بين السياسة والوقاحة!!
نصر الرويشان
تأتي الأيامُ بحقائقَ كان من الصعب علينا أن ندركَها في الماضي، فهناك مَن رسمنا له صورةً جميلةً، وذلك لما لمسناه عنه من نُبل ودماثة الخلق وحُسن السيرة، ولكن هذا لا يكفي أن تحكم بهذا وحسب، بل تجيئ الظروفُ الصعبة والأيام الحالكة لتظهر قبحاً كان مخفياً ولؤماً كان مستتراُ وضغينة كانت باطنة فيكشف المستور ويظهر كلٌّ على شاكلته برغم كُلّ محاولة يقوم بها القبيح العفن ليظهر جميلاً فتتضح المعالم ويظهَرُ الخُبثُ المبطن الغائبُ عنا في الماضي الجلي الواضح في العُـدْوَان السعودي الغاشم.
كنا نعدهم من الأخيار في الماضي وما إن حلقت طائراتُ العاصفة السعودية في سماء هذا الوطن حتى أستلوا أبواقَهم وبدأوا ينفخون كيرَهم وينشرون خبثهم ويظهرون حقدَهم الدفين غير المبرر ونقدهم المستمر فتتسابق ألسنتهم العفنةُ لنقد الضحية وتبرير ظلم الجلاد
تساقطت الأقنعةُ وهرولوا مسرعين للرياض يطلبون الرضا وينتظرون عطايا الأسرة السعودية ويقتاتون من فتات الموائد وبقايا الطعام ولكن ليس غريباً على من أرخص نفسه على أن يظل عاكفاً في أروقة القصور وفي ممرات البلاط السعودي أن يبيع وطنه، فقد باع نفسه وجعل ما يدخل فكَيه أساسَ كُلّ موقف وحقير كُلّ عمل ولكن لا زال هناك من بقيت أجسادهم في الـيَـمَـن وقلوبهم هناك في المملكة الصهيوأَمريكية ويتحيَّنون فرصةَ اللحاق بركب الأوغاد أقرانهم ولا زالوا يظهرون بغضائهم وضغينتهم بمنشورات تبعَثُ الغثيان ويصفون بطولات الرجال الأشاوس والقيادات الوطنية الذي رفضت الارتهانَ والعمالة وتجارة الأوطان يصفونها بالحماقة وتارةً بثورة الغبار والانقلاب والمقلب، ولكنهم كانوا هم المقلب الحقيقي لهذا الوطن وهم الوَضاعة والنجاسة التي آن لنا أن نطهر منها.
عن أية حماقة تتحدثون؟ أهي صفة لمن يرفض التبعية؟ وما هو الحمق الذي تشيرون له لمن رفض التشرُذم والتقسيم وخرج مع ملايين من شعبه ليتبنى مطالبهم ليكونَ في صف الفقير والمظلوم والبائس والمستضعف؟.. حماقة أن تعلنها حرباً على الإرْهَـاب لتحميَ شعبك وتصون أرضك وتحفظ دماء أَبْنَـائك!!.. حماقة أن ترفُضَ التدخل والقتل والاغتيال والفاسد والمتنفذ!!.
الآن فهمناها ووعينا ما تفوَّهتم به فلم تضمنوا ما بين الفكين فكيف نضمن لكم العَيش بكرامة وبعزة وإباء؟، قلتم عن ثورة ونضال شعب حر حماقة، ولكن لا نحسبها منكم إلا وقاحة فهي الوقاحة لا الحماقة ولن تكون إلا وقاحة وتحاملاً، فرمي المجني وقذفه بتهم لا صحةَ لها ولا مبرر لها إلا شيء واحد أن الوطنَ لا يعني لكم شيئاً، فرغال ثقيف أراد الشهرة ودل أبرهة على الكعبة، فداسته الفيَلَةُ فصار قبرُه يُرجم لما اقترفت يداه في زمن الجاهلية، فبيعُ الوطن سهل على بائع كرامته ومن يبيع الغالي ثمنه رخيصٌ بخس ومصيرُه الرجمُ واللعنُ حياً وميتاً.