أسلحة حُرّمت دولياً وأُبيحت في اليمن.. تتسبّب بتشوهات للأجنة والمواليد
لطالما كانت قوى الشر تستخدم بعض الأسلحة المحرمة لقصف المدن وقتل الشعوب. في ظل سكوت دولي وَعربي، ولكن لم يكن سكوتاً تاماً فقد كانوا يستخدمون أسلحتهم المحرمة من جهة ويدفعون بالمنظمات الإنْسَانية من جهة أُخْـرَى وليس من الغريب ما يجري اليوم في أرضنا من دمار وخراب وقتل للأبرياء ومن تغاضي الشعوب وخضوع لدول العالم أجمع. ومشاهدة العدوان الهمجي على اليمن من قبل التحالف وقوى الشر الكبرى متمثلة بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا هذه الدول التي تقوم بتمويل ودعم الإرْهَاب في جميع انحاء العالم، واتخاذها من اليمن محطة تجارب يتم استخدام أسلحتها المحرمة والفتاكة فيها، وجعل الأراضي اليمنية ساحةَ قتال بكافة الطرق الممكنة سواءٌ أكانت أسلحة مُحرمة أَوْ أسلحه ثقيلة أَوْ خفيفة والتي كانت سبباً في قتل اليمنيين الأَحْرَار شيوخاً أكانوا أَوْ أَطْفَال نساءً أَوْ رجال.
حتى النساء الحوامل أجهضن حملهن وتشوّهت المواليد، حتى الدواب لم تسلم من حِقدهم الدفين على بلادنا ولم يكتفوا بذَلك، بل واستقووا بمُرتزِقَة من الداخل ممَّن باعوا أنفسَهم للشيطان وخانوا عهدَهم وميثاقَهم لله ومن ثم الوطن وأزهقوا الدماءَ الطاهرةَ في سبيل فُتاتٍ من الورق وجعلوا الدماء الزكية التي سُفكت وانتهكت قرباناً يتقربون به إلى اليهود والنصارى.
وفي ظل هذا العدوان الذي لم يفرق بين البشر أَوْ الشجر والحجر، تخوفات كثيرة من قبل الأطباء في استخدام العدو للأسلحة المحرّمة والتي قد نتج عنها تشوّهات خلقية لحديثي الولادة والتي تؤثر جينياً على الحوامل.
صحيفة “صدى المسيرة” أجرت بعض المقابلات مع المعنيين للوقف على جانبٍ مما لحق بالأَطْفَال المواليد بسبب استخدام الأسلحَة المحرمة.
حيث بدأ موظفُ العلاقات في وزارة الصحة الدكتور منير العامري بالقول: ما يزال هناك تزايُدٌ مستمرٌّ في ارتفاع حالات التشوهات الخلقية في عددٍ كبيرٍ من المحافظات نتيجة استخدام العدوان قنابل محرمة دولياً.
وكشف العامري أنه ليست هناك إحصائية دقيقة نتيجة اسْتمرَار العدوان وصعوبة حصر الحالات نتيجة ذلك.
وتضيف الدكتورة حنان الحميدي إخصائية نساء وتوليد بمستشفى ابن الهيثم. أنه منذ بداية العدوان مَرَّت بنا حالات غريبه لم أشاهدها منذ فترة عملي في المستشفى وغالبية التشوهات الخلقية في المواليد التي كانت تمُرُّ بنا قبل الحرب مجرد وجود ماء في المخ أَوْ إعاقة في حركة اليد أَوْ الأرجل لكن اليوم نحن أَمَــام حالات نادرة وغريبة يصعب علينا وصفها أو علاجها.
وتأسَّـفَ والدُ الطفل إبراهيم الأشموري الذي فقد ابنه ابراهيم المشوّه خلقياً نتيجة القنبلة التي استخدمها العدوان الظالم على جبل نقم، حيث كانت زوجته في بداية حملها وأثناء الولادة كان إبراهيم مشوّهاً ولم يعش أَكْثَر من عشر ساعات بعد ولادته.
وأضاف بأن ملامحَه كانت غريبةً كأنه ليس من فصيلة البشر.
ويدعو المنظمات التي تسمّي نفسَها بالمنظمات الإنْسَانية والعالم بالتحرك الجاد والمسئول لإيقاف مثل هذه الاعمال البشعة التي يرتكبها العدوان بحق شعب متواضع لا يريدُ سوى العيش بكرامة وأمان.
وأوضحت الدكتورةُ مُنى الدرام في مستشفى السبعين بأن السعوديّةَ أطلقت قنابلَ فسفوريةً محرّمةً دولياً على مناطق مختلفة من اليمن التي سار ضحيتها المئات من القتلى والجرحى نتيجة إصابتهم أَوْ استنشاقهم للمواد السامة التي تنبعث من هذه الأسلحة، الأمر الذي أدانته المنظمات والمؤسسات الحكومية والخَاصَّـة.
كما خَصّت في حديثها على التشوهات الخلقية لحديثي الولادة نتيجة استنشاق المرأة الحامل للغازات السامة التي تنبعِثُ من هذه القنابل والتي تؤثر جينياً على المواليد.
ولفتت بأن أَكْثَرَ من عشرين حالةً مشوهةً بتشوهات غريبة، حيث مَرّت بنا حالات تشبه الضفادع.
واستدرك الدكتور مفيد الجنيد أخصائي العناية المركزة في مستشفى الرحمة بالقول إن حالاتِ التشوهات الخلقية لحديثي الولادة ازدادت بشكل ملحوظ في اليمن، حيث بلغت الحالات كحصيلة أولية أَكْثَر من ثلاثين حالة في مختلف المحافظات.
وأكد أن لجاناً دوليةً زارت المستشفى ومَرَّت بالحالات بقسم المواليد المشوهة خلقياً نتيجة الأسلحة المحرمة التي تقتُلُ بها السعودية أَطْفَال اليمن
وأضاف بأنها أخذت صوراً وتقاريرَ للحالات ولكن إلى اليوم لم نرَ أية مبادرة حقيقة لردع قوى التحالف والطغيان.
واستأنفت الدكتورة سبأ دهاق قائلةً: تواجه النساء في اليمن مشكلاتٍ صحيةً ونفسية جراء الحرب الظالمة على اليمن.
وبحسب الاحصائيات التي خرجت بها معظمُ المستشفيات لحالات الإجهاض؛ بسبب الخوف الشديد والضغط النفسي اللذين تتعرضُ له المرأة الحامل، إضَافَة إلى استنشاق الحوامل للغازات السامة التي تنبعث من القنابل الفوسفورية وأسلحة أُخْـرَى سبَّبت الكثيرَ من التشوُّهات الخلقية لحديثي الولادة وبأشكال غريبة ومفزعة.
كما أبدى الدكتورُ في كلية الآفاق طارق مطهر تخوُّفَه من حدوث تشوهات خلقية لدى الأجنة على المدى البعيد؛ نتيجةَ اسْتمرَار العدوان في وحشيته واستخدامه لأسلحة محرَّمة تعمل على تهتك خلايا الجسم قد تظهر آثارها مستقبلاً على شكل أَمْرَاض خبيثة.
وطالب المنظماتِ الحقوقية والإنْسَانية للضغط على الدول المتحالفة للإيقاف الفوري لمثل هذه الأعمال بحق الطفل والمرأة والإنْسَان اليمني.
واختتمت الطالبةُ إلهام المطري بالحديث حول موضوعِ التشوُّهات الخلقية لحديثي الولادة قائلة: يستمر العدوان الأمريكي السعودي المدعوم من أمريكا بالقصف العشوائي علي الشعب اليمني بالأسلحة المحرّمة، ومقدمتها العاصمة صنعاء، حيث تسبب في قتل وإصابة عشرات المدنيين بالتشوهات جرّاء الغازات السامه المنبعثة من الصواريخ التي تسقط من طيران العدوان الأمريكي السعودي، حيث أن التحالف الذي تقودُه السعوديّةُ استخدم ذخائر عنقوديه محظورة من صنع الولايات المتحدة في غاراته على اليمن، حيث تقوم هذه القنابل
بقتل الناس وتعرضهم للخطر.
وَأضافت أنه بسبب شحن القنابل والصواريخ بمادة الفسفور الأبيض، إضافة إلى معادن مثل الزئبق والبيلينوم والقصدير وبضربِ المدن بهذه الأسلحة تعمل على تشويهات للأَطْفَال والأجنّة في بطون أمهاتهم عن طريق استنشاق الهواء السام.
وقالت المطري: أدعو باسمي وباسم طالبات جامعة العلوم المنظمات ودول العالم إلى التدخل السريع وإنقاذ الشعب اليمني الذي يُقتل ظلماً وعدواناً.
مع مرور العام الأول للعدوان السعودي الأمريكي، نشرت صحيفة الثورة تحقيقاً أوردت فيه تصريحات للممثلة الخَاصَّـة للأمين العام للأُمَـم المتحدة “ليلى الزروقي” المعنيّة بالأَطْفَال والصراعات المسلحة، إذ قالت “إن نطاق قتل وتشويه الأَطْفَال قد اتسع بشكل هائل خلال عام 2015”.
واستنكرت زروقي “ارتفاع أعداد الضحايا بين صفوف الأَطْفَال؛ بسبب عدم التمييز بين الأهْدَاف المدنية والعسكرية واتخاذ إجراءات وقائية لتجنب وقوع الضحايا المدنيين والحد من ذلك”. وبحسب زروقي فإن “73% من وفيات وإصابات الأَطْفَال خلال الربع الثاني من عام 2015 نجمت عن عمليات القصف الجوي” إشارة إلى الغارات التي ينفذها طيران تحالف العدوان السعودي.
وفي ذلك الحين أيضاً، بثت قناة الميادين الفضائية تقريراً ميدانياً يؤكد أن تشوهات خلقية بدأت تتضح جلياً لدى الأَطْفَال حديثي الولادة في اليمن، ولا سيما بعد مرور عام كامل على العدوان السعودي واستخدامه أسلحة محرمة دولياً، كما نشرت تقارير طبية أكدت أن الأسلحة المستخدمة من العدوان الحقت اضرارا بالغة بالأجنة والمواليد في المناطق المستهدفة.
وفي التقرير المصوّر لقناة الميادين، تحدث عبدالرحمن الرميمة، وهو طبيب أَطْفَال حديثي الولادة في مستشفى السبعين بصنعاء فقال: “لاحظنا وجود تشوهات خلقية كبيرة بالنسبة للأَطْفَال حديثي الولادة وعملنا رقود للحالات التي عندها تشوهات خلقية نتيجة الأبخرة الناتجة عن هذه القنابل المحرمة دولياً”.
ويشير التقرير إلى أن معظمَ الولادات المبكرة لدى الأمهات في اليمن خلال الحرب ارتفعت بشكل مختلف عن الأعوام الماضية ولا سيما في مناطق صنعاء وصعدة والحديدة وجزء من تعز التي تعرضت للقنابل العنقودية والفسفورية والفراغية، حيث تقول طبيبة الأَمْرَاض النسائية والتوليد، أسماء محمد: “في هذا المستشفى لاحظنا خلال هذه الفترة أعراض وأَمْرَاض وأشكال مختلفة من التشوهات من فترة بداية حمل المرأة إلى حتى نهاية الشهر الأخير من الحمل، فحالات فقد الجنيني لم تكن متكررة بهذا الشكل أَوْ ما يسمى الإجهاض الخفي أَوْ الإجهاض الغير معروف سببه”.
كما يؤكد التقرير أن آثارَ استخدام العدوان لأسلحة محرمة دولياً أثرت على صحة الأمهات، ما جعل عشرات الأَطْفَال يولدون مشوهين أجيال قادمة ستتأثر؛ نتيجة ذلك على المستوى القريب والبعيد وفق ما تحدث به عدد من الأطباء.