عندما تداس الوطنية وتسترخص…!
عمران نت – مقالات :
بقلم / محسن الجمال
يشعر الإنسان بالخجل الشديد إزاء وطنه الذي تربي على ترابه وشرب من مائه وترعرع في حناياه وتعلم في مدارسه وجامعاته وكلياته وكان له بمثابة الأم الحنون وهو يعيش فيه حرا كريما عزيزا حينما يتم الاعتداء على الأوطان وانتهاك حرماتها ظلما وجورا وطغيانا وتجبرا فيفقد فيها الناس والكرامة والعزة ويتحولون فجأة إلى غرباء.
وعندما نتكلم عن الوطن تجد ثمنه رخيص عند ضعفاء النفوس والمسترزقين ومعدومي الضمائر وناكري الجميل وهم كثيرون في أوساط الشعوب خصوصا حين تحل المصائب وتظهر التحديات والشدائد فنجد أن البعض ممن أقسموا بالوطن والدفاع المستميت عنه أصبحوا هم الخنجر المسموم الذي يطعن في خاصرتها ويساعد المعتدي على انتهاكها واغتصابها.
عندما نتكلم عن الجيش الوطني المسمى سعوديا وهم يقاتلون أبناء جلدتهم خدمة للأعداء..فأي وطنية هذه, وأي وطن ينتمون إليه.. فمابال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا.
وعندما دخلت السعودية بحلفها الأرعن وأعلنت عدوانها على اليمن واستغلت الظروف الاقتصادية للشعب بعد هيكلتها للجيش اليمني أصبح اليوم ممن كنا نحلم بهم كقادة للمستقبل إذا بهم يبيعون أنفسهم في أسواق النخاسة بأثمان زهيدة طمعا في المال السعودي وهي تدفع بهم الى المحارق وتزج بهم دفعة بعد أخرى بعد أن تدس 100 ريال سعودي في جيوبهم لتكن تلك قيمتهم ولا عزاء لهم.
الكثير ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني الذي يقاتل في صفوف القاعدة وداعش تبرأت اليمن منهم شكلا ومضمونا بعد تحالفهم مع أولياء الشيطان وكانوا بمثابة عار وأوساخ لصقت في جسد الوطن الطاهر لكنه اليوم يلفظهم..وأبت أيضا حتى أراضى العدوان دخلوهم فيها وحرمت عليهم ليتلقوا صفعات مريرة وقاسية ليخسروا دنياهم وآخرتهم.
يامن تسمون أنفسكم بالجيش الوطني.. نريد أن نفهم كيف تدعون الوطنية وأنتم تقاتلون في صفوف الغزاة والمحتلين جنبا إلى جنب فلم نسمع عن ذي قبل إن من يسمون أنفسهم بالوطنيون يقاتلون مع أعداء شبعهم ويقدمون أجسادهم ودمائهم قرابين لتحقيق آماله ومبتغاه.. إنما الوطنية هي الوقوف في صفوف الشعب والقتال إلى جانبه والتضحيات في سبيله فلماذا تأبطتم شرا.
عندما تقاتلون في صفوف القاعدة وداعش إلى أي دين تنتمون إليه.. وهل سألتم أنفسكم في سبيل من تضحون..وهل قتلاكم تحسبونهم شهداء..وهل أنتم في موقف الدفاع؟نعم.. الدفاع عن حلف الشيطان ودول العدوان وفي موقف العجز والضعف والذل والاستسلام.
عندما تساقون كقطيع من الأغنام الى الجبهات نسألكم كم قيمة أثمانكم ..فلو قتلتم داخل أوطانكم لكانت ملايين تبعات لدمائكم ولكن حين استرخصتم أنفسكم استعبدكم الآخرون دون كرامة بعد أن داسها العدو تحت أشراك نعاله.. فهل جرحاكم يتم العناية بهم..؟ أم أنهم يتركونهم حتى المنايا متروكين مرجومين.. ويضطر البعض منكم لبيع أعضاء جسده مقابل علاجه.
هل من الوطنية أن ترون أبناء شعبكم يقتل ويسلخ ويباد بأياد اليهود والنصاري وبداوة الأعرب الذين هم أشد نفاقا وأنتم تقاتلون في صفهم.. وهل تحسبون انه بقي لديكم ذرة من حياء أو شهامة ..عذرا ..فقط سقطت في الوحل وغاصت في المراحيض المتسخة.
نحن ندرك وانتم كذلك أنه لولا المال الذي يلعب به صبيان بني سعود في شعوب الجزيرة العربية خدمة للوبي الصهيوني الذي يستهوي التهام المنطقة العربية والإسلامية ويضربها بما أسماه بالفوضى الخلاقة ما كان لهذه الحروب والفتن والصراعات والتناحرات أن تقوم وتستمر.. وإلا لما بعتم أنفسكم.. لكن للمال سحره وللدراهم رنينها وللدنانير بريقها.
ألستم كنتم تقولون إنكم تريدون تطبيق النظام والقانون..فكيف تريدون أن تطبقوها وقد ألجمتم ألسنتكم وأفواهكم بالأموال وجعلتم منها سلما لجني الأموال وخرقتموها أنتم قبل غيركم..وهل بقي في القانون الذي تدعونه شرعية حقيقية للخائن عبدربه منصور هادي وقد انتهت فترة حكمه بحسب القانون.. فبأي حق تدافعون عن شرعيته المزعومة التي يدعيها له قوى الطغيان والاستكبار لهدف تمرير مشاريعهم على شعبنا اليمني,
ألا هل علمتم أن ” الدنبوع” هادي صرح بعظمة لسانه انه لم يكن يعلم بهذا العدوان .. وهل رأيتم كلامه واعترافاته حينما اعترف قبل الحرب بان السعودية ودول كبرى قد غذت وأرسلت الى اليمن عدد من عناصر الإرهاب.. وهو الآن يشرككم للقتال في صفهم بعد أن فتكت إخوتكم وزملائكم وذبحتهم في العرضي وميدان السبعين وكلي الشرطة والجوية وفي عدن وحضرموت وسلمت ألوية بكامل عتادها وأسلحتها للقاعدة وداعش .
فهل قرأتم أنه من لا كرامة له لا وطن له وهل بقي لديكم وطن ..فصبر جميل والله المستعان..!