جرح وطن .. على كل مفاصل الحياة
عمران نت – مقالات
بقلم : ماجد الوشلي|| عندما يصبح الفكر إنسانا يصبح الإنسان فكرا منيرا لحياته ومستقبله، وعندما يصبح الجرح وطنا يصبح الوطن جرحا على كل مفاصل الحياة..
فمابين الحين والآخر نرى جراحات الشعب اليمني وهو في حالات الاعتداء الاجرامي الممنهج الذي طال كل مقومات الحياة الإنسانية، ولم يراعي أي حقوق مدنية؛ بل جابه حروب الاستعمار البريطاني والفرنسي في حقبات القرن التاسع عشر على الجزائر وتونس وجنوب أفريقا بكل اجرامه وحقده وظلمه، وقدم تصورا واضحا للظلم المتعمد ضد شرائح الشعب اليمني الذي أصبح له أكثر من عام وعشرة أشهر يعاني من آثار القصف والتدمير والاجرام والابادة الجماعية ..
العالم اليوم أصبح يرى كل هذا الجرح وكأننا في قضايا منسية غاب عنها الزمن وأصبح حديث الناس في حياتهم العملية والاجتماعية تتحدث عن ما هو مصير ومستقبل كل فرد منا دون الاهتمام بقضايا الآخرين والتي تعد جزءا أساسيا ومهما في معرفة أنماط وثقافة المجمتع وتطوره ..
الرقم اليوم في اليمن تجاوز أل600يوم من الحرب المفروضة عليها اقليما ودوليا وربما يتزايد هذا العدد دون أي اهتمام أو توقف لمعرفة سبب هذا العدد بالنسبة لتاريخ الشعب اليمني المظلوم الذي قدم كل ما يملك من قدرات بشرية وعلمية وثقافية ليحافظ على القيم المعنوية لتاريخ العرب والمسلمين، والمصاديق كثيرة حول ذلك ولعل أبرزها وفاء أهل اليمن لحق الجوار طيلة تاريخه وتقديم العون لكل المتضررين أو المضتهدين من قبل الاستكبار البريطاني في حقبات القرن الثامن والتاسع عشر على جفرافية العالم العربي وصولا إلى قضية فلسطين المركزية والتي أصبحت غائبة عن أذهان الكثير، وآخرها تصريحات وزير الكيان الصهيوني عند لقاءه الرئيس الأمريكي ترامب أنه سيجعل منطقة سيناء المصرية مقرا للفلسطينين ويخرجهم من أراضيهم التي هي حق لهم منذ الآلاف السنيين ..
دعونا قليلا نتحدث عن جرح وطن لأنني أتحدث بمفردات تجعلني أقف صامتا حول ما يحدث في اليمن دون الالتفاف أو التغير عن أي من هذه المفردات لأننا نعيش في زمن الحرب الناعمة التي سلبت من أذاهننا الكثير من مفردات الحياة المبدائية والمصيرية والتاريخية، ونقول أننا نعيش في اليمن جرح وطن بأكمله بكل معاناته وأزماته وتحديات الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والسياسية، ونقدم ولو عبر هذه الكلمات رسائلنا للذين لا يزالون يفهمون مفردات الحياة الحقيقية والتي تعبر عن ضمائرهم ومعانيهم الوجودية..
حاولوا – اعداء الإنسانية – أن يجرؤا أذهان الشباب اليمني وأن يخلقوا لهم قضايا وهمية تحيدهم وتفقد معانيهم وتجعلهم مصيدة لا يتحركون ولا ينظرون بأفق واسع بل يبقى في دائرة التخلف والمزاجية والعشوائية والتغافل عن كل ما يحدث في أرض اليمن من معاناة إنسانية فاقت كل حدودها ..
ولعل أبرز ما رسم لنا أولئك المتظاهرون بلباس الإنسانية والحيادية هي :
1- فتح المجال للمنح والدراسات التي تتعلق بالجانب النظري والمعرفي حول المسائل الشكلية والكمالية كالفن التصويري والغناء والترجمات من أجل أن يبقى الشاب اليمني محتاجا لمن يرعاه ولا يكون مستقلا بشخصيه وحياته.
2- الرحلات والسفر إلى المؤتمرات والندوات التي تصور الفكر العلماني والشيوعي وتفقد الشاب الملتزم أو المحافظ قيمته المعرفية الإسلامية التي تربى عليها منذ نعومة أظفاره.
3- تقديم المعاناة والحرب في اليمن وكأننا نعيش في صراعات داخلية ومحلية وقبلية وعشوائية دون الخوض في أي تفاصيل منها وتعتيم الصورة الحقيقية للشباب اليمني حتى لايرى أي شي ويكون مقتنعا بكل ما يقال .
4- اختلاق الكثيرمن البرامج الغنائية وأبرزها – ارب ايدل – وعمل الحملات الإعلانية العالمية من أجل جلب جميع الانظار وقصر نظر الشاب اليمني وجعله يعيش اللحظه وكأننا في مسرح غنائي يمثل الحضارة والثقافة ويخرج كل ما يتعلق ويعنيه لشعبه ووطنه.
5- عمل الكثيرمن المواقع الالكترونية المجانية التي تروج بشكل يومي عن الثقافات الغربية والاجنيبية وتقديما للشباب من أجل تغير الصورة والرؤية وأن يبقى سجين الفكر ولا يفكر إلا بما يراه وكأننا نعيش في عالم الخيال .
جرح وطن هو أننا تغافلنا كل ما يحدث في اليمن وأصبح نظرنا شخصي ووظيفي ونفسي ولا يتعلق إلا بالأمور الشكلية والكمالية ونعيش في عالم الأحلام الخيالية إلى أن نفقد سنين عمرنا ثم نبقى على دائرى الندم والآلالم وهذه هي الحقيقة في الشباب اليوم .
صادر عن الملتقى العالمي لشباب اليمن