقة.
معاملاتٌ تعسفية ومصادَرةُ الأراضي والمساكن..
لا أحد من أبناء نجران إلا ويشكو من نظام القمع السعودي والمعاملات السيئة التي يتلقونها من قِبل حكومة بن سعود التي تقوم، بحسب مصادرَ محلية في نجران لصحيفة صدى المسيرة، بمصادرة الأراضي والمساكن التابعة لهم، لا سيما التابعة لقبائل يام ذات الأغلبية الإسْمَاعيْلية، وكذلك إيداع الإسْمَاعيْليين في السجن لسنوات عديدة دونَ محاكمة؛ وذلك بسبب انتمائهم المذهبي.
وقال مصدرٌ في قبيلة يام: إن سلطات النظام السعودي اعتقلت المئات من الإسْمَاعيْليين وعذّبتهم وحاكمت سراً المئات منهم، كما قامت بحركة تطهير أخرجت بموجبها أكثرَ من 400 إسْمَاعيْلي من السلك الوظيفي الحكومي المحلي.
ويشير تقريرٌ لهيومن رايتس ووتش رقم 9/22 ج عام 2008م إلى نسق من التمييز ضد الإسْمَاعيْليين في مجالات التوظيف الحكومي والتعليم والحريات الدينية ونظام العدالة ونص التقرير على أنهم يعامَلون كمواطنين من الدرجة الثانية، حيث قال جون ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس وتش: (تروج الحكومة السعودية للتسامح الديني في الخارج ولكنها تعاقب الإسْمَاعيْليين على معتقداتهم ويجب على الحكومة السعودية أن تكف عن معاملة الإسْمَاعيْليين باعتبارهم درجةً ثانية في التعليم ونظام العدالة، حيث يعيش في المملكة مئات الآلاف وربما يصل عددهم مليوناً من الأقلية الإسْمَاعيْلية في منطقة نجران على الحدود الجنوبية الغربية من اليمن).
ومنذ أن تم الحكم على أبناء نجران بالكفر والإلحاد والزندقة يقوم النظام السعودي بإرسال مسؤولين محليين من مناطقَ أخرى ذوي ارتباط بالوَهَّـابية، وبحسب المصدر فإن هؤلاء المسؤولين تدخلوا في كُلّ شيء في المنطقة ولم يتركوا أحداً دون أن يتعرضوا له بالأذى فوق قيامهم بالتمييز ضد الأقلية الإسْمَاعيْلية في التوظيف والتعليم ونظام العدالة وكذلك التضييق عليهم في ممارسة شعائرهم الدينية.
ويبلُغُ عددُ الإسْمَاعيْليين في رئاسةِ الأقسام المحلية بنجران واحداً فقط من كُلّ 35 رئيسَ قسم محلي، كما أنه لا يوجد إسْمَاعيْلي واحد يشغل منصباً أمنياً أَوْ يشغل وظيفة مدرس دين، وتقول كتب المناهج الدراسية الوَهَّـابية (إن الإسْمَاعيْلية تعد شركاً بالله).
وكما تقول مصادر صدى المسيرة في نجران، فإن المدرسين الوَهَّـابيين في نجران يقومون بكَيْل الإهانات للمعتَقد الديني للطلاب الإسْمَاعيْليين ويحاولون تحويلَهم إلى الوَهَّـابية باستخدام التهديد بالرسوب أَوْ الضرب.
ويشتكي الإسْمَاعيْليون في نجران من عدم تمتُّعهم بحرية نقل تعاليمهم إلى الأجيال الجديدة، حيث يقولون بأن سلطات النظام السعودي قامت في بعض الحالات بنفي الداعي المطلق أَوْ وضعه قيد الإقامة الجبرية قسراً في المنزل، كما تحظُرُ استيراد الكتب الدينية للمذهب.
وفيما يقومُ النظام السعودي بتمويل المساجد الوَهَّـابية في المنطقة، يواجه الإسْمَاعيْليون معوقاتٍ في استخراج تصاريح بناء مساجد جديدة أَوْ توسيع المساجد القائمة، كما يقوم القضاة الوَهَّـابيون بالتمييز بصورة متكرّرة ضد الإسْمَاعيْليين بسبب معتقدهم الديني، وفي مارس 2006م -كما يقول مصدر في نجران- فرّق أحد القضاة بين رَجُل إسْمَاعيْلي وامرأته؛ بحُجّة أن الرجل إسْمَاعيْلي، كما منع قاضٍ آخرُ محامياً إسْمَاعيْلياً من تمثيل موكله الوَهَّـابي.
استعدادٌ للثورة
منذُ بداية العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وانتصارات الجيش واللجان الشعبية اليمنية في نجران بدأ أبناءُ نجران يتنفّسون الأملَ، معدين أنفسهم للثورة على نظام أبناء سعود.
وعبّر أحدُ وجهاء نجران لصحيفة صدى المسيرة أن أبناء نجران ينتظرون بفارغ الصبر سقوطَ النظام السعودي، معبراً عن حاجتهم إلى الثورة في وجه هذا النظام واستبشارهم بالجيش واللجان الشعبية اليمنية وانتصاراتهم في نجران.
وأضاف أن قبيلة يام يمنية وتنتمي إلى همدان بن زيد وأرض نجران أرض يمنية وأن الجيشَ واللجان الشعبية هم أهل وأقاربأنفس معرباً عن حاجة أبناء نجران للسلاح لمواجهة نظام أبناء سعود.
تجدر الإشارة إلى أن معاهدةً تمت بين أبناء نجران ومُؤسّس النظام السعودي الحالي عبدالعزيز بن سعود في الخمسينيات وقبل التسليم بسيطرة بن سعود على نجران والسلام مع النظام السعودي، نصت هذه المعاهدة على ما يلي:
1 – عدم التدخل في المذهب الإسْمَاعيْلي وعدم التضييق على أتباعه ومعاملتهم معاملة المواطنين الآخرين بدون تمييز.
2 – عدم التعرض لرموز الدعوة الإسْمَاعيْلية أَوْ مضايقتهم في ممارسة مهامهم تجاه الأَعْمَال الدينية في التدريس وإمامة الصلاة وبناء المساجد وغير ذلك.
3 – إبقاء أهل نجران في نجران وعدم طردهم منها أَوْ تشتيتهم أَوْ ما شابه ذلك أَوْ إدخال مَن يكرهونه بينهم.
وعلى أهل نجران أن يعطوا الولاء للدولة السعودية، وما يحصل خلافاً لهذه المعاهدة من جانب النظام السعودي فإن لأهل نجران الحق في تقرير مصيرهم وإن حصل خللٌ من اهل نجران فإن للنظام السعودي الحقَّ في أن يفعلَ ما يشاء.
ويتهم أبناءُ نجران النظام السعودي بنقض المعاهدة والقيام باضطهادهم.
المصدر : صدى المسيره