عناصر جديدة ترسم المشهد الأخير
حمود الأهنومي
دخلت عناصرُ جديدةٌ في مقاومة العُـدْوَان السعوأَمريكي على الـيَـمَـن، وهي بالتأكيد لصالح الشعب الـيَـمَـني المصابِرِ المرابط، الذي ضرب المثل الأقوى في القوة واليقين والتلاحم والثبات، هذه العناصر تتلخص في التالي:
أولاً: تم رفدُ جبهات القتال بأعداد هائلة من الشباب ذوي العزائم الهائلة والذين لبوا نداء التعبئة العامة، وكثيرٌ منهم من أهل المدن ولا سيما صنعاء من فئات مختلفة من الشعب، والذين استثارتهم هذه الحرب الظالمة بكل وحشيتها فاندفعوا لا يلوون على شيء إلا الرد والانتقام من آل سعود ووكلائهم الدواعش والقواعد بعد أن تلقّوا تدريبات قوية وفاعلة أثبتت جدواها في الأيام الأخيرة، كما أن هناك قوافلَ أُخْـرَى من المجاهدين تحتضنهم شعاب الـيَـمَـن وجبالها في طريقهم إلى معركة الشرف والفضيلة، وكلما كشر العُـدْوَان عن نابه القذرة كلما استثار مزيداً من الشباب الغيورين على بلدهم وإخوانهم.
ثانياً: فشلُ العُـدْوَان في ضرب أيٍّ من القيادات للجيش واللجان الشعبية ومديري عملياتها القتالية على الأرض، واستمر جميعُهم يمارسون مهامهم بأفضل أداء وعلى أكمل الوجوه المتاحة، في الوقت الذي تسببت جرائم العُـدْوَان بحق المدنيين بإذكاء وإلهاب مشاعر الـيَـمَـنيين الذين رأوا أطفالهم ونساءَهم يحرقون ويقتلون ويذبحون، ورأوا بُنية بلادهم التحتية تدمر وتقصف بشكل بربري تحت مبررات سخيفة لم تقنع أيا منهم.
ثالثاً: تبيّن لكثير من أهلنا في الجنوب أن تحرك اللجان الشعبية والجيش هناك إنما يتم بقصد تطهير الـيَـمَـن كُلّ الـيَـمَـن من وباء وطاعون مملكة قرن الشيطان وأدوات القوى الاستكبارية، وفي ذلك مصلحة الجميع، إن تطهير الجنوب من الدواعش هو مطلب شعبي جنوبي قبل أن يكون شمالياً أَوْ شرقياً أَوْ غربياً؛ لأنه يؤسس لوطن مستقر وآمن للجنوبيين قبل غيرهم.
رابعاً: بلغ العُـدْوَان مداه وتبيّن للعالم أجمع أنه عُـدْوَان سافر على شعب مسالم لا ينوي الشر بأحد، واستهدف المدنيين بشكل رئيس، ومارس الإبادة الجماعية، واستخدم الأسلحة المحرمة، وارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنْسَـانية، ومارس العقاب الجماعي بحق شعب كامل، وحرم ملايين الطلاب من التعليم، وتكشّفت سوءاته بشكل فظيع جعل الأحرار في العالم يقيسونه على جرائم عُـدْوَان النباش الأول (إسرائيل)، بل لقد فاق العُـدْوَان السعوأَمريكي العُـدْوَان الصهيوني بشكل واضح وعلى أصعدة مختلفة.
خامساً: يوماً بعد آخر يتضح فشلُ آل سعود في تكوين جبهة موحدة لعملائها في الـيَـمَـن، ولا سيما أولئك الأمساخ الذين هاجروا إلى الرياض في ظل عُـدْوَان سافر على بلدهم، وبعضهم فضح نفسه بشكل مزر في تأييد العُـدْوَان وشكره على ما ارتكب من جرائم، جبهة العملاء (أمساخ الـيَـمَـن وأوساخها) أصبحت اليوم عبئاً على السعودية، وبدا أن هناك شكوكاً عميقة بين أطرافها، الأمر الذي حدا بالغلام المراهق بن سلمان إلى السخرية بهم وأن يضيق بهم ذرعاً، لقد كان السعوديون في هذا الملف كمثل ذلك المبتدئ في السحر، الذي جمع الجن، ولكنه لم يقدر على تفريقهم، كما اتضح للسعوديين وأسيادهم الأَمريكيين أن هؤلاء الأوساخ والأمساخ لا يمثلون قدوات اجتماعية وسياسية لأيٍّ من هذا الشعب، وأنهم مجرد فضائحُ بعقول فارغة.
سادساً: أظهرت اللجان الشعبية وفرق الجيش والأمن بطولاتٍ جبارة وقدرات خارقة في التحرك الميداني الذي أثار دهشة العالم، فرغم القصف الجوي الكثيف والهستيري لم يتأثر إمساكهم بتلابيب الوضع في الداخل والجبهات المختلفة ولا تقدمهم ولا سيما في عدن وتعز ومأرب، وهو ما أسقط الفشل في أيدي مخططي هذا العُـدْوَان ومنفذيه.
سابعاً: أخذت القبائل وأَنْصَـارُ الله وقوات النخبة من المشاة والمدفعيين وأبطال الصواريخ على الحدود وضعية الجهوزية الكاملة، وبينما أثارت اعتداءاتُ السعوديين بحق المسافرين المدنيين بعض القوى القبلية فردت رداً ما في الحدود لا سيما في الأيام الأخيرة، فإن القوات المرابطة المنضوية تحت قيادة السيد الميمون لا تزال تنتظر الإشارة الخضراء منه لبدء الرد المزلزل الذي سيعصف بالوضع الميداني وسيغير مجرى التأريخ بإذن الله أولاً وبحسب المعطيات الميدانية الموضوعية ثانيا.
ثامناً: تبيّن للعُـدْوَان أن الجيشَ واللجان الشعبية في حالة جُهوزية نوعية، ولديهم قدرات خارقة في زلزلة أي إنزال بحري أَوْ بري، كما حدث قبل يومين حيث هزمت حملة مكونة من 40 قطعة بحرية هزيمة نكراء في سواحل عدن، وعادت تجر أذيال الخيبة والهزيمة، جعلت السيسي يطير سريعا في زيارة غير معلنة إلى سلمان للتباحث بشأنها.
تاسعاً: انفرط عقد التحالف المزعوم وبات واضحاً استجداءُ العُـدْوَان للقوات البرية من بلدان مختلفة في العالم، وهو ما يعكسُ هزيمةً نفسيةً مزمنة لدى قادة العُـدْوَان السعوأَمريكي ويظهر قدراً كبيراً من القلق تجاه مستقبل المنطقة الذي بالطبع لن يكون من بعد اليوم سمناً على عسل بالنسبة لمملكة قرن الشيطان وسيدها الشيطان الأكبر، بل سيكون مشؤوماً تجاه الذين أذاقوا شعبنا المجاهدَ البطلَ مُرَّ العلقم منذ مجرزة تنومة عام 1923م حتى مجزرة عطان 2015م.
عاشرا: راهن العُـدْوَان على الأمساخ والأوساخ في الداخل بتنفيذهم تحركات مريبة ومقلقة للسكينة العامة، والتي منها إحداث فوضى وقلاقل في المدن الـيَـمَـنية، وآخرها منع الغاز والمشتقات النفطية من الوصول إلى الـيَـمَـنيين بهدف تجويعهم لتركيعهم، ولكن عين اليقظة كانت حاضرة بقوة في بؤرة المشهد، فالتقطت في حكمة رائعة بيانات التأييد والعمالة لبعض القوى العميلة لتلف منشئيها العملاء الأوساخ في حبل الرعاية والأدب ريثما تعود الأمور إلى نصابها، كما راهن العُـدْوَان بحصاره الجوي والبحري والبري وبجرائمه الجماعية أن يركع الشعبُ وأن يوجد حالة من الفصل بين الجيش واللجان الشعبية والشعب، ولكنه في الحقيقة فوجئ بتلاحُم فئات الشعب ومكوناته المختلفة مع جيشه ولجانه الشعبية بشكل مؤيس وقاطع، ولم تزده حماقات آل سعود إلا بصيرة واندفاعا نحو الالتحاق بميادين الشرف والعزة.
هذه عناصر مهمة وجديدة ستكتب المشهد الأخير لهذا العُـدْوَان لصالح الشعب الـيَـمَـني الذي آمن بأَهميّة استقلال قراره السيادي وتمرده على الهيمنة السعوأَمريكية، وهي العناصر التي سترسم مستقبل الـيَـمَـن والإقْليْم وتؤسس لوطن كبير وقوي ومزدهر لا تتنازعه إراداتُ وقراراتُ الإقْليْم والعالَم.