الشيخ محمد الشناني أحد مشايخ ذو حسين بالجوف: هدفُهم إذلالُ اليمنيين ولن يكونَ ما دام فينا عِرْقٌ ينبُضُ ولن نتوَانَى أبداً ما حيينا
عمران نت – حوارات
•كان تأييداً إلهياً، طاردناهم مشياً على الأقدام وهم بآلياتهم من أطرافِ المطمَّة والزاهر المحاددة للمتون
•أقول للمرتزقة: لأسياد أسيادِكم أَهْدَافٌ غيرَ ما تريدون، وَعندَ الاكتفاء منكم سيتخلّصون منكم وأَصْبَـحتم لا دُنيا ولا دين
•الجرائمُ لم تُبِقِ على شيء اسمُه محايد أَوْ صامت، وأيُّ يمني لم يشارك في مجابهة العدوان مثلُه مثلُ المرتزق والعميل
•لن يحصلوا على نصر أبداً؛ لأنهم بلا قضية ولا موقف، وإنما هم عبيدُ العبيدِ
هكذا هم الصناديدُ من الرجال، لا استشهاد أَبْنَائهم يُعيقهم، ولا كبر السن يُبقيهم في البيوت بل يزيدهم قوةً إلى قوتهم ويحضرون ساحاتِ المواجهة بأنفسهم؛ ليكونوا في مقدمة الصفوف ويكون لهم الشرفُ بأن يصابوا ويكونوا ضمن الجَرْحَى في الدفاع عن أرضهم وعِرْضِهم.
ضحّى باثنين من أولاده شُهَداءَ وهو جريحٌ.. حاورنا الشيخَ محمد شاجع الشناني من مشايخ آل شنان قبيلة ذو حسين بكيل مديرية المطمّة بمحافظة الجوف، فإلى نص الحوار.
•في البدء نرحّب بك شيخ محمد.. ونتشرَّفُ بك ضيفاً كريماً في صحيفة النبأ اليقين؟
الشرفُ لنا، ونتشرَّفُ بكل المنابر الإعلامية الحُرّة التي تسعى لكشف حقائق هذا العدوان الغاشم وجرائمه في حق اليمنيين، وصحيفتكم النبأ اليقين هي إحدى منابر الحقيقَة التي نثقُ بها وأنها تعمَلُ من أجل اليمن وعِزّته وكرامته وإحياء الروح الجهادية فيه.
•بما إنك أحد مشايخ بكيل وأحد الشخصيات البارزة في محافظة الجوف.. ما موقفك من العدوان السعودي الأَمريكي الغاشم؟
نحن ضد العدوان حتى يوم القيامة بأولادنا وأموالنا وما نملك، ولن نتوانى حتى نفنَى، ولقد قدمت شهيدَين من أبنائي في جبهات العِزة والكرامة وها أنا ذا جريحٌ، وماضون على دربهم بكل ما نملكُ وسنبذُلُ أَرْوَاحَنا رخيصةً للذود عن كرامتنا وعزّتنا وسيادتنا، والنصرُ حليفُنا إنْ شاء الله؛ لأننا في موضع الحق ولدينا قضية وهذا عدوان غاشم دمّر الحرث والنسل وحطّم ما هو جَميلٌ في بلادي وشن حرباً عشوائيةً تحت مبرّراتٍ واهية ليتحكّمَ في حرّية وكرامة وسِيادة اليمنيين ونكون له كما هو لأسياده عبيداً أذلاءً خانعين، وهذا الذي لم يكُنْ ولن يكونَ ما دام عاد فينا عِرْقٌ ينبُضُ بالحياة.
•حدَثَ مؤخراً انتصارٌ كبيرٌ حقّقه الجيشُ واللجانُ الشعبيةُ في الجوف وخصوصاً في المتون وكانت لكم بصمات في هذا الانتصار.. هلّا اطلعتَ القارئَ وإنْ على بعض تفاصيل ما حدث؟
كان تأييداً إلَهياً، وقوة الإرَادَة وعزيمتنا القوية وإيْمَاننا الكبير بقضيتنا، هَـبَّ الجميعُ دونَ استثناءٍ من مختلف شرائح المجتمع، الكُلُّ تَدفَّقوا وتسابقوا بروحِ الفداء والتضحيّة وواجهناهم بسلاحِنا الشخصيّ وقُوّة إيْمَاننا وعزيمتنا؛ لأننا نعلَمُ أن موقفَنا وقضيتَنا هي الحقُّ وهُم مسنودُون بطيران الأَعْـدَاء وأَسلحتهم الحديثة وآلياتهم وما جمعوه من عُمَلاء ومرتزقة فلم يقدروا أن يثبتوا أَمَـامَ ضرباتِ رجالِ الرجال والاستبسال الأسطوري وكيف أننا طاردناهم ونحن مشياً على الأقدام وهم بآلياتهم من أطرافِ المطمَّة والزاهر المحاددة للمتون حتى أرجعناهم جحورَهم التي دخلوا علينا منها عبرَ ثغرة كانت غيرَ مؤمّنة فكانت هي محرقتَهم، وهذا سوف يكونُ لهم دَرْساً لقّنَه لهم رجالُ الرجال سوف يحسبون له ألفَ حساب، تخلخلت به صفوفُهم وأَصْبَـحوا يترامَون بتُـهَمٍ في ما بينهم بأنها خيانةٌ مع أنها تأييدُ الله لعباده المتقين الصابرين الثابتين المسبّحين، وهذا وعدُ الله بأن العاقبةَ لهم وأن وعدَ الله كان مفعولاً.
•حاول تحالفُ العدوان وَأدواته في الداخل إطالةَ مدة الحرب على اليمن بعد فشلهم قرابة العامين.. ما الهدف من ذلك؟
هدفُهم هو اذلالُ اليمنيين وإرضاخُهم للانصياع إلى أَهْدَافهم الحقيرة، وكذلك كَسْبُ الوقت لشراء الذمم وضُعفاء النفوس بأموالِهم والمتاجَرة بأَرْوَاح الشبابِ اليمني وإدخاله في حربٍ بالوكالة كما حَصَلَ في جنوب الوطن من تجنيدِ الشباب وإرسالهم إلى المحرقة ليرجعوا جُثَثاً هامدةً، استغلوا الانفلاتاتِ الأمنية فيه وتوسُّـع القاعدة وإرسال أُولئك الشباب إلى جبهات القتال، يأملون أن يحققوا بهم نصراً فلم يقدروا بل يجرون أذيال الخيبة والهزيمة أينما توجهوا، فلن يحصلوا على نصر أبداً؛ لأنه ليس لهم قضية ولا موقف، وإنما هم عبيدُ العبيدِ ينفّذون أجندةً خارجيةً للسيطرة على اليمن والتحكُّم في كُلّ مقوماته وخيراته الواعدة وكذلك ممراته ونصبحُ نحن كالهنود الحُمْر في القارة الأَمريكية عالةً على المجتمعات مسلوبي الحقوق والإرَادَة، وهذا ما لن يحدُثَ أَبَداً في يمن الإيْمَان والحكمة والعروبة والقيم والإصالة.
نعم أخي الجميعُ يرى كيف أن اليمنيين يتكاتفون ويتساندون مع كُلِّ غارة وقصف للأبرياء الآمنين في منازلهم وصالات أعراسهم والعزاء وقتل الأَطْفَال في مدارسهم أنهم لم يتركوا خِياراً لأحد أن يَظلَّ في موقفِ الحياد وكل ما تطاولوا وأطالوا مُدَّةَ الحرب زِدْنا قوةً وصلابةً وعزيمة، والقادمُ أعظمُ إن شاء الله.
•بين الفَتْرَةِ والأخرى يقومُ طيرانُ العدوان بارتكابِ مجازرَ بشعة بحق المواطنين وممتلكاتهم ويتلقى صمتاً دولياً كيف تصف مثل هذا السكوت وتمرير مثل هكذا مجازر؟
لقد فضح العدوان المجتمعَ الدولي وعَـرَّاه أَمَـامَ العالم، وأوضح لنا وللكل أن هذه الدساتيرَ والقوانينَ التي بُنيت عليها الأمم المتحدة وحمايتها للإنْسَانية ما هي إلّا مجرّد سراب ووَهْم، وأن العدوان قد اشترى كُلَّ ضمير إنْسَاني في موقع المسئولية بالفلوس، نعم باعوا ضمائرَهم وإنْسَانيتَهم.
ومع ذلك أننا مستمرّون في قضيتنا وسوف تنتصر، واعتمادُنا على الله وحدَه لنصرنا ولتأييدنا، وهو مَن سوف يجعلُ لنا سلطاناً للأخذ بحقنا من هؤلاء القَتَلة أَعْـدَاء الله وأَعْـدَاء للإنْسَانية.
وسوف نتوكّلُ عليه ووحدَه وشكوانا له وحدَه وهو المعينُ وليس لدينا ما نخسره الآن، لقد دمّروا ما هو جميلٌ في بلادي، ولم يبقَ لنا إلّا عزّتُنا وكرامتُنا، نحيا أعزاء أَوْ نموت شهداءَ كرماءَ.
•ما رسالتُك للصامتين أَوْ الذين يسمون أنفسهم محايدين والعدوان يعمل بشعبهم ووطنهم كُلّ ذلك وكأن الأمر لا يعنيهم من قريبٍ أَوْ بعيد؟
بعدَ ما قام به العدوان من تدمير كُلّ مقومات الحياة في بلادنا وقتل الطفولة في مهدها ومدارسها وداس على الأَرْض والعِرض وقتل الآلاف من النساء والعجائز والشيبان والأَطْفَال ويسعى لطَمْس الهُوية اليمنيّة، يسعَى لتدمير حاضرنا وماضينا وتدمير المعالم الأثرية؛ لأنه يملكُ حاضراً أَوْ ماضياً وبهذه الأَعْمَـال البشعة التي تصوِّرُ لنا مدى حِقده وبُغضه لنا، وأنه يسعى لإذلالنا والتحكم في مصيرنا وسيادتنا.
هذه الأَعْمَـالُ والجرائمُ لم تُبِقِ على مكان لشيء اسمُه محايد أَوْ صامت، وأيُّ يمني لم يشارك في التصدّي ومجابهة العدوان فإنه حالةٌ شاذَّةٌ وتنصَّل من جميع القيم ويُعتبَر ليس يمنياً وليست له أية صلة بنا ولا له لا أرض ولا عِرْض ولا أهل في اليمن، وسوف يذكُرُهم التأريخُ أنهم أراذل وزبالة القوم مثلُه مثلُ المرتزق والعميلِ.
•كيفَ تثمِّنُ معنوياتِ وانتصاراتِ الجيش واللجان الشعبية في جميع جبهات الداخلية وجبهات ما وراء الحدود؟
هؤلاء هم أبناؤنا، هم مَن بذلوا أَرْوَاحَهم رخيصةً من أجل اليمن، وأن لا يذكُرَ التأريخُ أن أشباهَ الرجال أذلّونا وتسلّطوا على رقابنا. نعم إن لهم معنوياتٍ فولاذيةً وأنهم لَمستعدون أن يواصلوا مسيرتَهم إلى فلسطين بعد الخليج.
•في فترات سابقة يقال إن السيدَ عبدَالملك حفظه اللهُ أرسَلَ وفداً لزيارتك.. من خلال هذا اللقاء وعبر صحيفتنا ما هي رسالتُك للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي؟
رسالتُنا للسيد القائدِ العَلَمِ عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظَه اللهُ: سوف تجدنا حيثُ تُحِبُّ ولن نتوَانَى أبداً ما حيينا دِفاعاً عن الأَرْض والعِـرض وعِزّة وكرامة وسيادة اليمن.
•ما هي آخرُ رسالة تريدُ توجيهَها في ختامِ هذا الحوار المقتضَب ولمَن توجّهها؟
هناك رسالتان سوف أوجِّهها، الأولى أوجهها للسيد القائد العَلَم عبدِالملك بدرالدين الحوثي وإلى كُلّ الشرفاء الأوفياء من أَبْنَاء اليمن أننا سوف نظلُّ صامدين وثابتين حتى يوم القيامة جِيْلاً بعدَ جيل حتى نطهِّرَ كُلَّ شبر من أرضنا من دَنَسِ أشباه الرجال وكل الغُزاة المعتدين وسوف يدفعون الثمن قريباً إن شاء الله، كما أننا في هذه الفترة نحتاجُ إلى تعزيز الجبهة الداخلية وتكاتُف وتماسك أقوى؛ لأنَّ العدوَّ منهارٌ وأيامَه معدودةٌ.. وعلى كُلّ مرضى النفوس أن يعوا أننا كَالجَسَد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بسهر والحمى.
الرسالةُ الثانيةُ هي إلى مَن جيّشوا الجيوش مِن جميع أقطار الأَرْض على وطنهم وأَبْنَاء جلدتهم: عليكم أن تعلموا أن مَن بيده ملكوت السموات والأَرْض هو مَن يدبّرُ الأمورَ، ولا يمضي إلّا أمره، وأنكم ومَن ائتمرتم بأمره وحاربتم اليمنيين المؤمنين الصابرين وقتلتم الأبرياءَ من النساء والعجائز والأَطْفَال بأمرهم إنكم ستبوؤون بالفشل وستقفون بين يدي الله وسيحاسبُكم عن كُلّ قطرة دم وعن كُلّ صغيرة وكبيرة، فانتهوا عن بغيكم وعدوانِكم، وأعلموا أنَّ لأسياد أسيادِكم أَهْدَافاً غيرَ ما تريدوْن، وَعندَ الاكتفاء منكم فإنكم مصنّفون قاعدةً وَهي صنيعتُهم وصندوقُ زبالتهم وسوف يتخلّصون منكم وأَصْبَـحتم لا دُنيا ولا دين، واعلموا أنهم لن يرضوا عنّا ولا عنكم حتى نتبَّعَ ملتَهم، والعاقبةُ للمتقين.